الإسلام وإيران
الإسلام وإيران
محمد هيثم عياش
برلين /16/12/12/ أظهرت نتائج ما يُطلق عليه بـ / الربيع العربي / وهي انتفاضة شعوب مصر وليبيا وتونس وحاليا في سوريا ضد انظمتهم السابقة وخاصة مجاهدة الشعب السوري لنظام بلاده الذي فاقت وحشيته وحشية التتار الذين غزوا العالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه وتعاونوا مع الصليبيين للقضاء على المسلمين عداوة ايران لهذه الشعوب . فايران تحاول ومنذ انتصار الثورة الخمينية عام 1979 على شاه ايران نشر مذهب التشيع في معاقل اهل السنة مثل مصر وسوريا كما حاولت نشر مذهبها في البلقان وخاصة بالبوسنة الا انها فشلت جراء الوعي الاسلامي بتلك المناطق وتوجيه العلماء المسلمين العامة حول اضاليل الشيعة . فالشعب الايراني المسلم كان يعتنق عقيدة اهل السنة والجماعة الى ان استولى الشاه اسماعيل الصفوي / 892 هـ 924 هـ 1487 – 1524 / على ايران عام 1500 ميلادية وبذل جميع جهوده لتشييع الايرانيين متخذا بذلك القومية الفارسية ذريعة للتشيع اذ ان الامام الثاني عن الشيعة علي زين العابدين / علي الاصغر/ بن الحسين رضي الله عنهما كانت والدته ابنة آخر أكاسرة الفرس ، كما كان اسماعيل الشاه يسعى لاحياء الدولة الفاطمية من جديد . وعندما دعا طاغوت ليبيا السابق معمر القذافي قبل سنوات قليلة لاعادة احياء الخلاف الفاطمية كانت ايران الدولة الوحيدة التي ساندت دعوته .
أظهرت نتائج انتفاضة بعض الشعوب العربية ضد انظمتهم الحقد البطين لايران على اهل السنة والجماعة وخاصة حقدها على اهالي منطقة الخليج العربي اضافة لحقدها على الشعب السوري ، اذ ان طهران تجزم انهيارها بانهيار المحور الشيعي الذي تسعى لبناءه ليمتد من ايران الى العراق وسوريا ولبنان وتقليص نفوذها بمنطقة الخليج العربي وخاصة في البحرين واليمن وانتهاء تحريضها الاقلية الشيعية بالمناطق الشرقية للمملكة العربية السعودية / حماها الله / مرتبط بانهيار النظام السوري .
هذا مأ اكده خبراء منطقة الشرق الاوسط والاسلام بندوة حول مستقبل منطقة الشرق الاوسط ما بعد سقوط رئيس نظام سوريا بشار اسد دعا اليها معهد هاينريش بول للدراسات الدولية بالعاصمة برلين يوم السبت 15 كانون اول /ديسمبر الحالي .
فرئيس مؤتمر ميونيخ للامن والسلام الاستراتيجي السفير فولجان ايشينجر الذي يعتبر من خبراء المنطقة المذكورة اذ شغل دائرة الشرق الاوسط بوزارة الخارجية قبل ان يرسله وزير الخارجية السابق يوشكا فيشر سفيرا الى مصر ومن ثم الى واشنطن ، يعتقد ان دعم طهران لنظام دمشق من اجل بقاء ايران على قيد الحياة ، فهي تعتبر نظام دمشق طابورها الرئيسي لمواجهة المملكة العربية السعودية التي تعتبر قائدة العالم الاسلامي وحامية اهل السنة والجماعة في العالم بدون منازع ونجاح انتفاضة الشعب المصري ضد نظامه ستهم بتقليص تأثير ايران الديني على الشيعة في مصر . الا أن ايشينجر أعرب عن خشيته ان يؤدي دعم ايران وروسيا والصين لنظام اسد قيام محور عسكري بين الدول الثلاثة لمواجهة احتمال اي تدخل عسكري لحلف شمال الاطلسي / الناتو / لمساعدة الشعب السوري للاطاحة بنظامه .
وتؤيد وزيرة الدولة السابقة في وزارة الخارجية الالمانية كرستين مولر آراء ايشينجر فهي عزت عدم دعم ايران لشعوب القوقاز مثل الشيشان وداغستان اضافة الى دعم مسلمي مقاطعة كسيانغ الصينية / تركستان الشرقية / يعود الى حرصها على قيام محور عسكري مع روسيا والصين لمواجهة تركيا ودول منطقة الخليج العربي .
الا أن خبير شئون السياسة العسكرية الاستراتيجية لحلف شمال الاطلسي / الناتو / كلاوس راينهاردت الذي شغل منصب قائد الجيش الالماني اثناء استلام وزير الدفاع السابق بيتر شتروك حقيبة الدفاع بين عامي 2000 و 2002 يرى انه بالرغم من الصراع بين المملكة العربية السعودية وايران بالنفوذ على العالم الاسلامي الا انه يمكن لهاتين الدولتين وضع الصراع جانبا لمواجهة الغرب في اي حرب جديدة تقع بينهما ، فتنبؤات قائد حلف الاطلسي / الناتو/ السابق جون كلافين الذي اشار عام 1987 بان الحرب الباردة قد انتهت بانتصار / الناتو / على حلف / وارسو / الا ان العداء التقليدي بين الاسلام والغرب سيعود من جديد مؤكدا انه بالرغم من وجود خلافات بين الدول الاسلامية الا انهم يمكن لهؤلا وضع خلافاتهم جانبا والتحاد لمواجهتنا ، فان هذه التكهنات اصبحت واقعية مؤكدا انه لن تقع حرب في منطقة الخليج العربي مع ايران ولن تقع حرب بين الغرب وايران خشية الغرب من توحيد الصف الاسلامي من جديد .
ويجزم المؤرخون بان الشيعة وخاصة ايران كانوا دائما الطابور الخامس للصليبيين والغرب ، فهم قد اعطوا المجال اثناء الحروب الصليبية للصليبيين باحتلال بلاد الشام كانوا وراء تشجيع التتار بتحالفهم معهم للقضاء على الخلافة العباسية في العراق واستطاعوا الحيلولة دون اخضاع دولة الخلافة الاسلامية العثمانية لاوروبا ، فما ان حاصر العثمانيون عاصمة النمسا فيينا اول مرة في عهد الخليفة سليمان القانوني عام 935 هـ 1529مـ حتى أنشب الصفويين الحرب ضد الدولة العثمانية فاضطر الخليفة سليمان القانوني انهاء حصار فيينا ليخوض الحرب ضدهم جتى وصل الى قلب ايران الا انه جراء تحالف الغرب مع الصفويين اضطر العثمانيون مغادرة ايران ، ثم حوصرت فيينا مرة اخرى عام 1683 في عهد الخليفة محمد الرابع / 1642- 1693 / وانتهى الحصار جراء تحالف قيصرية هابسبورج مع روسيا والدولة الصفوية .
وبالرغم من العداء الظاهر للغرب على ايران بسبب تخصيبها اليوررانيوم واستياء المسلمين من ايران لدعمها نظام بشار اسد ومحاولتها نشر مذهب التشيع وحقد ايران على اهل السنة لانهم استطاعوا القضاء على الدولة الفاطمية واستطاعوا الحيلولة دون تأثير ايران على مسلمي بعض الدول الاوروبية وغيرها الا ان ايران تتمتع بعاطفة جياشة من قبل مسلمي اهل السنة وزعماء منطقة الخليج العربي في مقدمتهم المملكة العربية السعودية اذ يرفضون اي حرب يشنها الغرب ضد ايران ورحم الله الذي قال :
ونفلق هام رجال اعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما