حسن روحاني رئيسا لجمهورية إيران،هل من أمل ؟!
موقفنا
حسن روحاني رئيسا لجمهورية إيران
هل من أمل ؟!
زهير سالم*
عندما يكون حجم المخاطرة كبيرا جدا فإن على العقلاء أن يتعلقوا بخيوط الأمل مهما كانت رفيعة . إن الكارثة التي تتربص بالأمة المسلمة توجب علينا أن نتعلق معذرة إلى ربنا بما قد يلومنا عليه الكثيرون ..
أمام الأمة المسلمة في هذا العصر بكافة مكونتها تحديات جسام على الصعد الحضارية والدعوية والسياسية والتنموية تشغلها عن افتعال معارك جانبية بين أطرافها ..
إن الإسلام الدين والدعوة وشعوبه بما تعانيه وبماعانته من ظلم واضطهاد وتخلف تستحق أن تستقطب كل الطاقة والجهد لوضع هذه الأمة من جديد على مسار الفعل الحضاري المنتج . وتجنبيها عنعنات العصبية والمعارك التاريخية بغض النظر عن الخطأ والصواب فيها .
وإن حقيقة ما يجري على الأرض السورية بلا مراوغة ولا مناورة هو أن شعبا عانى من الظلم طويلا أعلن ثورته على ظالم فاسد مستبد طالما داهن وراوغ وناور . ثورة بهذه البساطة وبهذا الوضوح من الظلم البين أن تجلل بالبراقع وأن تفصل للقائمين بها الاتهامات
إن ثورة الشعب السوري هذه ليست أقل شرعية أو مشروعية من ثورة الشعب الإيراني منذ بضع وثلاثين سنة على الشاه المستبد الفاسد وأدواته من رجال السافاك ..
ولا مجال للتخفي في خطاب الشعب السوري وراء أحاديث المقاومة والممانعة . فالشعب السوري هو الأعلم بمن أضاع الجولان . وهو الأدرى بمن وفر للمستوطنين على أرض الجولان من الأمن والاستقرار والسلام ما لم يتمتع به الشعب السوري نفسه . على مدى عقود كان الأمن للمستوطنين المحتلين والقتل والاعتقال والتشريد للمواطنين .
منذ عقد مضى عندما كان الرئيس محمد خاتمي يتحدث عن مشروع حضاري إسلامي ويناضل عنه ، كان يجد آذانا تصغي إليه وقلوبا واعية تتفاعل معه على كل الجغرافيا الإسلامية . لا أحد يستطيع أن يزعم اليوم أن المشهد هو هو . فهل من أمل أن يستعيد الرئيس حسن روحاني هذه الحالة الشعورية التي تساعد أبناء الجغرافيا الإسلامية ليسمع بعضهم من بعض من جديد ..
لقد دفع صناع القرار الإيراني العلاقات الإسلامية في طريق الكارثة . وهو الطريق الذي لا يريده عقلاء الأمة لأن المنتصر فيه سيخرج منه خاسرا ..
البغي مرتعه وخيم ، وطريق الفتنة سيحرق الذين يختارونه ، ومن موقع الرافضين للاستجابة لتحدي الفتنة نقول دعونا نعطي للأمل فرصة . عسى تعزل إيران نفسها عن ظالم ستهوي به الريح وبأشياعه بإذن الله إلى واد سحيق .
الكلمات الأولى التي أطلقها السيد روحاني في رؤيته للواقع السوري لم تكن مبشرة ، بل كانت من جنس كلمات نجاد وصالحي وحسن نصر الله . تساءل الكثيرون فجأة : ما الجديد عند الإصلاحي الجديد ؟!
ولأن الأمر يستحق الانتظار سننتظر ولتكن فرصة أخرى ، لعلنا نسمع موقفا أفضل . أو نرىموقفا يسمح فتيل الفتنة من برميل البارود الذي شحنه الغرور والعنجهية والعجب فينسحب الغزاة عن الأرض السورية ..
موقع المسئولية في عرفنا الإسلامي ليس موقعا يهنّأ صاحبه عليه بل هو موقع يدعى له فيه أن يعينه الله على لزوم كلمة التقوى وأن يجعله أحق بها ومن أهلها ..
فهل يطمع السيد حسن روحاني في شيء من هذا ؟!
هل يقدر أن يُسجل له أنه كان أكبر من المذهب ومن القوم ومن المصلحة الآنية الضيقة ، وأنه ارتقى يفاع موقف يستحق أن يذكره التاريخ فيه ..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية