الدلالة المباشرة لتصريح دي ميستورا
شريك بشار الأسد وفي حكمه
زهير سالم*
لم يلق التصريح الخطير الذي أدلى به المبعوث الأممي إلى سورية السيد دي ميستورا من المعارضة السورية ما يستحق من موقف عملي يحسم مادة الشر، ويغلق بابه ، ويضع حدا لتداعياته الخطيرة ، وما يمكن أن يجره على الثورة السورية والشعب السوري من سوء ...
ولم يكن كافيا – في رأينا – التوضيح الذي في سنده أكثر من مجهول والذي رواه بعض أطراف الائتلاف أن السيد دي مستورا أتبع تصريحه سيء الدلالة بتوضيح : ( لم يكن مقصودا بحرفيته ..) ، ولعل التوضيح جاء شاهدا إضافيا توضيحيا لقول العرب ( عذر أقبح من ذنب ) ..
كما أنه لم يكن كافيا التعقيب السريع والمشكور الذي تفضلت به كلُ من الخارجيتين الفرنسية والأمريكية على أن بشار ( القاتل ) لا مكان له في مستقبل سورية . التصريحان واللذان لم يتأخر رجال العصابة في دمشق وبيروت وطهران في استنكارهما ...
لقد أثبت السيد دي ميستورا خلال زيارات ثلاث قام بها إلى دمشق منذ شهر تموز / 7 / 2014 وجالس فيها بشار الأسد أنه كان أذنا واعية لكل ما يمليه عليه أو يطلبه منه الطاغية القاتل ...
وحتى المبادرة البائسة التي تقدم بها السيد دي ميستورا جاءت صورة محسنة عن عروض بشار الأسد فيما يسميه ( المصالحات )، التي يعقدها مع بعض البؤر الثورية تحت ضغط الحصار والتجويع والحرمان من أبسط حقوق الحياة . لقد لحظ كثير من المتابعين والمراقبين المحايدين أن المبادرة التي تقدم بها السيد دي ميستورا ، والتي زعم أنها محاولة لتخفيض مستوى القتل أكثر منها مبادرة لحل سلمي ، مشتقة مباشرة من مقترح بشار الأسد لهدنة تقود إلى عملية إعادة احتواء يحلم بها بشار الأسد وعصابته انتظارا لما أطلقوا عليه ( ساعة الحساب ...)
يظن بعض رجال المعارضة من صناع قرارها أن الاسترسال مع هكذا شخصيات وأدوار هو نوع من السياسة. والمسايرة لمجتمع دولي قوي يجب مصانعته ومسايرته ما داموا غير قادرين على الوقوف في وجه إملاءاته في الأشخاص والأفكار . وهذا في حقيقته تقدير للم خاطئ بل مدمر ، يرتبط أصلا بالخور وبضعف النفوس . إذ ينسى هؤلاء أن ثمن استراتيجية الاسترسال والتمرير هذه المزيد والمزيد من دماء الأبرياء من أبناء الشعب السوري ..
وكذلك فإن شخصية أممية وسيطة مثل شخصية دي ميستورا لا ينفعنا معها إدانة ولا شجب ولا استنكار . لقد كان أيسر ما يمكن أن يصدر عن قوى المعارضة في موقف رسمي حاسم اعتبار السيد دي ميستورا وسيطا غير نزيه ، ومبعوثا غير مرغوب فيه ، وتثبيت توافق لجملة القوى المعارضة السورية يتبنى رفض أي تعاون أو لقاء أو تنسيق مع السيد دي ميستورا على أي مستوى من المستويات ...
إن موقفا حاسما وصلبا مثل هذا يجعل أي بديل للسيد دي ميستورا يفكرا طويلا قبل أن يفتح فمه لينثر التفوهات الضارة والخطيرة واللامبالية ...
إن دي ميستورا الذي كان يشرب القهوة على مائدة بشار الأسد عندما كان الطاغية الجزار يصعد مجزرته في دوما هو شريك مباشر لبشار الأسد وحكمه حكمه في كل شيء ...
لا لقاء ولا حوار مع الطاغية وشركائه أجمعين
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية