بلاغ للمعارضة السورية .. وللناس
بلاغ للمعارضة السورية.. وللناس!
د. طارق باكير
هذا بلاغ للمعارضة السورية ، وللناس من بني البشر أجمعين :
أولا : إن مجزرة حماة الكبرى عام 1982م التي قتلت فيها العصابات الأسدية المجرمة مابين 30-40 ألفا ، و دمرت فيها معظم أحياء المدينة ، وهجرت أهلها .. جاءت بعد عدد من المجازر في جسر الشغور ، وسرمدا ، وحلب ، وجبل الزاوية ، وتدمر ، ومحافظات أخرى .. وقد مرت دون اتخاذ موقف من دول العالم جمعاء .. وعاد المجرم الأول حافظ أسد ليأخذ مكانا بين دول العالم ، ويفرش له السجاد الأحمر ، ويستقبل بالعناق .. وهذا ما يغرى العصابات الأسدية الحالية اليوم ، للسير على النهج الإجرامي ذاته .
ثانيا : إننا نحذر من قيام العصابات الأسدية الطائفية ، بارتكاب مجازر لا تقل فظاعة ووحشية عن مجزرة حماة عام 1982م ، في كل محافظة من محافظات سورية ، بعد هذه المجازر التي بلغت العشرات .. من درعا وأحيائها ومدنها وقراها ، إلى أحياء ومدن وقرى إدلب ، و حمص ، و حماة ، و دمشق ، و حلب ، و دير الزور .. والمحافظات الأخرى ، مادامت الحماية الدولية موجودة ، ومادام العالم ، قد وقف عاجزا ، و سلم الأمر لإيران وروسيا والصين .. والعالم يسمع قول هؤلاء وتصورهم للخروج من المأساة الفظيعة ـ والمتمثل في عبارة واحدة : ( لا حل إلا بالحوار مع النظام ! ) ، والمعنى : لا حل إلا ببقاء النظام ! والعالم يسمع أيضا ، أن رفض محاورة هذا النظام ، وعدم القبول ببقائه ، بعد أن أوغل في الإجرام والعدوان .. هو اليوم موضع اتفاق وإجماع ، كل أطياف المعارضة الحقة ، في الداخل والخارج .. فعن أي حوار يتحدث هؤلاء ؟ ثم هل يشك عاقل متابع أن إيران – دعك من روسية - سترحب ، وتكون سعيدة غاية السعادة بإبادة نصف ، أو ثلثي شعب سورية ، من أجل ان يبقى لها النظام الأسدي ، وتبقى متربعة على عرش سورية ، تنفذ مشروعها العدواني الطائفي في سورية والمنطقة ؟
ثالثا : على قادة المعارضة جميعا ، أن ينقلوا هذا التخوف إلى سائر الدول الشقيقة ، وإلى التي تزعم أنها صديقة للشعب السوري ، ووضع هذه الدول المحسوبة على الشعب السوري ، الذي يباد بحجة وزعم دعمها له ، إلى جانب حجج أخرى .. أن توضع هذه الدول أمام مسؤولياتها ، ومن يتنكب منها ، أو يستنكف عن تحمل مسؤولياته في مساندة الشعب السوري مساندة تامة ، وبكل ما أوتي من قوة ، بداية من مقاطعة إيران وروسيا والصين ، إلى الدعم المادي بالمال والسلاح ، فإن الله تعالى غني عن العالمين .
رابعا : إن شعب سورية يتعرض اليوم لحرب إبادة طائفية ، تقودها إيران ، وتدعمها روسيا ، التي أعلنت صراحة معارضتها لقيام حكم سني في سورية .. ومر هذا التصريح الذي يظهر ما لا يخفى تحته ، من تأييد حرب الإبادة ، دون تعقيب أو استنكار ذي بال من الدول (السنية ) . وما حدث حتى الآن من مجازر وفظائع ، ما هو إلا مقدمات لما يمكن أن يحدث مما لا يعلم أحد كم سيبلغ مداه وحجمه وفظاعته ، في ظل الصمت والتواطؤ والتآمر واللامبالاة .. وعندما يقع – لا قدر الله - ما نحذر من وقوعه ، ماذا ستنفع الإدانة والشجب والاستنكار ..والإغاثة ؟!
إننا نحذر .. وننذر .. ونبلغ .. وهذا بلاغ للمعارضة السورية .. و للناس !
أندريه استبيانوف محلل سياسي روسي على قناة الجزيرة :
المناقشات والمباحثات الدولية بالشأن السوري .. مضيعة للوقت ، ولا أتوقع أن تسفر عن أية نتائج .
أتوقع المزيد من المجازر والمذابح في سورية .