أحاديث عن الطائفية... والجيش الخائن؟!
أحاديث عن الطائفية... والجيش الخائن؟!
د
. حمزة رستناوي*عندما تسمّي الاشياء بمسمياتها و تفضح الامتيازات و السلوكيات الطائفية , توقّع جدا أن يتّهمك هؤلاء المرتزقة البائسين بالطائفية.
*في حرب الخليج الاولى وضع صدام حسين الجنود الشيعة في خطوط الدفاع الاولى مع اسلحة خفيفة و ظروف صعبة , و وضع من خلفهم الوحدات العسكرية الموالية له "حرس جمهوري - مخابرات " و معظمهم قياداتهم من السنّة الموالين له , و عندما بدأت الحرب كانت النتيجة عشرات الآلاف من الأسرى العراقيين سلّموا أنفسهم بدون قتال معظمهم من الجنود الشيعة.
*قبل سنوات حدّثني صديق طيار شارك في حرب لبنان حين سقط ما يقارب المائة طائرة سورية خلالها ,أن قوائم الطيارين المكلفين بالطلعات الجوية القتالية كانت تأتي من القيادة و في معظمها كانت تتضمّن طيارين من السنة و المغضوب عليهم , رغم أن نسبة الطيارين السنة هي أقل بكثير مقارنة بالعلويين في المطار الذي يخدم به , و كان يحمد الله أنه رجع من مهمته القتالية حيا على خلاف معظم زملائه الذين استشهدوا , و ختم كلامه بالقول " الذي لم يُسَرِّحوه منّها , يرسلونهُ إلى الموت تحت ذريعة الدفاع عن الوطن و مُسمّى شهيد! " ؟!
* مع بداية الطور المسلّح للثورة السورية ,في محافظة ادلب حدّثني الصديق الناشط ياسر السليم أنهم عندما كانوا يخطفون ضابط سنّي من قوات النظام و يحاولوا مقايضته بالنساء و الاطفال المعتقلين لدى الامن العسكري ,كان جوابهم "خذوا و بلّوا و شربوا ميته" و عندما يكون المخطوف ضابط علوي غالبا ما كانوا يحصلون على صفقة تبادل جيده, و تكررت هذه الملاحظة من ناشطين آخرين.
*حينما تمركز الثوار في حلب ، في سبتمبر ٢٠١٢ ، تم إبعاد الضباط السنّة في “كلية المشاة ” عن القطاعات الأكثر حيوية ، وهي الأسلحة والطعام. وتم فصل المكاتب وحجرات النوم ، فاحتل العلويون المكاتب والغرف الواقعة تحت أشجار الصنوبر ، على مقربة من مخازن الذخيرة ، في حين تم إبعاد “السنّة ” إلى الطرف الآخر للقاعدة. وفي اليوم الأول للحصار ، كان الخط الدفاعي الأول ، على أسوار القاعدة ” مؤلّفاً من السنّة وحدهم. وبعدهم مباشرة ، في الخيم ، تم حشد تلاميذ الضباط ، وهم أيضاً من السنّة. أما خط الدفاع الثالث فكان يضمّ العلويين وحدهم.
" عن صحيفة لوموند : سقوط كلية المشاة في حلب:شهادات الناجين.
www.lemonde.fr/international"مترجم عن موقع الشفاف"
*الطائفية هي عدم حيادية الدولة تجاه مواطنيها و تميزهم على أساس الانتماء الطائفي , و هي تختلف تماما عن مشروعيّة وجود البشر في فئويات دينية و طوائف و هذا أمر طبيعي و من سنن الله في خلقه.
*النظام الطائفي يستخدم الطائفة بغية بقاءه في السلطة , و إنّ أي استخدام من هذا القبيل لا يتم في حال وجود قوى حيوية مؤثرة ضمن الطائفة نفسها تمانع و ترفض هذا الاستغلال , فالطائفية هي مصطلح سياسي و ليس عقائدي لتوصيف النظم السياسية و ليس المجموعات البشرية.
*الطائفية صفة للنظام و السلطة , و أي طائفة دينية – كمبدأ - قابلة للاستخدام من قبل السلطة في زمن و مكان و ظروف معينة أهمّها أن يكون النظام استبداديا و ظالم.
*الاستبداد يستدعي الطائفية في المجتمعات متعددة الفئويات الدينية ,و قد يستدعي القبلية و الحزبية الضيقة و المناطقيَّة و غيرها من أمراض الحكم و السياسة.
*الطائفية و الوطنية خطان متوازيان لا يلتقيان
*آملاً بجيش سوريّ وطنيٍّ مهنيٍّ يعتمد معايير الكفاءة , يكون احدى مؤسسات الدولة و ليس مهيمنا عليها ,جيش غير مُسَيَّس , جيش لكل السوريين على اختلاف مشاربهم. "أورينت نت"