لافروف.. والخطيب.. وسورية الثورة
نبيل شبيب
لا ينبغي استغراب قول لافروف عن الخطيب إنه لا باع له في السياسة.. فهذا صحيح، لا باع له في سياسة لا أخلاق لها ولا قيم تحكمها كما هو الحال مع السياسة التي يعشقها ويمارسها لافروف وكثير من أقرانه، وهو ما لا يقتصر على التعامل مع دماء شهداء الحرية في سورية بأسلوب „رامبو“ الأمريكي..
سورية في سياسات لافروف وأقرانه خارطة على رقعة نفوذ جغرافية سياسية.. وسورية عندنا وعند الخطيب وطن وشعب وتاريخ وثورة ومستقبل
الأسد عندهم عميل نفوذ لا ينبغي التخلي عنه مهما بلغ الثمن.. ما دام من يدفع الثمن هو الإنسان السوري والوطن السوري ومستقبل الدائرة الحضارية العربية والإسلامية..
والأسد عندنا أدنى شأنا من وحش مفترس جريح قرر ألا يغادر وكره إلا مقتولا..
الثورة عندهم حدث مفاجئ يجب التعامل معه بحيث ينتهي إلى نتيجة تناسب استبقاء نفوذهم فوق الأشلاء البشرية وحطام الطاقات والثروات السورية
والثورة عندنا شهادة تصنع الحياة لجيل عزيز كريم لن يترك في سورية بإذن الله موطئ قدم لنفوذ أجنبي ولا عميل محلي
هيهات هيهات أن يتكلم الخطيب بلغة يفهمها لافروف وأقرانه، ولو تكلم بلغتهم لردّ عليه أي طفل سوري "لا باع له في السياسة": هذه خيانة، والخطيب لا يخون شعبه ووطنه.
ولن يستوعب لافروف وأقرانه أنّ شعب سورية الثائر، برجاله ونسائه، وشيوخه وأطفاله، قرر أن يتحرر.. وسيتحرر، وأن ينتصر.. وسينتصر، فقد أيقن من اللحظة الأولى للثورة ما معنى: الله أكبر، والله وعد بالنصر كل من يسلك درب النصر.. بشهدائه وجرحاه ومشرديه ومعذبيه، فالمعاناة تصنع التاريخ، وتصنع التحولات الكبرى في مجرى التاريخ.. ولن يفهم لافروف وأقرانه مثل هذه الكلمات، فلا باع له إلا في سياسة إجرامية لا أخلاق لها.