هل فعلاً لثورتنا أخطاء وما حجمها؟
هل فعلاً لثورتنا أخطاء وما حجمها؟
د. محمد كمال الشريف
إخوتي الأحرار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد أرسلت لكم رسالة بخصوص مقال أجنبي حول الثورة يركز على أخطائها وضمنتها بعض الانتقادات التي جاءتني (تجدونها في آخر هذه الرسالة لمن لم تصله)، وكان ممن وصلتهم رسالتي فضيلة الشيخ مجد مكي حفظه الله، فأرسلها إلى بعض الإخوة طالباً منهم إبداء الرأي، فجاءته ردود حوَّلها لي لأطلع عليها، فاستأذنته أن أنشرها بعد إخفاء أسماء أصحابها حرصاً على سلامتهم وراحتهم، وقد جمعتها في هذه الرسالة وألحقتها برسالتي التي هي موضوع هذه التعقيبات، وأرسلها لكم لتطلعوا عليها، لتعرفوا حجم المشكلة وخطورتها وضرورة المسارعة في معالجتها قبل أن تتفاقم ولا تنحصر في الذين ظلموا منا خاصة.
بعض الإخوة لا يحبذ نشر شيء عن أخطاء الثورة علانية خشية أن يكون له أثر سلبي عليها، لكن المقالة التي أثارت الجدل كانت منشورة على أوسع نطاق من قبل أن أطلع أنا عليها وأرسلها لبعض الإخوة، ولست أنا من نشرها بعد أن كانت مطوية لا يعلم بها أحد، نعم كانت غير معروفة عندنا نحن وعندما طلبت من إخوتي نشرها كنت أريد لها أن تصل إلى الحريصين على الثورة لعلهم يستطيعون فعل شيء، فاستنكر بعض إخوتي دعوتي إلى نشرها وكأنني إن امتنعت عن نشرها فلن يقرأها أحد، المهم كان في ذلك خير كثير إذ جعل بعض الإخوة الذين لديهم معلومات عن هذه المشكلة يكتبون تعقيبات ومشاهدات بينت لنا أن المشكلة موجودة، لكن في المقالة الأجنبية مبالغة في بعض الأمور وبخاصة الادعاء أن السوريين الغاضبين من الثورة بسبب أعمال بعض المحسوبين عليها أو المشاركين بها قد تحولوا إلى مناصرة النظام، وأمور أخرى تجدونها في هذه الرسائل.
لن نستطيع علاج مرض ما إن لم نعترف بوجوده ونبحث عن تشخيصه والعلاج العاجل الناجع له. أما تشويه صورة الثورة والثوار فإنه يجري بقوة حيث ما يزال للنظام حلفاء وأنصار يساعدونه في ذلك، لكن المؤسف أن يصدر عن بعض الثوار والمتسلقين على الثورة أفعال تثبت للناس أن ما يدعيه النظام ويتهم به الثورة صحيح، أي بعضنا يعين النظام على تشويه صورة الثورة.