الأسدُ يحتفظُ مُجدَّدًا بحقِّ الردِّ في المكان، والزمان المُناسِبَيْن
الأسدُ يحتفظُ مُجدَّدًا بحقِّ الردِّ
في المكان، والزمان المُناسِبَيْن
محمد عبد الرازق
في غضون ثمانٍ و أربعين ساعة أغارت الطائرات الإسرائيلية على مواقع داخل سورية، و ألحقت بها إصابات مباشرة.
ففي صباح يوم الجمعة ( 3/ أيار/ 2013م )، أغارت على مطار دمشق، و أتتْ فيها على شحنة صواريخ فاتح ( 101 ) بعيدة المدى، كانت في طريقها من طهران إلى حزب الله، مرورًا به.
و في الساعة ( 1,50 ) من صباح الأحد ( 5/ أيار/ 2013م ) أغارت مجددًا على عدة مواقع هامة و حساسة جداً للنظام على جبل قاسيون، و حول دمشق، و تبيَّن أن المناطق المستهدفة هي:
ـ اللواءان: 104، 105 حرس جمهوري
ـ مبنى البحوث العلمية في جَمْرَايَا
ـ مستودعات الحرس الجمهوري في قاسيون
ـ ﻣﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ
و أكد شهود عيان حدوث دمار هائل و حرائق مخيفة في مقرات الفرقة الرابعة في ضاحية قُدْسَيَّا, و مقرات اللوائين ( 104، 105 ) حرس جمهوري في دمر.
تأتي هذه الهجمات الإسرائيلية بعد أن سحب الأسد فرقتين من المناطق الحدودية مع إسرائيل، و وظّفها ضد الثورة، و بعد أن أعلن ( عمران الزعبي ) وزير الإعلام أن السلاح الكيماوي لن يستخدم حتى ضد إسرائيل؛ فكان هذا التعهد الذي أهداه الأسد لإسرائيل تطمينًا للغرب بأن ما يخشاه من استخدام الأسلحة الكيماوية ضد إسرائيل لن يحصل، وأن عدوه الحقيقي هو عدو الغرب أيضًا، إنَّه ( الإرهاب الإسلامي ) الذي نجح النظام نسبيًّا في الترويج له عند الغربيين، في إلصاقه بالثورة السورية.
و بعد أن أعلنت إيران رسميًّا، و على لسان علي أكبر ولايتي، المستشار الأعلى لمرشد الجمهورية الإيرانية، علي خامنئي للشؤون الدولية، يوم السبت: 4/ أيار/ 2013م، في اليوم التالي لهجوم إسرائيل الأول، حسبما نقلت وكالة "مهر" للأنباء عن ولايتي قوله: ( لسورية دور أساسي للغاية، و رئيسي في المنطقة فيما يتعلق بتعزيز سياسات المقاومة الثابتة، ولهذا السبب فإنَّ أي هجوم على سورية يُعدّ هجومًا على إيران وحلفائها ).
و بعد تصريحات حسن نصر الله، التي كشف فيها انخراط قواته إلى جانب قوات الأسد؛ حماية له من السقوط بأيدي التكفيريين .
إنّه على الرغم من الجراح، و الآلام، و المجازر، و الفظائع التي يقوم بها الأسد ضد أبناء شعبنا على مدى عامين، و نيِّف، و كان آخرها حملات القتل، و التطهير الطائفي في مناطق بانياس، نقول:
1ـ يا لعارَنا، و ذلَّنا، و هَوانَنا على أنفسنا، و على الناس، أن تقصف عاصمة بلادنا؛ فلا ندري شيئًا عن ملابسات ذلك القصف ؟! و ما زال النظام يلوك كلامًا ملَلْنا من سماعه، من أنّه سيحتفظ بحقّ الردّ على هذا العدوان في الوقت، و الزمان المناسبين.
2. لقد ثبت للمرة الألف أن إسرائيل تعمل من أجل إسرائيل، وليس من أجل أحد، فلا يعنيها بقاء النظام، و لا نجاح الثورة بقدر ما يعينها أمنُ مواطنيها، و دولتها بحسب وصية جد نتنياهو له.
و بذلك نقول لمن يطلقُ التصريحات على عواهنها؛ فيشكك في وطنية الثورة السورية، و يوجه لها أصابع الاتهام؛ بأنّها منحت إسرائيل هدية، من خلال إجبار الأسد على سحب فرقتين من الحدود مع إسرائيل؛ ليحمي بها دمشق من هجمات عناصرها.
3. إنّما يهم إسرائيل في مسعاها هذا، ألا يكون في سورية الحالية، أو المستقبلية قوة عسكرية استراتيجية من أي نوع. و هي ترى الفرصة الحالية سانحة لذلك.
4. لقد اعتادت إسرائيل على قصف سورية قبل قيام الثورة، و بعدها، و في كلتا الحالتين لم يرد النظام على ذلك؛ و لا سيّما بعد صدور التصريحات التي أطلقها حليفاه: إيران، و حزب الله، التي تمّ التعهد بموجبها بحمايته من أي عدوان خارجي عليه، و ليس من المتوقع أن يكون شيء منها.
5ـ إن قوات الأسد التي عجزت طوال أكثر من عامين، عن حماية الشعب من أكذوبة الجماعات المسلحة، و طوال عقود عن حمايته من إسرائيل؛ لم يَعُد لها من مبرر كي تبقى مهيمنة على المشهد السوري، و لقد قرر السوريون أن يتخلصوا منها مهما كلّف الثمن.