هذا المؤتمر "المشبوه" مرفوض على أرض مصر
هذا المؤتمر "المشبوه" مرفوض على أرض مصر
بدر محمد بدر
وصلتني دعوة مريبة على بريدي الإلكتروني لحضور مؤتمر (علمي) يعقد غدا وبعد غد (السبت والأحد) بعنوان: "المواطنة والأقليات تحت حكم الإخوان المسلمين"، يقيمه "منتدى الشرق الأوسط للحريات"، وهو منتدى أمريكي يديره شخص يدعى مجدي خليل.
ووصفت الدعوة المؤتمر المشبوه بأنه "الأكبر من نوعه في تاريخ مصر الحديث، حيث يشارك فيه بالحضور أو بتقديم أوراق بحثية حوالي 70 سياسي وأكاديمي وباحث متخصص، بهدف استشراف واقع ومستقبل الأقليات تحت الحكم الإسلامي"!، ويغطي جدول أعمال المؤتمر خلال ثمان جلسات ثمانية محاور بحثية وهى: "المشاركة السياسية للأقليات تحت حكم الإخوان"، و"وضع الأقليات فى الدستور المصرى الجديد"، و"وضع الحريات الدينية تحت حكم الإخوان المسلمين".
ومن المحاور التي يناقشها المؤتمر أيضا "وضع غير المسلمين فى فكر الإخوان"، و"التمييز الدينى تحت حكم الإخوان"، و"الوضع الاقتصادى للأقليات تحت حكم الإخوان"، و"أوضاع المرأة تحت حكم الإخوان"، و"مشاكل الأقليات تحت حكم الإخوان"، ويشارك فى المؤتمر ممثلون عن (الأقباط)، و(البهائيين)، و(النوبيين)، و(بدو سيناء) و(ناشطات من المدافعات عن حقوق النساء)! ويرأس المؤتمر أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، وأيضا الدكتور كمال حامد مغيث.
ولي عدة ملاحظات على عقد هذا المؤتمر على أرض مصر الطاهرة، في هذا التوقيت بالذات:
أولا: المؤتمر ينطلق من فرضية خاطئة تماما، وهي أن "الإخوان المسلمين" يحكمون مصر الآن، وهي أضحوكة هزلية لا تنطلي على ذكاء ووعي الشعب المصري، روجها مع الأسف إعلام كاذب، يمارس التدليس صباح مساء، ويتحدث عن "الأخونة" منعا لحدوث أي تغيير حقيقي، ويحصن بعض الفاسدين الجالسين في السلطة، ولعل المؤتمر "العلمي" يفسر لنا كيف أن الإخوان يحكمون الآن، وكيف استطاع هؤلاء "الخبراء" أن يواجهوا ضميرهم "العلمي الحر" لتقديم هذه الأبحاث؟!
ثانيا: من هم هؤلاء الجهابذة الذين لديهم القدرة على إقناعنا بأن مصر الآن تحت حكم الإخوان المسلمين، وعندهم دليل لا نعرفه يؤكد بوضوح أن الإخوان يتحكمون في كل السياسات والأوضاع، ويهيمنون بكل قوة على مؤسسات وهيئات الدولة، بل واستشراف ما يمكن أن يحدث في مستقبل الأيام تحت ظلال هذا الحكم الإسلامي؟! نريد أن نعرف من هم هؤلاء وإلى أي جامعة أو مركز علمي ينتمون إن كانوا بالفعل باحثين، وما هي نوعية هذه الأبحاث المغموسة بمصالح سياسية؟!
ثالثا: مصر أيها السادة ليس فيها أقليات عرقية او دينية او مذهبية، وهذا التعبير أو المصطلح (الأقليات) هو في الأساس مصطلح علماني غربي لم نعرفه في مصر أو في ثقافتنا العربية، بل هو نتاج حضارة غربية مادية، تتحدث عن "الآخر" حتى وإن كان بين ظهرانيها، ونحن عشنا مع أشقائنا الأقباط وغيرهم باعتبارنا كيانا مصريا واحدا، وتاريخ مصر في كل مراحله يفخر بأن المصريين دائما وأبدا كانوا جسدا واحدا، مهما حاول الأعداء والخصوم إثارة هذه النعرات الدينية أو العرقية.
رابعا: من يمول هذا المؤتمر، ولماذا لا يكشف صانعوه عن مصادر تمويله بشفافية حتى نعرف ماذا وراءه، ولماذا تحاول منظمة أمريكية يديرها أحد أقباط المهجر، دق إسفين في العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، ومحاولة البحث عن ثغرات وصنع أزمات، لخلق أجواء الضغينة بين الأشقاء، وما هي إذن الجهات المستفيدة من صنع هذه المؤامرات؟!
إنني كمواطن حر أرفض عقد هذا المؤتمر المشبوه على أرض مصر، وأطالب الجهات المسئولة في الدولة بتقديم أجوبة واضحة ومحددة وعاجلة على هذه التساؤلات أمام الرأي العام.
حفظ الله مصر دائما وأبدا من كيد الكائدين ومكر الماكرين وتآمر الشياطين.