ليرحل الإخوان المسلمين

ليرحل الإخوان المسلمين

عزة مختار

[email protected]

نعم ليرحل الإخوان المسلمين ويكفيهم خمسة وثمانين عاما من العمل والتضحيات والصمود والصبر في سبيل الدعوة إلي دين الله والحفاظ علي العقيدة خالصة وعلي هوية هذه الأمة في مراحل صعبة مرت بها في عهود استعمار وإسقاط خلافة وحكم عسكري وحكم عملاء دام أزمنة طويلة ضاعت فيها هويات أمم وذابت بين الحضارات فاندثرت حضارتها وضاع تاريخها ، ليرحل الإخوان اللذين صمدوا في وجه الطواغيت حتى فقدوا آلافا مؤلفة من الشهداء تشهد عليهم صخرة المقطم  وساحات السجن الحربي وسجن طرة وسجون الواحات واهبين دماءهم وأرواحهم ثمنا لحرية شعب سكت طويلة حتى قال كلمته في ثورته المجيدة في الخامس والعشرين من يناير

ليرحل الإخوان المسلمين الذين أنقذوا الثورة المصرية العظيمة في أحلك أوقاتها واختلطت الدماء جميعها ، دماء الأحرار في ساحة التحرير  .

ليرحل الإخوان المسلمين الذين أنقذوا الثورة للمرة الثانية حين رشحوا من عندهم مرشحا ثم آخر لينتهي المطاف أمام الشعب في خيار تاريخي بينهم وبين كل فساد العصور الماضية  بسلطة المال وسلطة الإعلام الكاذب وسلطة الحكم الفاسد وسلطة أصحاب المصالح وسلطة أعداء الدولة والحكام الفعليين لها في تل أبيب والبيت الأبيض والذي تمثل كل ذلك في شخص احمد شفيق وتنتهي المعركة كلها في اتجاهين نور وظلام ، حرية وعبودية ، ثورة ونظام قامت الثورة ضده ، وليجنح الشعب الحر إلي اختياره الذي يعبر عن هويته رغم كل آلات التزوير المقننة التي لم تخطر لأحد علي بال من استخدام للأصوات الدوارة واستخدام آلة الإعلام التي جندت بكامل طاقتها لتشويه  مرشح الجماعة  وآلة المال الرهيبة والتي استخدموا فيها المليارات الداخلية والخارجية ، ثم يأتي الإخوان فيفسدون مخططهم البشع  في محاولة استنساخ النظام نفسه في صورة جديدة وهم يحسبون أن الشعب الطيب الذي حكموه طويلا بالحديد والنار هو كما هو وقد خابت ظنونهم ، وفاز الدكتور محمد مرسي علي غير تصور منهم في مفاجأة لم يحسبوا لها حساب فتنهار كل أحلامهم .

ليرحل الإخوان وقد  جاءوا  بمشروع نهضة لو طبق لأصبحت مصر في مصاف الدول الأولي في العالم ، ولخرجت من التبعية الاقتصادية والسياسية لأسيادهم الذين يعتبرون مصر كنزا استراتيجيا في الخامات الصناعية وكسوق استهلاك كبير لهم ثم هي الكنز الاستراتيجي للكيان المزعوم إسرائيل والذي صرح رئيس الأمن الداخلي لهم أثناء الثورة بأنه إذا كان مبارك كنزا استراتيجيا لإسرائيل فقد بقي لنا الإعلام ورجال الأعمال . فكان يجب إدارة عملية إفشال سريعة وممنهجة بكل الوسائل المتاحة إعلام وبلطجة وسرقات وقطع طرق وأزمات مفتعلة ولينفقوا علي مشروعهم هذا ببذخ وصبر غير محدود لقتل ذلك المشروع في مهده وتلويث سمعة الشرفاء الذين يحملونه بأي ثمن وتبغيض الناس في الثروة وأيامها وما أتت به .

ليرحل الإخوان المسلمين الذين أطاحوا بحكم العسكر الذي امتد لأكثر من ستين عاما ترزح مصر تحت نير حكمهم  ، انهوا حكمهم بسلاسة دون عنف أو بذل قطرة دماء واحدة ليهتف الآن بعودة العسكر من كانوا يطالبون بزواله بالمس ولسان حالهم يقول العسكر عندنا أهون ممن يحكم بشرع يعيد للناس حقوقا لو أخذوها لتعلقوا بهؤلاء الإسلاميين وبذلك تضيع منا فرصة حكم مصر للأبد .

ليرحل الإخوان والرئيس الذي أتوا به بعد زيارته لباكستان والهند في محاولة ناجحة للخروج من القبضة الأمريكية والأوروبية وتحرير مصر من تلك الغيلان الاقتصادية التي تتحكم بها وقد كان معه وزير الدفاع فالأمر به سلاح وقوة وثورة معلوماتية كبيرة تتصدرها الهند التي استعادت حريتها معنا في الخمسينات غير أن حكامها كانوا غير عملاء لحد ولم يكونوا كنوز إستراتيجية لحد هنا أو هناك .

نعم آن أوان رحيل الإخوان كي تستطيع جيوش اللصوص والبلطجية ومصاصي الدماء أن تحكم وتسترد ما فقدته منذ تقلد الدكتور مرسي  من  بعض رجال شرطة خائنون يعيشون علي الرشوة والإتاوة التي يفرضونها علي الكادحين ، ومن بعض القضاة وأفراد النيابة وعصابات امن الدولة التي تقوتت سنوات علي الدماء كل أخذوها بالغش والواسطة والوراثة ، من أجل كل هؤلاء يجب أن يرحل الإخوان كي يستتب الأمن وتعود الأمور إلي ما كانت عليه قبل رحيل المخلوع فتعيش كل الخفافيش في أمان .

أفسد الإخوان المسلمين علي هؤلاء كل أحلامهم وأمانيهم فكان لزاما علي الجميع أن تتضافر جهودهم لإسقاط تلك الجماعة وكل من يمثلها وما يمثلها ابتداء برئيس وطني حر كريم وانتهاءا بمقرات لهم تجمعهم بكل من يحبون هذا الوطن ويريد الخير له.