معا نبني مصر
بدر محمد بدر
عنوان المقال هو شعار الحملة أو المبادرة التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، قبل أيام من الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير.
الحملة الميدانية التي شارك فيها مئات الآلاف من شباب الإخوان وأعضاء الحرية والعدالة، يساندهم الملايين من أبناء شعب مصر الكريم في مختلف المحافظات، جاءت كنموذج عملي لما يجب أن يقوم به المخلصون في هذه المرحلة الصعبة لصالح الوطن، وفارق كبير بين من يقوم بدوره وواجبه الذي يمليه عليه حبه لوطنه، من عمل وجهد وعطاء وبذل وتضحية وتجرد، وبين من يقف في صف المتقاعسين أو اليائسين أو الحاقدين أو المخربين أو الذين ينتقدون لمجرد النقد!.
لقد شارك الإخوان المسلمون طوال أكثر من ثمانين عاما في دعم وبناء العمل الاجتماعي، ونجحوا دائما في الوصول إلى أهدافهم الدينية والتربوية والأخلاقية، حتى في ظل أصعب فترات الضغط والحصار والملاحقة الأمنية، منذ حركة يوليو وحتى قيام ثورة يناير، وإذا كانت جهودهم العملية ملموسة ومعروفة لمختلف شرائح المجتمع رغم تلك الظروف، فمن الطبيعي الآن أن ينزلوا بقوة وحماسة إلى الميدان، وأن يحاولوا علاج ما يستطيعون من مشكلات، يعاني منها أبناء الوطن.
يمكنك أن تفتح جهاز الحاسوب لديك، وأن تضع عبارة "معا نبني مصر" على أي محرك بحث على الإنترنت، وسوف تظهر أمامك على الفور أكثر من مائتي ألف صفحة تتحدث عن الموضوع، وتقدم لك معلومات وفيرة عن جهود الحملة في ربوع مصر خلال الأسبوعين الماضيين، وهي الجهود التي تركزت في ثلاثة محاور: زراعة مليون شجرة، وتسيير قوافل طبية للكشف والعلاج المجاني، وإصلاح وترميم ألفي مدرسة، إضافة إلى حملات نظافة ومعارض سلع غدائية.
جهود الحملة حتى الأول من فبراير الجاري، على سبيل المثال، أسفرت عن ترميم ما يزيد عن 1100 مدرسة، وعلاج ربع مليون مواطن في 596 قافلة طبية مجانية، وتقديم سبعة آلاف متبرع بالدم، وتسيير 150 قافلة طبية بيطرية في الريف، وتنظيم 541 سوقا تعاونية للبيع بسعر التكلفة، استفاد منها أكثر من 346 ألف مواطن، وتشجير وزراعة 145 ألف شجرة مثمرة وغير مثمرة، والقيام ب 210 حملة نظافة، وتقديم مساعدات مالية لأكثر من ألف شاب مقبل على الزواج.
خطة الحملة التي من المقرر أن تستمر لمدة شهر، وقد تمتد لفترة أخرى، لا تستثني أحدا يرغب في أن يتعاون معها أو يدعمها، سواء من الجمعيات أو الهيئات أو الأحزاب أو رجال الأعمال أو الأفراد، بل هي مفتوحة لمن يريد المشاركة بالجهد أو بالدعم المادي أو العيني، لأن الفلسفة التي تقوم عليها فكرة الحملة، أنه لا أحد يستطيع وحده النهوض بالوطن، وأن الجميع مطالب بالتعاون من أجل الصالح العام، ومن لديه القدرة والإرادة فليتقدم بالفعل والعمل وليس بالكلام وحده.
إن هدية شباب الإخوان المسلمين وأعضاء حزبهم السياسي "الحرية والعدالة" للإمام المؤسس الشهيد حسن البنا في ذكرى استشهاده الرابعة والستين التي تمر هذه الأيام، أن يواصلوا طريقهم التي رسمها لهم، وأن يحافظوا دائما على أصولها وأركانها وثوابتها وغاياتها.
لقد عانى الإخوان كثيرا من حملات التشويه والتعتيم والتضليل الإعلامي والثقافي، ونالهم الكثير من الإيذاء والتخريب الاقتصادي لأموالهم ومشروعاتهم، وتعرضوا للحرمان من أن يكون لهم حق المواطنة الطبيعي، في زمن القهر والفساد السياسي طوال الستين عاما الماضية، لكنهم الآن يواجهون نفس أدوات الظلم والتشويه الممنهج، عبر حملات الإعلام العلماني الفاسد، والأشد إيلاما أنه يحدث في زمن الحرية، ورغم ذلك يواصلون العطاء!.