رسالتي إلى قناة الحياة
منير مزيد / رومانيا
هَلْ مِنْ أحَدٍ يُحَاوِرُهُ الْصَّمْتُ غَيْري...؟
الْكَلِمَةُ اِمْرَأَةٌ مَاكِرةٌ كَثِيرَةُ الغُنْجِ وَالدَّلاَلِ
حِيْنَ تَلْمِسُ نَهْدَهَا يَتَوَرَّد وَيَظمَأ
وَ الْمَاءُ يَرْتَدِي ألْغَازَ السَّمَاوَاتِ
وَيَرْمِي مَا لَا يُرَىٰ فِي صَوْتي طَيْفاً هَاتِفاً
فَأَشْهَدُ أَنْ الْمَاءَ حَافِظُ الأَسْرارِ وَالأَلْغَازِ
كُلُّ لُغْزٍ أَوْ سِرٍّ تَكْمُنُ فِيهِ بُذورُ الْخَلْقِ
وَأَشْهَدُ أَنْ النُّورَ قَطَرَاتُ نَدَىٰ تَسِيلُ مِنْ أَصَابعِ اللهِ
تَظْمَأُ الأَرْوَاحُ وَالْقُلُوبُ إِلَيْهِ
يُوحَىٰ إِلَيَّ مَا كَانَ خَفِيّاً
وَمَا كَانَ يُخْفَىٰ عَلَيَّ مِنْ كَلِمَةٍ فِي الأَرْضِ
أوْ فِي السَّمَاءِ
إِلاَّ جَاءَتْ عَارِيةً تُفَتِّشُ عَنْي
فَأَنَا مَنْ يُحْيِي الْكَلِمَاتِ وَهِيَ رَمِيمٌ
يُحَاوِرُ الْصَّمْتَ وَيُعَرِّي الْحُلْمَ
مقطع من ملحمة ( الْقَصِيدَةُ الزَّرْقاءُ الْمَلَكِيَّةُ ، سَوسَنةُ الإِلَهِ فِي حَقْلِ كَنْعَانَ الْمُقَدَّس)
الاخ العزيز سمعان القيرواني المحترم
قناة الحياة
تحية محبة وإِخَاء وسلام
بداية أشكرك على ارسال رابط الإنجيل وأشكرك أيضاً على تفهمك وطبيعة رسالة منير مزيد ( رسالة الحب والسلام والاخاء ) فهذه الرسالة هي رسالة الإنسانية المعمدة بالماء الإلَهِيّ .
هناك فرق كبير بين حقيقة ( يسوع الناصري أو عيسى بن مريم ) وبين ما ورد في الإنجيل أو في القرآن.
يسوع في الإنجيل ما هو إلا الإله الهندوسي كريشنا ، فالإنجيل نسخ نسخا حرفيا حياة الإله الهندوسي كريشنا.
ويسوع ليس المسيح الذي تحدث عنه العهد القديم ، فرجال الدين اليهود وصفوا يسوع بالممسوس من قبل الشيطان؛ وأراد الحاخام الأكبر جمالائيل الثاني بعد خراب الهيكل عام ٧٠ أن يضيف في الصلوات اليومية لعنات ضد المارقين على اليهودية ومن بينهم حسب رأيه يسوع.
أما من هو يسوع الناصري فهو راهب بوذي أراد نشر تعاليم البوذية في فلسطين إلا أن السلطة الدينية هناك حكمت عليه بالصلب وهو متزوج من العاهرة التائبة مريم المجدلية وله منها ٣ أطفال.
هذا الغموض حول يسوع الناصري قد يرجح كثيرا ما ورد في القرآن على أنه نبي مرسل من عند الله.
أما إذا كنت تؤمن بأن يسوع الناصري هو المسيح وأنه الله أو أبن الله فهذه هي قضيتك وأنا أحترمها ومن حقك الترويج لهذا الايمان والدعوة إليه وممارسة كل الطقوس والصلوات ولكن ليس من حقك أبداً الإساءة للإسلام أو شيطنة الإسلام أو أي معتقد لا يتناسب مع ايمانك، ومحاكم التفتيش جاهزة لكل من يخالف ادعاءت الكنيسة وينتظره الحرق والقتل ، فقناة الحياة هي وجه آخر لمحاكم التفتيش.
ارجو أن تخبرني عن زعيم أو قائد مسيحي واحد ، قديماً وحديثاً بورع وعدالة أمير المؤمنين أبي حفص ، عمر بن عبد العزيز ، فقد جاءوه مرّة بالزكاة فقال أنفقوها على الفقراء والمساكين فقالوا ما عاد في أمة الإسلام فقراء ولا مساكين، قال فجهزوا بها الجيوش، قالوا جيش الإسلام يجوب الدنيا، قال فزوجوا بها الشباب، فقالوا من كان يريد الزواج زُوِّج، وبقي مال فقال اقضوا الديون على المدينين، قضوه وبقي المال، فقال انظروا في أهل الكتاب (المسيحيين واليهود) من كان عليه دين فسددوا عنه ففعلوا وبقي المال، فقال أعطوا أهل العلم فأعطوهم وبقي مال، فقال اشتروا به حباً وانثروه على رؤوس الجبال، لكي لا يُقال جاع طيرٌ في بلاد المسلمين .
فقد قال عطاء بن أبي رباح عن أمير عمر بن عبد العزيز : حدثتني فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: أنها دخلت عليه فإذا هو في مصلاه، سائلة دموعه، فقالت: يا أمير المؤمنين، ألشئ حدث؟ قال: يا فاطمة إني تقلدت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلّم فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب المأسور، وذي العيال في اقطار الأرض، فعلمت أن ربي سيسألني عنهم، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيت أن لا تثبت لي حجة عن خصومته، فرحمت نفسي فبكيت .
كما أخبرتك سابقا أنا على إستعداد تام للدخول معكم في مناظرة حول حقيقة يسوع الناصري إو حول قضية من قضايا الإسلام ، هذا إذا كنتم تؤمنون فعلا بحرية التفكير كما تزعمون في برامجكم أو لا تزال محاكم التفتيش هي السائدة ، خاصة مع الطفل الإرهابي الأرعن رشيد الذي يسعى بكل غباء فج ووقح شطب كلّ الجرائم البشعة التي اقترفت باسم الديانة المسيحية في الوقت يظهر حقده على الإسلام ويربط الإسلام بالإرهاب ، ويعوي وينبح ويطالب العالم بحرب بلا هوادة على الإسلام .
هذه هي رسالتي وأنتظر ردكم ، في حال عدم الرد سوف أقوم بنشر هذه الرسالة لكي يعرف الجميع حقيقة من يدعو إلى الحرية والحب والسلام والاخاء ومن يدعو إلى الكراهية والحقد والإرهاب من خلال شيطنة الآخر. فهناك فرق كبير بين من يحترم عقائد الآخرين وبين من يسئ إلى تلك العقائد ويشحن الآخرين بالكراهية فمن حق الإنسان أن يعبد الحجر ومن حقي أن أناقشه ولكن ليس من حقي شيطنته أو الاساءة له ولدينه .
في ختام رسالتي أقُولُ إِلَى دُعَاة الحَرْب عَلَى الإسلام وَإِلَى كُلِّ من يغذِّيها : إِنَّ حَرْبَكم لَخَاسِرَةٌ وَلَنْ تَحْصُدوا غَيْر الذُّلِّ وَالْخِذْلاَنِ كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى قناة الحياة التي جعلتني أتمسك أكثر بالإسلام دين الرحمة حين كشفت لي من خلال برامجها حجم الكراهية والحقد الذي تملكه ضد الإسلام والمسلمين ، فالمسلمون لم يجرموا يوما المسيحية أو أتهمامها بالإرهاب رغم كلٍ ما فعلوه أنصار المسيحية من جرائم ومجازر ومحارق لا تعد ولا تحصى ، ولم يجرم المسلمون أيضاً الديانة البوذية من خلال المجازر والمذابح والمحارق التي يتعرض لها المسلمون في بورما وتحت شعار "لا بيت فيه مسلم في هذا الوطن" من قبل البوذيين هناك.
وفي الختام أقُولُ مَنْ يتَّهم الإِسْلاَمَ بِالإِرْهَابِ فَعَلَيْهِ قِرَاءة تَارِيخ دِيانَته أَولاً.فالإرْهَابِيُّون الْمُسْلِمُون حُمْلانٌ مُقَارَنَة بالْإِرْهَابِيين مِن الأَدْيان الأُخْرَى . فوَالِدَةُ الإِرْهَابِ جَزْءٌ مِنْ لُعَبةٍ سِياسِيّةٍ تُدارُ مِن قَبْل قُوى تُسَيْطِرُ عَلَى الشُّئون الدِّينِيَّةِ وَالاقْتِصادِيّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ، وَتغَذِّيهَا بِالجَهْلِ الْمُرَكَّبِ.
لك مني جميعا كل محبة وسلام