الحسم أو منطق السفينة!
د.إسلام بن صبحي المازني
*لا ينفع أن تقول هذه مؤامرة على تونس، وعلى الربيع وعلى مصر وعلى أي شيء..
الناس لا تأكل وعودا ولا شعارات
وتضحي عندما تتناغم كفريق صاحب قضية
وعندما تستدعى وتشعر بفاعليتها لا بتهميشها
وعندما تنسق وتعرف التحديات، وتتحمل الخسائر حين تعرف بشفافية، وتشارك بفاعلية
وتتعامل معك حسب قدراتك ومصداقيتك وخطواتك الإعلامية والميدانية
وهذا المقياس العملي فقط يجعلها تصدق شعاراتك ولا تتعجل نتائجها
لهذا فحين يرون الشباب في المؤخرة والإدارة للأزمة فاترة، والغزو الإعلامي يهزمك بفجره وضعفك هزيمة منكرة فسيوقنون بأنك لست أهلا للمرحلة
وأن حسن النية بدون أخذ بالأسباب لا يشفع ولا يمهلك..
بل حتى بعض الأسباب بدون التسويق لها وبدون خوض غمار لغة العصر وأدواته الحديثة وفيالق الإعلام والنفير والبيان والتخذيل لا يشفي...
فالمطلب هو: الإتقان والشفافية والشمولية والترتيب المسبق والأولوية والشورى وشجاعة الاعتذار وروح المبادرة، واستدعاء المغيبين وترك الدفة للمحترفين والموهوبين وتخيير القطاع الشعبي المؤثر قبل أن يفوت اوان ذلك..
*رئيس الوزراء يجب ألا يكلف فوق طاقته، هو ضعيف ولا يقدر على المطلوب، ولا يستوعب الوضع،
ولا يستطيع التواصل بشكل مناسب، وتقريبا هو أو من حوله لا يتحملون النقد العلمي الكاشف، ويريدون
العيش في صورة يصنعونها هم، وهو شخص تم اختياره بالتراضي بين المجلس العسكري
والإخوان كالجنزوري ...فإما يرحل هو أو يرحل الرئيس، وترف انتظار البرلمان لا يملكه هؤلاء وسيكون مكلفا
*منطق السفينة تعبير يشبه المختصمين في مكان ما وزمان ما براكبي سفينة مبحرة، إن تعددت رؤوسها غرقت، وإن عدمت الرأس الفاعل العاقل -مجلسا أو فردا-غرقت، وإن ترك الأرعن يعبث فيها واعتزلناه غرقت، وإن اقتتل أهلها على ظهرها غرقت فلا قوة لأحد ولا طاقة بالسيطرة والحسم وحده ، ومنطق السفينة حين تكون مبحرة والعدو يتربص بها كذلك يمكن تشبيهه في عصرنا بطائرة كذلك أو سيارة أو حتى مصعد"أسانسير- وهو عموما تعبير مؤداه النجاة بالسفينة من الاقتتال الفوضوي المستمر، دون راية ولا نهاية ولا رؤية دينية ولا دنيوية معقولة ولا مقبولة، ولا رجحان كفة بسنة التدافع، والنجاة من الهرج والثأر والموت ورد الفعل والانتقام دون غاية سوى شماتة العدا، ونفع تجار الدم والحرب والخراب والمستفيدين، ودون كيان واحد واضح موحد محترم لا يحمل عوارا في رؤيته ولا بذور شقاق بمجرد تمكنه، ومنطق السفينة مؤداه عدم ثقب السفينة وعدم خرقها وغرقها، أو إشعال حريق فيها، بتحقيق الحد الأدنى من التعايش بين الملل والنحل والفرق على ظهرها، والحد الأدنى من التوافق على وقف وردع العدو المشترك داخليا وخارجيا-كما كان العهد مع يهود المدينة وبين قبائل معينة ضد خطر مشترك - واحترام خصوصيات بعضنا البعض لأقصى درجة بدل الدخول في حرب سنين بلا معنى وبلا نقطة خلاف واضحة، وبفتن مما تسمى طائفية لا منتهية وهي أصلا بل أساس للصراع ولا نقطة نهاية..ولا حتى التقسيم يشفيها ويوقفها ..ولا أحد الطرفين قادر على ردع الآخر ، وهذا بجلوس نقباء وعقلاء ووجوه القوم معا واتفاقهم على عهد وميثاق وتوازن نوعي، لا يشمل تغيير القناعات لكنه يشمل تنازلا عن بعض الحقوق والسيادة الداخلية وإلا فستنتزع كلهاـ هذا ما لم يظهر طرف غالب حاسم إما بطاقة وقدرة قادر على بسط الهدوء والسلام، أو مقنع قادر على تحصيل القبول والطاعة من الكافة أو أغلبهم فتأتلف عليه القلوب، وهذا يوجه رسالة الدولة فتتخطى كونها شركة توفر الطعام والخدمات إلى بنيان بشري يحمل رسالة لنفسه وللكون
* نستقيم عندما نرى روادا يتوحدون وحدة لا تقبل معارك داخلية كالتحربة الأفغانية، إذا تخلصوا من القيادات التي لها ولاءات وانتماءات شتى، أو اتصالات غريبة أو مشكلات نفسية أومنهجية أومقررات عقلية سابقة، وخلل في فهم الإدارة والشورى والموهبة والتواضع...، وتصدر جيل جديد ربيعي مشرق يثور وينحي بأدب، ويقود بشكل احترافي ويجيد المراجعة والتفكير والتواصل، بدون فجوة زمنية أو ذهنية، وبالطبع: شرعية
*"نقل من "إدارة الأزمات":
أسباب الأزمات:
– سوء الفهم:
وينشأ سوء الفهم عادة من خلال جانبين هامين هما:
• المعلومات المبتورة.
• التسرع في إصدار القرارات أو الحكم على الأمور قبل تبين حقيقتها، سواء تحت ضغط الخوف والقلق والتوتر أو نتيجة للرغبة في استعجال النتائج.
– سوء الإدراك:
إذا كان هذا الإدراك غير سليم نتيجة للتشويش الطبيعي أو المتعمد يؤدي بالتالي إلى انفصام العلاقة بين الأداء الحقيقي للكيان الإداري وبين القرارات التي يتم اتخاذها، مما يشكل ضغطاً
ومشكلة أخرى بالنسبة للمعلومات هي محاولة تفسيرها على ضوء رغبات المرء الشخصية، أو ما يعرف باسم منطق الميول النفسية Psycho Logic فيتقبل المرء من هذه المعلومات ما يوافق هواه ويتفق مع تطلعاته، ويتجاهل من هذه المعلومات ما يخالف رغباته، ومن ثم يسعى لاختلاق المبررات للمعلومات التي تجد هوى في نفسه، كما يتفنن في إيجاد الذرائع لاستبعاد المعلومات التي تتناقض مع مفاهيمه الأساسية، ومن ثم يأتي تفسيره للأزمات مشوباً بنظرة شخصية ضيقة.
– سوء التقدير والتقييم:
سوء التقدير الأزموي من خلال جانبين أساسيين هما:
• المغالاة والإفراط في الثقة سواءً في النفس أو في القدرة الذاتية على مواجهة الطرف الآخر والتغلب عليه.
• سوء تقدير قوة الطرف الآخر والاستخفاف به واستصغاره والتقليل من شأنه.
– الإدارة العشوائية:
ويطلق عليها مجازاً إدارة، ولكنها ليست إدارة، بل هي مجموعة من الأهواء والأمزجة التي تتنافى مع أي مبادئ علمية، وتتصف بالصفات الآتية:
• عدم الاعتراف بالتخطيط وأهميته وضرورته للنشاط.
• عدم الاحترام للهيكل التنظيمي.
• عدم التوافق مع روح العصر.
• سيطرة النظرة الأحادية السوداوية.
• قصور التوجيه للأوامر والبيانات والمعلومات وعدم وجود التنسيق.
• عدم وجود متابعة أو رقابة علمية وقائية وعلاجية.
ولعل هذا ما يفسر لنا أسباب أزمات الكيانات الإدارية في دول العالم الثالث التي تفتقر إلى الرؤية المستقبلية العلمية والتي لا تستخدم التخطيط العلمي الرشيد في إدارة شئونها وتطبق أنماطاً إدارية عشوائية شديدة والخراب.
– الرغبة في الإبتزاز:
تقوم جماعات الضغط، وأيضاً جماعات المصالح باستخدام مثل هذا الأسلوب وذلك من أجل جني المكاسب غير العادلة من الكيان الإداري، وأسلوبها في ذلك هو صنع الأزمات المتتالية في الكيان الإداري، وإخضاعه لسلسلة متوالية من الأزمات التي تجبر متخذ القرار على الانصياع لهم.
اليأس:
يسبب الإحباط مما يترتب عليه فقدان متخذ القرار الرغبة في التطوير والاستسلام للرتابة، مما يؤدي إلى انفصام العلاقة بين الفرد والكيان الإداري الذي يعمل من خلاله، وتبلغ الأزمة ذروتها عندما تحدث حالة " انفصام " وانفصال بين مصلحة العامل أو الفرد الذاتية وبين مصلحة " الكيان الإداري" الذي يعمل فيه.
– الإشاعات:
من أهم مصادر الأزمات، بل إن الكثير من الأزمات عادة ما يكون مصدرها الوحيد هو إشاعة أطلقت بشكل معين...، وتم توظيفها بشكل معين، وبالتالي فإن إحاطتها بهالة من المعلومات الكاذبة، وإعلانها في توقيت معين، وفي إطار مناخ وبيئة محددة
– استعراض القوة:
وهذا الأسلوب عادة ما يستخدم من قبل الكيانات الكبيرة أو القوية ويطلق عليه أيضاً مصطلح " ممارسة القوة " واستغلال أوضاع التفوق على الآخرين سواء نتيجة الحصول على قوة جديدة أو حصول ضعف لدى الطرف الآخر أو للاثنين معاً.
الأخطاء البشرية:
عدم كفاءة العاملين، واختفاء الدافعية للعمل، وتراخي المشرفين، وإهمال الرؤساء ، وإغفال المراقبة والمتابعة، وكذلك إهمال التدريب.
– الأزمات المخططة:
حيث تعمل بعض القوى المنافسة للكيان الإداري على تتبع مسارات عمل هذا الكيان، ومن خلال التتبع تتضح لها الثغرات التي يمكن أحداث أزمة من خلالها.
تعارض الأهداف:
عندما تتعارض الأهداف بين الأطراف المختلفة يكون ذلك مدعاة لحدوث أزمة بين تلك الأطراف خصوصاً إذا جمعهم عمل مشترك، فكل طرف ينظر إلى هذا العمل من زاويته، والتي قد لا تتوافق مع الطرف الأخر.
- تعارض المصالح:
يعد تعارض المصالح من أهم أسباب حدوث الأزمات، حيث يعمل كل طرف من أصحاب المصالح المتعارضة على إيجاد وسيلة من وسائل الضغط لما يتوافق مع مصالحه، ومن هنا يقوي تيار الأزمة."
ويضيف عبد اللطيف الهميم أن لكل أزمة سبب نشوء فهناك:
• أزمات نشأت بسبب وباء مرضي.
• أزمات نشأت بسبب تناقص وجود.
• أزمات نشأت بسبب اختلاف الدين.
• أزمات نشأت بسبب احتقان التاريخ بترسبات الماضي.
• أزمات نشأت بسبب ثأر دولي.
• أزمات نشأت بسبب نظام جديد لا يحسن السيطرة على وسائل القوة.
ويرى الباحث أن أسباب حدوث الأزمات متعددة، ومتجددة مع تجدد سبل الحياة، وعلى الباحث المدقق والإداري الناجح والخبير الممارس أن يكشف هذه الأسباب وأن يحدد جوانبها وأبعادها ويشخصها تشخيصاً جيداً حتى يتمكن من التعامل معها وإدارة الأزمة بنجاح."أ. ه.
"الأزمة تتمثل في:
• وجود خلل وتوتر في العلاقات.
• الحاجة إلى اتخاذ قرار.
• عدم القدرة على التنبؤ الدقيق بالأحداث القادمة.
• نقطة تحول إلى الأفضل أو الأسوأ.
• الوقت يمثل قيمة حاسمة."
"السيد عليوة:
أهم خصائص الأزمات ما يلي:
• نقطة تحول تتزايد فيها الحاجة إلى الفعل المتزايد ورد الفعل المتزايد لمواجهة الظروف الطارئة.
• تتميز بدرجة عالية من الشك في القرارات المطروحة.
• يصعب فيها التحكم في الأحداث.
• تسود فيه ظروف عدم التأكد ونقص المعلومات ومديرو الأزمة يعملون في جو من الريبة والشك والغموض وعدم وضوح الرؤية.
• ضغط الوقت والحاجة إلى اتخاذ قرارات صائبة وسريعة مع عدم وجود احتمال للخطأ لعدم وجود الوقت لإصلاح هذا الخطأ.
• التخوف الشديد على المصالح والأهداف، مثل انهيار الكيان الإداري أو سمعة وكرامة متخذ القرار.
• المفاجأة والسرعة التي تحدث بها، ومع ذلك قد تحدث رغم عدم وجود عنصر المفاجأة.
• التداخل والتعدد في الأسباب والعوامل والعناصر والقوى المؤيدة والمعارضة، والمهتمة وغير المهتمة... واتساع جبهة المواجهة.
• سيادة حالة من الخوف والهلع قد تصل إلى حد الرعب وتقييد التفكير. "أ.ه
....... طبقا للنقل السابق عن علم الصراع,في كل أزمة يلقي لهم بالجزرة, وبمخرج محدد تفرض شروطه, وبشخص يقف معهم لينقذهم, ويتشبثون به وبكلماته, وبأنه ليبرالي أو مريخي ومنصف, ومستقل أو صحفي أو كيان غير ديني ويلمعونه, ويستقوون بكلامه, ويفرض الحل الوسط, الذي هو أصلا المطلب من التهديد والترويع, بمخرج بسيط ضيق وتركيع, بمساومة ومقاربة طبقا لعلم الأزمات , ويقوم نفس الشخص ببيعهم لاحقا وأذيتهم, وقت اللزوم, متكئا على ما ناله منهم من وضع وقيمة, وهكذا, ولربما تكرر الأمر مع نفس المرشح الخاسر أو القومسيونجي أو السمسار مرارا
...
*صلح الحديبية:
بخصوص صلح الحديبية..
فمع جواز مبدأ المصالحة والنظر في الصلح ..لكن
الضوابط الشرعية لكل صلح!
وضوابط صناعة القرار! من الشفافية والشورى والمعايير ! الشرعية والواقعية..
لا تستقى منه فقط فهو وحي ..وهو فقط للنبي القائد صلى الله عليه وسلم..ومن عداه فعليه عدم الاقتصار عليه ولا الاستناد إليه في أن ينفرد
فهو ليس مرسلا...
وفيه لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أيها الناس..كما في الموقف المعلوم في صحيح مسلم ومسند أحمد و سيرة ابن إسحاق وتهذيب ابن هشام ودلائل النبوة للبيهقي ومجمع الزوائد للهيثمي
ولا معنى- لا نص- :" أم هو الرأي والحرب والمكيدة
كل هذا لكونه وحيا يوحى..
والسياق واضح...
وقال ابن حجر: (قوله: (إني رسول الله ولست أعصيه) ظاهر في أنه صلى الله عليه وسلم لم يفعل من ذلك شيئًا إلا بالوحي)قال النووي رحمه الله:
(أما البسملة وباسمك اللهم فمعناهما واحد، وكذا قوله: محمد بن عبد الله، هو أيضًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس في ترك وصف الله سبحانه وتعالى في هذا الموضع بالرحمن الرحيم ما ينفي ذلك، ولا في ترك وصفه أيضًا صلى الله عليه وسلم هنا بالرسالة ما ينفيها، فلا مفسدة فيما طلبوه، وإنما كانت المفسدة تكون لو طلبوا أن يكتب ما لا يحل؛ من تعظيم آلهتهم، ونحو ذلك).
وقال ابن حزم: (قد قال الله عز وجل واصفًا لنبيه صلى الله عليه وسلم: [وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى][5]، فأيقنا أن إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بأن من جاءه من عند كفار قريش مسلمًا فسيجعل الله له فرجًا ومخرجًا وحي من عند الله، صحيح لا داخلة فيه، فصحت العصمة بلا شك من مكروه الدنيا والآخرة لمن أتاه منهم، حتى تتم نجاته من أيدي الكفار، لا يستريب في ذلك مسلم يحقق النظر، وهذا أمر لا يعلمه أحد من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام أبو سليمان الخطابي:" وفي امتناع سهيل بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر كتاب الصلح ببسم الله الرحمن الرحيم ومطالبته إياه أن يكتب باسمك اللهم ومساعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه على ذلك باب من العلم فيما يجب من استعمال الرفق في الأمور ومداراة الناس فيما لا يلحق دين المسلم به ضرر ولا يبطل معه للّه سبحانه حق ، وذلك إن معنى باسمك اللهم هو معنى بسم الله الرحمن الرحيم، وإن كان فيها زيادة ثناء . قال النحويون اللهم يجمع نداء ودعاء كأنه يقول يا الله أُمَّ بنا خيراً أو أمنا بخير وما أشبه ذلك فحذف بعض الحروف لما كثر استعماله في كلامهم إرادة التخفف واختصاراً للكلام ، وكذلك المعنى في تركه أن يكتب محمد رسول الله واقتصاره على أن يكتب محمد بن عبد الله لأن انتسابه إلى أبيه عبد الله لا ينفي نبوته ولا يسقط رسالته"
قال إبن الجوزي
"وفيما جرى من موافقتهم في كتب ما أرادوا تعليم للخلق حسن المداراة والتلطف، ولا ينبغي أن تخرج المداراة عن الشرع فإن الرسول {صلى الله عليه وسلم} ما وافقهم إلا في جائز لأن قوله باسمك اللهم يتضمن معنى بسم الله الرحمن الرحيم ونسبه إلى أبيه لا يخرجه عن النبوة" ه.
قال الكرماني: "وفيه جواز بعض المسامحة في بعض أمور الدين (يعني كالمستحبات مثل كتابة البسملة) ما لم يكن مضرا بأصوله"
قال القاضي عياض: "وإنما الذى لا يجوز لو طالبوهم أن يكتب لهم ما لايحل قوله واعتقاده للمسلمين من ذكر آلهتهم وشركهم".
فكل الخصوم السياسيين القوميين والوطنجيين والعولميين والوسطيين والليبراليين واللادينيين ووو الحاليين والسابقين يمكنهم استدعاء صلح الحديبية ,والاستشهاد به, وبعضهم بعد النكسة استدل بأحد, وبرر... فطريق التأويل بعد الفعل! بحر لا ساحل له..ولهذا كان السلف منهجهم معلوما, ويقولون يمكن كذا بحدود كذا ....وتأويلهم سابق لا لاحق, ومتوقع لا مذهل ولا مستغرب ولا مستهجن......وضوابطه معلنة ومفهومة, ولا مفاجآت ولا صدمات ولا غموض, ولا احتكار للحقيقة ولا للفهم والاستنباط والاستدلال, ولا طلاسم تستعصي على التببين والتفصيل, وعلى الكتابة للكافة, وخطوطهم الحمراء ظلت حمراء, ولم تتلون بلون ثان, ولا تم زحزحتها شيئا قليلا..لهذا حين أكره من أكره لم يقل صفقوا لي, ولا قال ليس بالإمكان أبدع مما كان, ولا قال لقد فعلت الصواب, وقد اجتهدت كصلح الحديبية ولم نشهد استدعاء فقه جديد, ومعتقد يختلف تطبيقه خلال عقد من الزمن, وفهمه عن ذي قبل, ثم ممارسات تستدعي اختلاف الواقع, رغم كونه هو هو, لم يتغير, وتبني على الثقة وحسن النية, رغم كون كل الفرق الضالة ليس لديها سوى الثقة وحسن النية, وتقديس الأئمة وعصمتهم!!! والأمل في التغيير بطريق التبديل! وتبديل الطريق! ...وليس هذا ما كنتم تنادون به في أول الطريق...
لكم عبرة في النهضة ببلد شقيق، والتي تنازل أحد قادتها في حواراته المتلفزة بالحوار وغيرها حتى لم يبق ما يتنازل عنه، وقال أن الحلول والاتحاد مذهب!! ولو وجد
ما يتنازل عنه لفعل، إلا أن يسميها حركة كذا اللادينية، ويغير اسمها، فقد تنازل عن الشريعة مفهوما، وعن حقيقة الإسلام نفسه، وعن العقيدة ومقتضياتها الأهم، وجعل العقل المجرد هو الدين، ثم جعل
الأخلاق فقط هي الدين،
بل إنه لم يقل حتى بأنه يمتلك حلما، حتى الأمل والغاية أنكرهما، ليطمئن جميع الشياطين، وبادر بتنفيذ كل مقتضيات كلامه،
بل قال لا شيء في الدين يراد سوى ما نحن فيه،
ولا دور للدين في الدولة، ولا دور للدولة سوى العلمنة والحياد المتواطئ، ولا رسالة لها، ولا صلة لها بالمشروعات المعادية للإسلام والتي تجري على أرضها ولا خارجها، ولا عقيدة تستلزم بطلان سواها، والدولة دار طعام وشراب ومطاردة للخارجين عن القانون الفرنسي،
وبعد كل هذا لم يقبله أحد، واستمرت المؤامرات والتركيع واستمر التشويه والإذلال
والحرق والتحطيم
الهدف الحقيقي أحيانا هو الضغط والابتزاز
لتشويه البلد وبيان أنه لا استقرار ليستثمر الخارج أو الداخل، أو ليحب أحد الثورة،
وقد تم جزئيا، وهذه هي الهزيمة،
وإسقاط الشكل والمؤسسات والأشخاص تحصيل حاصل،
واستمرار القلاقل كما هي قائم..لهذا على الشباب معرفة الحال ومعالجته لا إنكاره، ولا السعي فقط للحفاظ على التركيبة كما هي، وهي تفرغ من محتواها، ومن مضمونها، ومن مشروعها الأصلي الذي قامت لأجله،
بدلا من السعي لإصلاحها وتحصينها من التفتت والذوبان والتميع والترضيات، والعودة بها لجادة الصواب مهما تكلف,
أو تركها إعذارا وإنذارا، والمبادرة بعمل جماعي جديد تصحيحي ،يحقق الأمل بدل البكاء على الأطلال لاحقا- من وجهة نظرهم فاستحقاق البكاء قائم لدي منذ زمن- حين يكون هناك خسارة جسيمة دينية ودنيوية ورجال -أو نساء- يعملون راقصات باسم الشريعة، سواء بقي هؤلاء في الحكم-صورة وديكورا-أو صاروا أمثولة..
*قال الرجل أشيب الرأس:
يا بني ألم تتعلموا بالنسبة لمشروعكم وشعاراتكم أن الديمقراطية وهم وأن البرلمانات سراب، وكلما تبدد وهم تشبثتم بالوهم التالي، وانظر للإسلاميين في غزة والجزائر والكويت والسودان وباكستان وتركيا وتونس هل استطاعوا أن يقيموا الشريعة التي تحدثوا عنها، هل أوصلتهم القوى للقنوات، وهل أوصلتهم القنوات للقوة ..السلطة مع من بيده القوة ..القوة المادية والمالية والإعلامية ومفاتيح الردع وليست مع
الناجح في الثانوية والجالس على الكرسي، ولا تسلم المافيا المفاتيح طبقا للصناديق بل طبقا للولاءات، وهل سمح العالم لأي بقعة بهذه الدولة دون قصف وحرب وضرب وتشويه إعلامي، الحكم للسطوة والتشريع للسلطان المادي وللحديد..
والقضاء -استقلالا وعقيدة- تابع لإرادة القوة المالية والإعلامية والميدانية،
والخصوم لا تصفيهم الشعارات ولا الانتخابات،
ولا تمنع كيدهم المبادرات والمحاكمات الوضعية،
والسياسة الداخلية جزء من السياسة الأممية والعالمية
إلا حين تستقل مؤسسات القوة وتتبنى قضية قومها وأمتها،
وتعلن ذلك وتخوض التضحيات
وهذا يكون بتغييرها أو بتغيير ولاءاتها وبأمواج تصنع القناعات وتدافع عنها بصدر عار حسب فلسفتكم
* نخلص من هذا إلى أنه لابد من كبح هذه التنازلات، وأنه لابد من ظهور بديل محترم، غير الوجوه التقليدية, ولا يركز على شخوص قادته. بل على ورقة عمل تنتشر بين الناس, ويجتمعون عليها ويضغطون ويبادرون لتنفيذها ويشارك المحترفون والموهوبون في كتابتها, لحل مشاكل وعراقيل الإعلام الدنس , وهيكلة المؤسسات والروح التنفيذية التي تشعر بالتغيير, وآخر شيء هو الميزانية لكون الفساد والإهدار مستمرين، بسبب الأداء الفاشل والرقابة المعلولة , ودورة اتخاذ ومتابعة القرار وهناك خبراء مهمشون داخل وخارج مصر لا يسمح لهم بالظهور ولا باستمرار التعقيب والحوار الممتد للحل وهذا يشمل كل شيء
*قبل تعيين الولاة كان يتم انتقاؤهم بعناية وعن معرفة
لأمانتهم
وتزكيتهم ورأي جيرانهم فيهم
وعلمهم
وكفاءتهم وقدرتهم وقوتهم
وحلمهم وطول نفسهم،
ومن الهام معرفة خلفية كل شخص متصدر للأمانة
أوصاعد إعلاميا أمامنا فجأة أو تدريجيا
لكونه سيؤثر في مصير وعقول أرواح في الدارين..
فقبل أن نسير في درب الفضائيات أو غيرها مؤيدين له كحامل لمشروع أو لفكرة علينا التحري، أو تلقي رأي الثقات عن خلفيته الشخصية وسيرته الذاتية، وسلوكياته وصلاحيته النفسية والعلمية والإدارية-والإدارة والدربة فيها مهارة وخبرة مختلفة عن مجرد العلم ومحض المعرفة الواسعة-لكون زرع وفرض الشخصيات منتشرا وكذلك تسلق شخصيات واتباع كثيرين لأي صوت كذلك، وتصير هناك قيادات فكرية أو ميدانية ولا تظهر تبعات وعواقب ونتائج العلل إلا وقت اللزوم ووقت الضغوط ووقت الخيارات المرة أو المغرية..
أو حتى في رسم المسارات والرؤى للناس، على خلفية العلل أو القصور والتلميع...