مطب سياسي
جيهان أبو الدهب
باحثة سياسية في الشئون الدولية
كلنا نعلم ماهو المطب الصناعي، ولماذا نقوم بعمل المطبات علي الطرق، خاصة الطرق المحيطة بالكتل السكانية وذلك لإرغام سائقي السيارات بالتخفيف من السرعة الزائدة، وهناك مطبات ترغم السائق علي التوقف تماماً والسير ببطيء حتي يتفادي ذلك المطب ولا يعرض نفسه ومن معه للخطر .
أما المطب السياسي فهو يكاد يشبه المطب الصناعي في المغذي، وهو أن تبطيء الحركة وتوقيف عجلة القيادة تماماً، وقد يختلف في المضمون لأن المطب السياسي هو عبارة عن إفتعال أزمات سياسية يقوم بها الكارهون لسير البلاد علي الطريق الصحيح من أجل شل حركة الدوران التي من شأنها تعطيل الاصلاح وانتعاش الإقتصاد وزيادة ضخ الإستثمارات وطمأنة الوافدين لأرض الوطن من أجل السياحة.
كل هذه العراقيل تحدث بمجرد خلق حالة من عدم الرضا علي النظام والتنكيل به والنيل من إرادة وعزيمة الرجال المخلصين .
فالإعلان عن تظاهرات من شأنها خلع الرئيس أو إرغامه علي الإنسحاب بغرض عمل إنتخابات رئاسية مبكرة في هذه المرحلة وبعد إنتخاب رئيس شرعي للبلاد جاء بإرادة شعبية وإنتخابات نزيهة وشفافة ماهو إلا عبث بالعقول ومجرد سفه ممن يرددون ذلك ويؤيدونه، فهم أنفسهم يعلمون أنه عمل غير قانوني ولا يستند لأي شرعية، وأنه فاشل لا محال،وعلي الرغم من ذلك فإنهم يمضون في طريقهم لعمل مطب سياسي وإحداث نوع من الفوضي الخلاقة.
إن هؤلاء يغفلون حقيقة البنيان الوهمي الذي قاموا بتشييده، لأنه مجرد صرح في خيال النفوس المريضة، والعيون المظلمة التي كفت عن رؤية الحق، وماعادت تري سوى الباطل الأثيم، وأن ذلك المطب لا يصعب تخطيه عندما يكون القائد ذو عقل رشيد وحكمة بالغة وصاحب رؤية وهدف حقيقيين .
ولذا فإن المطب الصناعي رغم وجوده غالباً في منتصف الطريق ويتكرر مرات عديدة مع إرتفاعه وكبر حجمه في بعض الأحيان إلا أن عجلة السير لا تتوقف بشأنه وإنما فقط تبطيء لتمر بسلام.
وهكذا المطبات السياسية مهما كانت وجهتها وإحتدام حدتها إلا أن عجلة القيادة السياسية لم ولن تتوقف وإن أدى ذلك علي البطيء أحياناً، ولكن لابأس فنحن نؤمن بالحكمة التي تقول في التأني السلامة، وستمر علينا جميع الكبوات بسلام،حتي يأتي يوم تشرق شمس الحرية الجديدة لتنجلي بها كل سحب الفساد، وتمطر السماء لتخضر الأرض وتعمرها، وحينئذا سيصبح خير مصر ونبت ثمارها لكل المصريين.