تأثير الإسلاميين على الربيع العربي
تأثير الإسلاميين على الربيع العربي
محمد هيثم عياش
برلين /21/03/13/ أجمع خبراء شئون العالم الاسلامي وخاصة العربية منه ان أعضاء الحركات الاسلامية وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين لم يكونوا وراء تحريض شعوب تونس ومصر وليبيا وحاليا سوريا على انظمتهم السابقة بل كانوا في الصفوف الخلفية للانتفاضات ولجأت تلك الشعوب لهم من أجل انجاح انتفاضتهم الامر الذي اصبحوا بذلك سادة الموقف نجم عنه فوزهم بالانتخابات النزيهة الحرة التي جرت ببلاده بعد الاطاحة بالانظمة السابقة .
جاء ذلك مناقشة أعضاء شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني مع خبراء الشرق الاوسط وشمال افريقيا حول تأثير الاسلام على ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / يوم الاربعاء 20 آذار/مارس الحالي .
فخبير شئون الاسلام بمعهد كونراد أديناور للدراسات السياسية والمساعدات الانسانية توماس برينجر أعلن ان شعبية الاسلاميين لها جذورها العميقة في دول العالم الاسلامي وخاصة العربية منها فجمعة الاخوان المسلمين لم تكن جماعة محصورة بالبلد التي تأسست فيه وهي مصر انتشرت دعوة هذه الجماعة لتشمل جميع بلاد العالم الاسلامي وان بروز دور الاسلام السياسي الا أن قوة الاخوان المسلمين كانت موضع عدم مبالاة من الغرب والدول ذات النظام العلماني ، فالانظمة العَلَمانية التي كانت سائدة ببعض الدول الاسلامية كانت تظن انها قضت على تلك الجماعة سياسيا وفوجئ الغرب احتلالهم الصدارة جراء لجوء الشعوب اليهم وفوزهم بانتخابات نزيهة وحرة مشيرا الى ضرورة اتخاذ الغرب سياسة استراتيجية جديدة بتعامله مع الدول الاسلامية التي تشهد تغييرات جذرية فيها .
أستاذة مادة الدين الاسلامي والاستشراق في جامعة برلين الحرة جودرون كريمر رأت ان التيارات الاسلامية متفقة مع بعضها البعض في تنظيم شئون الدولة بالرغم من خلاف فقهي بين الاحوان المسلمين والحركات السلفية فحركة الامام محمد بن عبد الوهاب الذي جاءت لوضع اصلاحات والعودة بالاسلام الى جذوره الصافية تعتبر ام الحركات الاسلامية والقدوة الرئيسية لقيام حركة الاخوان المسلمين مؤكدة عدم وجود نزاع سياسي بين الاخوان والسلفيين ومحاولة ابراز القوة والزعامة هي مجر اجتهاد فقهي لا سياسي.
خبير الشرق الاوسط والاسلام من معهد فريدريش ايبرت للدراسات السياسية والمساعدات الدولية ميشائيل برونينغ يرى ان شعبية الاسلاميين في الدول الاسلامية العربية كافة قوية بالرغم من محاولة يائسة للانظمة السابقة القضاء عليهم ، فمنذ بدء انتفاضة الشعب السوري يلعب الاسلاميون دورا هاما في هذه الانتفاضة اذ استطاع عناصر الحركات الاسلامية تحقيق انتصارات على الارض ضد نظام بشار اسد فالرئيس السوري الراحل حافظ اسد مارس سياسة القسوة والبطش ضد الاخوان المسلمين ولا أحد ينسىة مجزرتي سجن تدمر وقتل اكثر من اربعين الف انسان في مدينة حماة أوائل الثمانينات ومع ذلك فقد اثبت الاخوان شعبيتهم وانهم لا يزالون القوة الرئيسية بتلك الدولة التي كانت عاصمة جماعة الاوان المسلمين بعد مصر اثر بطش جمال عبد الناصر بالاخوان بتلك الدولة ووجود اكثر من 20 الف مقاتل تحت الوية اسلامية في سوريا دليل واضح على قوة الاسلام بتلك الدولة ذات النظام العلماني متطرقا الى دور الاسلاميين في ليبيا وخاصة في مدينة بنغازي التي تعتبر قوة الاسلاميين فيها شوكة في عين الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية فالشعوب الاسلامية العربية وفي مقدمتهم الليبيين والسوريين لا يزال على فطرة الاسلام الذي يعتبر في تجدد مستمر وانتفاضة شعوب تلك الدول من اجل الحرية لم يكن للاسلاميين علاقة بها الا انهم كانوا الملجأ الذي يلتجأ اليه طلاب الحربة .
استاذ علوم الاسلام في جامعة مدينة تولوز الفرنسية ماتيوي / متى/ جويدرِه ينفي وجود صراع على النفوذ الاسلامي بين المملكة العربية السعودية وقطر فكلا الدولتين تسعيان لحماية المسلمين والاخذ بيدهم فعائلة آل ثاني القطرية متأثرة تماما بأفكار الامام محمد بن عبد الوهاب الذي يعتقد بأن الاسلام الصحيح يطالب بنصرة المسلمين والصراع على النفوذ بين تلك العائلتين انما هو من اجل الزعامة فقط الا انهما متفقتان على حماية المسلمين نافيا في الوقت نفسه ان تكون تلك الدولتين وراء انتفاضة الشعوب العربية ودعمهما للشعب السوري انما هو من فطرة الاسلام وتعاليمه التي تدعو الى دعم الشعوب المظلومة .
ورأى جويدرِه ان خشية الغرب من الشريعة الاسلامية متحاملة فالدول الاسلامية مثل السعودية وغيرها التي تحكِّم الشريعة فيها استطاعت من تقليل الجريمة فقطع اليد اضافة الى قتل القاتل وغيرها من شريعة القصاص لا يعني ان الشريعة الاسلامية بربرية بل تنظي حياة المجتمع والسياسة والاقتصاد ونجاح الاسلاميين في الانتخابات البرلمانية وفوزهم بمقاعد الحكم ما بعد الاطاحة بأنظمتهم السابقة دليل واقعي وملموس على احترام الاسلام للحريات العامة والديموقراطية مؤكدا بأن الشريعة كانت دائما موجودة حتى بتلك الدول الاسلامية والعربية التي كانت تحكمها العلمانية كما ان اللجوء الى تعاليم الدين في قضايا علمية موجودة في اوروبا ذات النظم العلمانية مثل المانيا وفرنسا .
الا أن المصرية التي تعمل في جامعة برلين الحرة معيدة في قسم العلوم السياسة هدى صلاح رأت ان بلادها بقبضة السلفيين والاخوان المسلمين مشيرة ان الصحيح ولا غبار عليه فوزهم بالانتخابات الحرة التي جرت في مصر وأوصلتهم الى البرلمان والرئاسة الا انهم يحاربون خفية الديموقراطية والحريات العامة فلا يوجد / وعلى حسب رايها / نقابات وحماية العمال ولا يسمحون بتأسيس وقيام منظمات ونقابات مؤكدة ان قوة الاسلام السياسي ساهمت بتراجع قوة المعارضة والاحزاب ذات التوجه العلماني على حد قولهم .