هل تنتبه الطائفة العلوية؟
صالح بن عبد الله السليمان
النظام السوري يحضر لجريمة كبيرة بحق الطائفة العلوية محاولا ربط مصيرها بمصيره. وهذا ليس بالمخطط الجديد، فهذا ما قام به "بن غوريون" رئيس الوزراء الإسرائيلي ومن سبقه من الصهاينة من خلال بالقيام بعمليات إرهاب لليهود لدفعهم للهجرة إلى فلسطين.
فالنظام السوري، ومما أستطيع رؤيته من خلال بعض تحركاته، دخل في المرحلة الأولى من الخطة البديلة، إذا ما فشلت الخطة الأصلية ببسط نفوذه على سوريا. وتقوم هذه الخطة على تحويل ثورة الحرية إلى حرب طائفية ثم تقسيم سوريا إلى دويلات متناحرة فيما بينها. وبوادر تطبيق هذه الخطة:
- قيام النظام بسحب الأمن والجيش من الحسكة والقامشلي وتسليمها إلى بعض العناصر من الإخوة الأكراد، وقيل "ما زالت لم تؤكد" أن هذه العناصر تنتمي إلى حزب العمال الكردي "PKK" الذي ينادي بقيام دولة كردية، ومما يزيد من هذه الشكوك هو رفع المسيطرين على هذه المناطق علم كردستان وليس علم الاستقلال السوري.
وهكذا سيجعل التهديد واضحا للأمن التركي وسيشغل تركيا عن نصرة ثوار سوريا، ومستقبلا ستحيد تركيا عن هذا الصراع لانشغالها بالدولة الجديدة والتي تقع على خط حدودي طويل ومؤثر.
- إعلان الطائفة المسيحية رفضها دعوة النظام للتسلح، وقالت إنها جزء من المجتمع السوري ورفضت الانجرار إلى حرب أهلية، وهذا مما يشكر لها ويدل على أنها، وعبر تاريخها، جزء أصيل من المجتمع السوري يحزنها ما يحزنه ويفرحها ما يفرحه.
- التدمير الهائل لكل المدن السورية، فالقذائف تتساقط على المدن والقرى والأرياف كالمطر، لا تفرق بين بيت وآخر، وشخص وآخر، فالمهم هو القتل والتدمير، وهذا يعني أن النظام هو في مرحلة اللاعوده، وكما يقال "إذا جيت رايح كثر الفضايح". فلا يعقل أن حاكما يحلم مجرد حلم بالبقاء مسيطرا على شعب قتل أو جرح فردا في كل عائلة به، وهدم منازله بالجملة بدون تفرقه. فهذا النوع من التدمير له ما بعده!
- قيام دويلة طائفية تحت زعامة الأسد سيسعد الاتحاد السوفييتي، فوجودها سيعني بقاء القاعدة البحرية التي تهمه في البحر المتوسط، ووجود دولة ضعيفة عرجاء تحتاج إليه في الحماية والبقاء سيضمن بقاءه في البحر الأبيض المتوسط على المدى الطويل، وكذلك سيسعد طهران، حيث إن قيام دولة شيعية بالكامل على المتوسط تحتاج إليها اقتصاديا وسياسيا وستضمن لها تواجدا على الجهة الأخرى المقابلة لأوروبا وتركيا ومصر، وتعطيها ثقلا في معيار الدولي ونفوذا وضغطا!!
- قيام مثل هذه الدويلات سيسعد إسرائيل، حيث إن تركيا ستعود إلى إسرائيل لتساعدها على التخلص من حزب العمال الكردستاني والذي نعلم جميعا علاقته الوثيقة بها، وسيسعدها قيام هذه الدويلات الضعيفة المتناحرة على حدودها. مما يجعلها تطمئن على المدى الطويل.
سوريا اليوم بحاجة لكم - إخواننا العلويين - ونتمنى أن تكونوا كمصراته ليبيا، التي دفنت حلم القذافي في تقسيم ليبيا، فنالت فخر إبقاء ليبيا موحدة. وسجل لها التاريخ هذه المأثرة. أنتم بحاجه لإخوانكم السوريين، فالمجتمع السوري واحد، والثوب إذا تمزق فإنه لا يعود صالحا إلا كممسحة لقاذورات الآخرين. فلا تمزقوا الوطن.