5 يونيو...
5 يونيو...
أ.د. حلمي محمد القاعود
تذكر5 يونيو1967 ضروري. ليس للبكاء علي ما ضاع, أو هجاء من هزموا مصر والعرب والمسلمين, وأذلوا شعبا أبيا أمام عصابات من شذاذ الآفاق تسلحوا بالقوة والدم والإرهاب, وأصروا أن يكونوا فوق القانون الدولي والأخلاق الإنسانية والمواثيق العالمية.
نسعي لاستخلاص الدروس التي يحاول بعض
الناس تجاهلها وطمسها والتشويش علي ما ينبغي أن يسود الشعب بعناصره المختلفة من
علاقات ومعايير وقيم وأسس تضبط حركتهم, وتقيم موازين العدل والعمل والإنتاج
والمساواة والكرامة. ولعل أول هذه الدروس أن يكون المواطن حرا وفق الدستور
والقانون, فلا يعيش تحت سطوة الجلاد أو المخبر أو الجاسوس الذي تحركه التنظيمات
السرية والأجهزة الأمنية. المواطن الحر هو الذي يبدع وينتج ويثمر, وهو الذي يركع
لربه المعبود ويخاف خالقه الأعظم جل جلاله, ولا يركع لطاغية مستبد مهما كان حضوره
الشخصي صاخبا وغلابا. لقد هزمنا قبل الخامس من يونية داخل المعتقلات والزنازين
السوداء والرعب الذي يحكم السجن الكبير أعني الوطن, وهزمنا يوم كممت الأفواه وصارت
الصحف نسخة واحدة, وصار المثقفون أبواقا للحاكم, وصار حزب طليعة الاشتراكيين أو
التنظيم الطليعي السري هو الرئة السياسية المزيفة التي تعبر عن شعب يعيش في جمهورية
الخوف!
أهم الدروس أن ينشغل الجيش بواجبه الاحترافي الذي يعمل
في الميدان, وليس في مستنقع السياسة, أو مهرجانات كرة القدم وأشباهها, أو شئون الفن
والفنانين أو الصحافة والصحفيين أو لجان تصفية الإقطاع. وهو ما استوعبه الجيش بعد
الهزيمة فصنع ملحمة رائعة في حرب رمضان, وأعاد للوطن كرامته, وقطع الذراع الطويلة
لعصابات الغزو المتوحشة. هناك ذيول من عصر الهزيمة تحاول أن تجر الجيش إلي
المستنقع. ولكن هيهات! وأبرز الدروس ضرورة أن يتعايش المجتمع بكل طبقاته وعناصره
وفقا لنتيجة الصندوق دون تمييز بين الحكام والعامة. أو بين الاشتراكيين والرجعيين,
أو تحالف قوي الشعب العامل وبقايا الاقطاع والرأسمالية. نحن شعب واحد يخضع للعدالة
والقانون والثواب والعقاب. ويجب أن يعمل علي استعادة سيادته الكاملة علي سيناء
وإزالة آثار الهزيمة.