أعداء انتفاضة الشعب السوري
محمد هيثم عياش
برلين /26/05/13/ يعتقد الكثيرون من المتضامنين مع الشعب السوري الذي يطالب بحريته ويبذل النفس والنفيس لنيلها من نظام جبروتي ظلوم غشوم بأن روسيا وايران وعميلها بلبنان الذي يُطلق على نفسه بحزب الله اضافة الى الصين ودول اخرى يعاني حكامها من امراض نفسية يعادون مطالب ذلك الشعب بدعمهم المطلق لبشار اسد ونظامه . صحيح ان الباطنيين من الشيعة الذين يزعمون بانتمائهم الى المذهب الجعفري يحاربون الشعب السوري وأبدوا عن وجههم القبيح بارسالهم جنودهم الى سوريا لمعاضدة جيش النصيرية بمحاربة شعبه تحت حجة حماية اماكن الشيعة المقدسة في بلاد الشام التي تعتبرأحد معاقل اهل السنة والجماعة الهامة في العالم الاسلامي . فعلى هامش مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الدوليين الذي عقد بتلك المدينة بين 1 و 3 شباط/فبراير من عام 2013 الحالي واثناء هرولة زعيم ائتلاف المعارضة السورية الشيخ معاذ الخطيب وراء وزيري الخارجية الايراني والروسي علي اكبر صالحي وسيرجي لافروف أكد لي مدير مكتب صالحي حسين اصغر شيخ عطار / شقيق السفير الايراني ببرلين / بأن ايران لن تقبل رؤية المملكة العربية السعودية في سوريا ومساعدتها للشعب السوري وخاصة التكفيريين منهم وسوف تبدي لك الايام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأنباء ما لم تزود ، فقلت له انه مهما تداعت الامم على المسلمين فالنصر الاخير للحق الذي يعلو ولا يعلى عليه فالباطل مهما اوتي من قوة فهو مندحر لا محالة . وهكذا كان فقد ارسلت طهران حزب الله للدفاع عن نظام سوريا كما شمرت الماركسية والنازية عن سواعدها وأبرزت انيابها لمحاربة الشعب السوري . فقد دعا الماركسيون لندوة عقدوها بجامعة برلين التقنية واكدوا أن ما يجري في سوريا مؤامرة امريكية سعودية قطرية تركية على بشار اسد ونظامه لمعاداته الامبريالية بل ذهبوا الى ابعد من ذلك واعلنوا ان امريكا ترسل عناصر اسلامية لمحاربة النظام السوري وفرض واشنطن هيمنتها على دمشق تلك الافتراءات جعلت دمي الموصوف بالبرودة حارا واستطعت تلقين المحاضرين حجارة سياسية وتاريخية ميدانية فالولايات المتحدة الامريكية وضعت جبهة النصرة بلائحة الارهاب لتشويه صورتها لدى الراي العام المندهش بتحقيق تلك الجبهة بعض الانتصارات لصالح الشعب السوري وبالتالي الاشادة بالجماعات الاسلامية التي استطاعت تنظيم الامور بالمناطق المحررة بسوريا ، ثم ما لبث ان دعا النازيون يوم السبت من 25 أيار/ مايو الحالي الى ندوة حول الوضع في سوريا مشيرين ان المؤامرة الامريكية السعودية على النظام السوري تكمن لمعاداته الصهيونية . والنازيون يعادون الاسلام ويزعمون معاداتهم للصهيونية علما ان ادولف هتلر كان عميلا للصهيونية العالمية وسبب ملاحقته اليهود لان اليهود الالمان اكدوا عام 1899 رفضهم آراء الصهيونية التي تقول ان فلسطين وطنا لهم واكدوا انتماءهم للعرق الالماني وتشبتهم بدينهم وأكدوا على ذلك مرة اخرى عام 1914 أثناء تشجيع الهجرة الى فلسطين ، ومع ذلك فقد استطعت حضور ندوة النازيين وبينت لهم بطلان زعمهم وان اسدا وحزب البعث عملاء للصهيونية والدليل على ذلك موقف النظام النصيري من غزو الصهيانية لبنان اوائل الثمانينات والحرب التي وقعت بينهم مع حزب الله اللبناني عام 2007 اذ لم يطلق الجيش السوري اية رصاصة ضد الصهاينة بالثمانينات واختبأ بشار اسد في احد جحور قصره باللاذقية ولم يطلق جيشه رصاصة واحدة تجاه الطائرات الصهيونية التي قصفت اجزاء من اللاذقية وخرج من جحره وانتقد السعودية وغيرها واصفهم بالجبن والخيانة مؤكدا لهم قول المتنبي : اذا ما خلا الجبان بساحة قوم طالب عند ذلك القتالا والنزالا وخرجت من الندوة بسلام .
امريكا مثل روسيا والمانيا ودول اخرى في الغرب لا تريد للشعب السوري حريته خوفا على الكيان الصهيوني وهو ما أكده وزيرا الخارجية الامريكي والالماني كيري وجويدو فيسترفيله ومعهما المستشارة انجيلا ميركيل والرئيس الفرنسي فرانسوا اولند ضرورة حماية الكيان الصهيوني من التغييرات التي تجري ببلدان الشرق الاوسط بل ذهب اولند الى انه لن يرسل اسلحة الى الجيش السوري الحر اذا لم يعطي الجيش المذكور ضمانا عدم وصول الاسلحة الى العناصر الاسلامية وغير ذلك من تصريحات تثبت عدم مصداقية الغرب .
لقد ميزت انتفاضة الشعب السوري الخبيث من الطيب فما ان أعلن نظام سوريا الحرب ضد شعبه وأظهرت الباطنية عن وجهها القبيح الا ان واعلنت السعودية تأييدها للشعب السوري وقادت زمام التأييد لتنضم اليها قطر وتركيا وغيرها من الدول الاسلامية وذلك وفق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم / مثل المؤمنين بتوادهم وتراحمهم كمثل الجسد ان اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى .