في نقد أدونيس وجبهته

في نقد أدونيس وجبهته

عبد الرحمن هاشم

أثار الشاعر السوري علي أحمد سعيد (أدونيس) جدلا واسعا بدعوته إلى تجديد تأويل الدين وإحداث قطيعة مع القراءة السائدة له، وقال في ندوة بمعرض الكتاب في القاهرة 4 فبراير الجاري إن الدولة الإسلامية قامت على العنف والدماء وإقصاء الآخر، كما دعا إلى إنشاء جبهة علمانية عربية تعيد قراءة الموروث العربي.

في البداية رحب به د. أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب قائلاً: هذا هو أدونيس يعود إليكم بعد غياب طويل وأقول إن أدونيس غني عن التعريف وعن التقديم.. لقد اعتاد أدونيس أن يطل علينا من شرفتين، شرفة الشعر وشرفة الفكر.

وفي الشعر يبقى أدونيس هو الأكثر تأثيراً في مسيرة الشعر وفي الشعراء المعاصرين.

وفي الفكر يبقى أدونيس هو المفكر الذي يتأمل شؤون الثقافة العربية وإنه ليذكرنا حين يطل علينا من شرفة الفكر بالعميد طه حسين.

واستهل أدونيس محاضرته بقوله: هذه المرحلة في تاريخ مصر مرحلة تاريخية لأنه إذا ذهبت مصر ذهب العرب واسمحوا لي أن أحدثكم في موضوع هذه التظاهرة الثقافية (نحو خطاب ديني جديد) وأقول إنه رغم كل الإنجازات التي حققها الكتاب العرب نجد الحداثة العربية ليست حاضرة معنا وليست أمامنا إنما هي وراءنا.. فالأطروحات والأفكار والقضايا التي حدثت بدءً من القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) وتحديداً في بغداد كانت أكثر جرأة وأكثر عمقاً من أطروحاتنا المعاصرة.

لا نجد شاعراً خلق لغة جديدة تختلف عن لغة البداوة كما فعل أبو نواس.. لم نجد شاعراً أعاد النظر في شعرية اللغة كما نجد عند أبي تمام.. لم نجد شاعراً أعاد النظر في الموروث الديني الاجتماعي عند العرب كما نجد عند أبي العلاء المعري.

لا نجد تجربة فذة كمثل تجربة المتصوفة.. لا نجد تأريخاً عظيماً كما نجد عند ابن خلدون في كل ما يتعلق بعلم الاجتماع.

إذن حداثتنا العربية وراءنا وليست معنا اليوم كما أنها ليست أمامنا إلا إذا غيرنا مسار عملنا وتفكيرنا.

السؤال: كيف حدثت في الماضي ولم تحدث في الحاضر؟

الجواب: لا يمكن للتجديد والانتقال من مرحلة إلى مرحلة إلا بإحداث قطائع معرفية ولا أعتقد أن هناك إمكاناً لتجديد الدين لأن كل تجديد للدين إنما يعني أن نأتي بدين جديد لكننا يمكن أن نغير تأويلنا للدين وأي نص إذا مر في عقل صغير فإنه يصغر وإذا مر في عقل كبير فإنه يكبر.

واستطرد أدونيس قائلاً: اليوم وصل تأويلنا للدين وقراءتنا له إلى اختزاله في 150 آية وهي الآيات المتعلقة بالنكاح والشرائع والطقوس الدينية وتركنا الآيات المتعلقة بالتدبر والتفكر وإعادة النظر في العالم.

لا نجد بين مليار ونصف المليار نسمة مفكراً واحداً يمكن أن نضعه إلى جانب مفكري الغرب الكبار وإنما نجد فقهاء ليست لديهم ابتكارات وإنما يقلدون القدماء.. هذه الظاهرة يجب أن تكون الشغل الشاغل لكل عربي مسلم.

أقول: لا تجديد إلا بإحداث قطيعة.. أبو نواس أحدث قطيعة مع لغة البداوة والمعري أحدث قطيعة مع الفكر التقليدي السائد.. نحتاج إلى مثل هذه القطائع في جميع الميادين إذا أردنا أن نجدد.

لا نزال نرضخ ثقافياً لثقافة الإمبراطورية العربية الإسلامية صاحبة الفتوحات والغزو والتسامح لكننا لا نريد التسامح لأن التسامح منة.. نريد المساواة ونصر عليها.

هذه الثقافة التي لا نزال نعيش فيها هي ثقافة القرون الوسطى التي لا تزال تفرض علينا لغتها واليوم أوصلتنا هذه اللغة إلى التكفير والعنف.

أسأل: أين المشروع العربي للوقوف في وجه التطرف الديني؟ ليس لدينا أي مشروع.

المتطرفون لم ينزلوا من السماء إنما هم امتداد لتاريخ طويل كله دم وعنف.. لم تتوقف الحرب العربية العربية على مدى 14 قرناً من تأسيس الدولة الإسلامية التي قامت على العنف وعلى إقصاء الآخر الذي تمثل في (الأنصار) ولم يتوقف ما يسمى بالإرهاب يوما ما.

الإرهاب اليوم ليس إلا تنويعاً على الإرهاب القديم.. والتكفير اليوم ليس إلا تنويعاً على التكفير القديم.. ولذلك تاريخنا ما هو إلا تاريخ السلطة التي لم تفكر في تغيير المجتمعات العربية وإنما فكرت وما تزال تفكر في كيفية الحفاظ على السلطة.

من منكم قرأ ذات يوم تأريخاً للشعب العربي في بغداد أو في غيرها من مدن العرب؟

لا يوجد تأريخ للشعوب وإنما هو تأريخ للسلطات وتأريخ للحروب التي قامت بها هذه السلطات.

لا يمكن أن نرى حاضرنا ونتفهم مستقبلنا إلا إذا درسنا هذا الماضي.. من يتصور أن التراث الأعظم والأكثر تعبيراً عن الشخصية العربية وهو الشعر العربي لا يوجد كتاب واحد على مدار 14 قرناً يدرس جمالياته!

عندنا فقر نقدي وليس لدينا عقل نقدي.. نحن شعوب وجماعات تعيش على ما يقوله السلف..

في كل واحد منا شخصيتان، شخصية تتعامل مع منجزات العصر من ناحية ومن ناحية أخرى ترفض الأسس العلمية التي قامت عليها هذه المنجزات.

ثورات كثيرة قامت بها شعوبنا العربية لكن لم تقم ثورة واحدة على أنفسنا.. على طريقة تفكيرنا.. عندنا لا أحد ينتقد نفسه.. إنما ينتقد غيره.. ليس عندنا (أدب اعترافات) لأن العربي يولد ويكبر ويموت والمخطىء هو جاره أو أحد غيره أما هو فلا..

الثقافة العربية اليوم أسميها (ظاهرة وظيفية) أكثر مما هي ظاهرة بحث واكتشاف وتساؤل وافتتاح ميادين جديدة للمعرفة.. والثورة الحقيقية هي أن نثور على أنفسنا أولاً.. ثم نبدأ بالثورة على الآخرين إذا كانوا لنا أعداءا ودون ذلك سنظل يأكل بعضنا بعضا.

أكره الوعظ والتعليم والإرشاد لأن أعظم معلم للإنسان هو نفسه إذا كان صادقاً مع نفسه.

الثقافة العربية السائدة لا تعلم إلا الكذب والنفاق والرياء..

الرقابة في المجتمع العربي جزء من ثقافته وليست هي رقابة السلطة فقط.. أنا لا أستطيع أن أقول ما أفكر فيه وإذا قلته في قاعة مغلقة لا أستطيع أن أقوله كله.. ما معنى ذلك؟ ثقافة لا تستطيع أن تقول الحقيقة ثقافة ليست حرة إذن هي ثقافة وظيفية لا ثقافة بحث وتساؤل واكتشاف.. كلنا موظفون في الثقافة السائدة ولذلك لا يوجد دور للمثقف العربي ولن يكون.

ولو كان له دور لكان لأمثال علي عبد الرازق وطه حسين ومحمد عبده وزكي نجيب محمود وغيرهم تأثير فينا وفي ثقافتنا.

أقول: النقد والهدم أمر سهل كما أفعل الآن.. لكن ما لم ننقد.. ما لم نؤسس لقطيعة معرفية كاملة لا يمكن أن نفعل شيئاً ذا قيمة.

وعندي مشروع يتكون من أربعة نقاط أطرحه أمامكم للمناقشة:

الأول: لا بد من قطيعة مع القراءة السائدة للدين.. نريد قراءة جديدة للدين فالدين رسالة وليس دولة.. أنا لست متديناً لكني أحترم التدين على المستوى الفردي الذي لا يلزم إلا صاحبه أما إذا حاول (مأسسة) الدين فأنا لست معه.

الإسلام رسالة وليس دولة.. لأنه لو كان دولة فإن الدولة لابد أن تكون عنيفة وبذلك يتحول الدين من أفق روحي معرفي إلى أفق قمعي.. الدين نزل لكي يحرر البشر لا ليقمعهم.

الرسالة نزلت كي تحرر البشر لا لتقيدهم.. الإسلام رسالة لا دولة.. لا يوجد نص ينص على أن الإسلام دولة أو أن (الدين دولة) والرسول تحدث في جميع الأشياء لكن لم يتحدث في أمر الدولة التي ينبغي أن تقام.

الثاني: لا بد من تكوين جبهة مدنية علمانية على المستوى العربي تؤسس لقراءة جديدة للموروث العربي وتؤسس لقيم ومبادىء جديدة ومجتمع جديد.

الثالث: لا بد من تحرير الثقافة العربية من الوظيفية.

الرابع: لا مفر لنا من الديمقراطية لأننا بدونها فلا حرية ولا مساواة.

وأقول: يستحيل أن تقوم ديمقراطية في الظروف العربية الراهنة وأما الأشكال الديمقراطية التي نرها هنا أو هناك فلا تمت بصلة إلى الديمقراطية الحقيقية.. لماذا؟

لأن الفرد العربي الحر السيد المستقل عن عائلته وقبيلته وحزبه وطائفته لم يولد بعد.. هذا الفرد المستقل لم يولد بعد في المجتمع العربي.. ليس عندنا الفرد الحر المستقل ولذلك لا وجود لمفهوم (الإنسان) في المجتمع العربي فيتم العبث به وبحريته وبحقوقه وكأنه لا شيء.

يوجد ارتباط تام بين الحرية والديمقراطية والشرط الأول للديمقراطية هو أن تعترف بالآخر المختلف معك كجزء من الحقيقة.. أنت وهو الحقيقة وليس أنت وحدك.. هذا غير موجود في المجتمع العربي والبيئة العربية لذلك لا يمكن أن تكون هناك حرية ولا يمكن أن تقوم ديمقراطية.

كيف نطبق هذا المشروع؟ بالممارسة والتجريب والعمل والتفكير ودون ذلك سنظل في نظام الخلافة.. ألستم معي في أن الحكام العرب اليوم ما هم إلا خلفاء.. والحكم العربي اليوم بدون استثناء ما هو إلا شكل من أشكال الخلافة.

لدينا بلد عظيم قام بثورة عميقة.. بلد المليون شهيد.. الجزائر.. كنا نظن أن الحكم فيها سيكون ديمقراطياً بعد هذه الثورة التي مهرها مليون شهيد لكننا فؤجئنا بأن الحكم فيها خلافة.. فماذا عن بقية حكام العرب الآخرين!

إذاً القطيعة على المستوى السياسي هي القطيعة مع النظام الخلافي والاتجاه نحو النظام الديمقراطي.

وفي تعليقه على هذه المحاضرة أوضح  د. مصطفى أبو طاحون الأستاذ بكلية الآداب جامعة المنوفية أن أدونيس يطرح مشروعاً مدنياً كأنه يريد من الدين الإسلامي أن يمارس من خلال المساجد فقط وأن يختزل فيكون علاقة خاصة بين الإنسان وربه كما ركز على فكرة الخلافة وأنها شر ينبغي القضاء عليه نهائياً وإحلال قيم ومبادىء جديدة في البيئة العربية الأمر الذي يخالف طبيعة الإحياء في العالم الغربي الذي نهض عبر رجوعه إلى تراثه اليوناني القديم.

وأضاف: أنا فهمت من طرح أدونيس أنه ينبغي أن تكون هناك قطيعة كلية مع الماضي كل الماضي وأسأله: هل حاضرنا مشرق إلى درجة نستطيع أن نستغني بها عن الماضي وقيمه؟

لا مانع من التجديد في الفروع والوسائل والآليات لكن أن نأتي على الثوابت فنلغيها فهذا ليس تجديدا وإنما هو عبث وفوضى.

حينما أسمع أدونيس يقول إن المعلم الأول للإنسان هو الإنسان نفسه فهذه العبارة تعني الفوضى المطلقة.

أدونيس لم يقدم حلاً وكل ما طرحه لا يمكن تطبيقه في أرض الواقع لأن هناك سلطات سياسية واجتماعية ومؤسسات دينية لا تملك إلا رفض ما طرحه وإلا لأصبحت في مهب الريح.

أدونيس تحدث عن تكوين جبهة مدنية علمانية وكلمة (جبهة) تعني تجبيب الأفكار والآراء يعني فرض أراء معينة وإقصاء الرأي المخالف.. فكلامه يناقض بعضه بعضا.

أما حديثه عن الديمقراطية فحديث جيد وإن لم يعره اهتماماً فجاء جملة مقتضبة وسريعة.

من ناحيته قال الناقد الأدبي د. منير جمعة: أدونيس لم يقل شيئاً جديدا هذا هو مشروعه الذي يعيش له.. القطيعة المعرفية عموماً مع التراث ويقصد بالتراث هنا الدين وغلف هذا بقوله القطيعة مع القراءة السائدة للدين لكن الحقيقة هو يريد القطيعة مع الدين ذاته وهو كما وصف نفسه بأنه غير متدين ومع ذلك يحمى حرية التدين الفردي لكنه ليس مع مأسسة الدين يعني ليس مع أن يتحول الدين إلى واقع تنطلق به المؤسسات في الدولة يعني يريد نظاماً من الدروشة الغريبة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإسلام.

الإسلام بالذات ليس ديناً للعبادة الفردية وأدونيس يمجد علي عبد الرازق الذي فصله الأزهر لأنه رفض فكرة الربط بين الدين والسياسة.

والآن في بلد الأزهر نسمع هجوماً على الأزهر بما خلاصته إن دور الأزهر انتهى ولا يمكن للأزهر أن يصلح لأنه هو نفسه في حاجة إلى الإصلاح فمن عباءته خرج التكفير والتفجير هكذا قال المعلقون على كلام أدونيس من الحضور.

وبالتالي فنحن أمام هجوم على الدين ذاته ورفض للمؤسسات المعتدلة التاريخية التي تتبنى الخطاب الذي لا يختلف عليه المسلمون..

أدونيس جعل الفكر الإسلامي مستوى واحدا مع أن الفكر مستويات فلا يمكن أن يكون فكر الخوارج مثل فكر أهل السنة ولا أن يكون فكر المعتزلة مثل فكر الشيعة.

من يتعامل مع الفكر الإسلامي هكذا فهو يختلق عدواً وهمياً في ذهنه ويريد أن يحاربه على أرض الواقع.

أدونيس طرح مشروعاً إجرامياً يدعو للقطيعة مع القراءة السائدة للدين لأنه يظن أن قراءة الدين المعاصرة تحوله إلى نص عنفي دموي وهذا شيء كاذب ليس له ظل على الأرض.

وحتى العنف الموجود من بعض المتدينين إنما هو رد على عنف أكبر تمارسه السلطات القاهرة الظالمة التي امتلكت الحكم بالدبابات أو بالانتخابات المزورة.

أنا في تصوري أنه لو سادت فكرة الحرية التي يطنطن حولها أدونيس فعلاً لما وجد عنف أساساً.. إذا وجد الناس الأمل في التغيير عبر الصناديق وعبر احترام الأراء المخالفة والمشاكسة فلن يكون هناك أي مشكلة تدعو إلى استخدام السلاح.. الذي يستخدم السلاح شخص يائس من التغيير السلمي.

أدونيس يحاول أن يربط الدين بهذا الشخص الذي يحمل البندقية.. الدين عنده هو حمل البندقية وهذا التصور جريمة.

أدونيس يدعو إلى جبهة عربية علمانية.. وهل الموجود الآن ليس جبهة علمانية.. توجد جبهة علمانية حاكمة تقصي الطرف الآخر.

وأحمد مجاهد يقصي الطرف الآخر حتى على مستوى الأسئلة .. شخص يلقي سؤلاً لم يسمح له أن يكمله وتدخل في رايه وسخر منه ومن أنه قائم على بيت من بيوت الثقافة.. أرهبه.. خشينا أن يختطف من بين أيدينا لأنه يعبر عن رأيه!

عدنا إلى مئة سنة إلى الوراء إلى جدلية السؤال عن الدين والدولة وما هو سياسي وما هو دعوي .. أسئلة عقيمة انتهى الواقع في كثير من الحالات إلى الإجابة عنها لكنهم يرفضون الواقع.. هم الخوارج.. ما طرح الآن هو فكر خارجي خارج على المجتمع.. أقول: أدونيس خارجي خرج على المجتمع بهذا الفكر.. خرج على دين المجتمع .. عقيدة المجتمع.. يدعو إلى محاربة الدين صراحة وبوضوح تحت اسم جبهة علمانية عربية.

يريد الحرية للجميع إلا للإسلام.. كل الناس من حقها أن تعبر عن أفكارها في دولة إلا الدين الإسلامي.. غير مسموح له أن يتحول من النظرية إلى التطبيق ومن الدعوة إلى الدولة.

تحدث عن تحرير الثقافة من الوظيفية وهو ربما لديه حق في هذه المسألة لأن لدينا ثقافة موظفين لا ثقافة أحرار والذي صنع ذلك وهو لا يريد أن يعترف بذلك.. الأنظمة الحاكمة.. العلمانية هي التي صنعت ذلك وحولت الناس إلى تماثيل متشابهة ونسخ كربونية موحدة في الغالب تريد الحفاظ على مصالحها ومكاسبها ولا تريد أن تحرك شفتيها ربما يذهب الكلام في الاتجاه الخطأ فتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

الأمر الرابع الذي أثاره أدونيس أنه لابد من علمنة المؤسسات وهو ما يسميه بالديمقراطية.. والتلازم الصريح عند العلمانيين الوقحين من أمثال أدونيس بين الديمقراطية والعلمانية نحن نسميه بلغة الأصوليين (الجهة منفكة والقياس مع الفارق).

فالديمقراطية لا تستلزم علمانية المؤسسات.. ليس بالضرورة أن تكون المؤسسة علمانية حتى نتحصل على الديمقراطية.. ليس بالضرورة أن تكون العلمانية هي الوعاء أو الرحم الذي تنطلق منه الديمقراطية.. هذا تصور مستبد أبعد ما يكون عن الديمقراطية.