مصر والخليج

مصر والخليج

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

لا ريب أن العلاقات بين مصر وحكومات الخليج قد تأثرت بعد الثورة العظيمة التي أسقطت الطاغية‏;‏ كنز الصهاينة والأمريكان الاستراتيجي‏.‏

كان بعضهم يريد تحويل مصر إلي خفير يشبه العبد الذي يحكم إحدي الإمارات باسم الآلهة العجزة! انساقت حكومات خليجية لإشعال النار في مصر, فآوت الفاسدين وأغدقت علي العملاء كي يسقطوا الدولة العريقة, وخصصت قنوات فضائية وصحفا عربية ومصرية لتحارب الثورة والديمقراطية والرئيس المنتخب, واستعانت بمن خدموا نظام المخلوع في الإعلام والصحافة والثقافة ودكاكين حقوق الإنسان والأحزاب الكرتونية وأشباههم, وكأن عدوهم اللدود هو مصر وقيادتها المنتخبة, وتسامت مصر علي السلوك المتدني وتجاهلته, وكان يكفي أن تستضيف بعض المعارضين الخليجيين في بعض قنواتها لتسكت الحملات المجنونة ضدها.

قارن هذا بموقف دولة قطر وأميرها الداعم لمصر, أدركت قطر قوة الهزة الاقتصادية التي صنعتها القلاقل والاضطرابات من جانب خصوم الثورة وأنصار الفساد. ومن عجب أن هذا الدعم لم يرض السادة الذين يرفضون الديمقراطية والمشروع الإسلامي ويصرون علي تخريب مصر. لقد شنوا حربا ضارية علي قطر وحكامها, وأهانوا شعبها الذي يقف بجوار الشعب المصري الثائر. وقد روج الموالون لحكومات الخليج شائعات من أغرب ما يمكن منها أن قطر ستشتري قناة السويس ومتحف البريد والآثار المصرية والأهرامات وأشياء أخري, وأن قطر ستخضع مصر لإرادتها, وأنها ستقطرن الشعب المصري. القطرنة علي وزن الأخونة التي اخترعها واحد ممن يتكسبون بالصحافة. بدلا من أن نقول لقطر شكرا علي الودائع التي تساند الاقتصاد المصري والإمداد بالغاز الطبيعي الذي تحتاجه البلاد لتشغيل مولدات الكهرباء في الصيف, واستثناء المصريين الذين يعملون في شركات الغاز من الكفيل, نوجه إليها قذائف الاتهام الرخيص أو ما يسمي ب المد القطري أو استئجار مصر ب القانون الجديد.

قال ولي العهد القطري إن قوة مصر هي قوة للعالم العربي والإسلامي أجمع, وإن وقوف دولة قطر مع الشعب المصري من بداية الثورة المصرية واجب علينا أمام الله وأمام الشعوب. قارن هذا بإصرار سفن خليجية كانت تحمل سولارا لمصر وأصرت علي تقاضي الثمن نقدا بالدولار قبل تفريغه في مواني السويس!.