الحظيرة تعظ وتهدد!
أ.د. حلمي محمد القاعود
[email protected]
جاء فوز الرئيس محمد مرسي مرشح الثورة ، مزعجا لأهل الحظيرة
الثقافية التي أنشاها النظام الفاسد البائد ، لتساند إجرامه وحربه ضد الإسلام
والمسلمين ، وتسوغ جرائمه الوحشية ، ضد من يرفضون سياسته الإجرامية والقمعية .قال
أحدهم : خائف من حكم الإخوان.. فمن تعرض إلى القمع لسنوات سيعيد إنتاجه ،وقال : إن
الإخوان المسلمين يجب أن يتحلوا بقدر من السماحة ويتقبلوا الاختلاف، ويجب أن يكون
الرئيس مدنيًا يحمي حرية الفكر والإبداع! بالطبع من صبر على حكم الاستبداد
وانتهاكه للكرامة والإنسانية ، ولم يرد بعنف ، أو انتقام طوال ستين عاما سيكون
متسامحا ، لأنه يعرف شيئا اسمه العفو عند المقدرة ، ثم إنه صبر على الإقصاء
ومحاولات الاستئصال من جانب النظام الفاسد وأتباعه مثل أهل الحظيرة وأشباههم .
وبالتأكيد فالإسلاميون لن يعيدوا إنتاج القمع لأنهم تربوا تربية إسلامية وليس تربية
انتهازية أو مادية !وشتان بين التربيتين والمنهجين . آخر من عناصر الحظيرة ، وكان يقوم
بدور الشماشرجي في المجال الثقافي قال : أدعو لمقاومة "تديين" الدولة المصرية
المدنية وأفكر في الهجرة ، ثم وجه الشماشرجي إهاناته إلى الرئيس المنتخب من خلال
تعليقه على خطاب الرئيس قائلا : لست متفائلا، فذلك الخطاب المرتبك يدل على أن صاحبه
لا يدرك أنه يرأس دولة عريقة في مدنيتها، ودعا من هذا المنطلق إلى مقاومة "تديين"
الدولة المصرية وتحويلها إلى إمارة إسلامية وجرنا قرونا إلى الوراء. وواضح من كلام الشماشرجي الذي كان يقف
" انتباه " أمام عسكري من أمن الدولة وتصطك ركبه في بعضها ، أنه جاهل حتى النخاع ،
وأن دبلوم محو الأمية الذي يحمله ، لا يمكنه من معرفة الفارق بين الدولة المدنية
والدولة الدينية والدولة العسكرية ، وأنه ينسى أن مصر كلها مسلمة بالعقيدة والحضارة
، وأن تديين الدولة تم منذ ألف وأربعمائة عام ! مصر العربية المسلمة أكبر من ترهاته ،
وترهات أمثاله الذين عاشوا في ظل ظروف استثنائية ، ونالوا ما لا يستحقون نتيجة
لخدمة الاستبداد وخدمة البيادة ، ويبدو أن أمثاله يراهنون على ذاكرة الشعب ونسيانه
لنفاقهم الرخيص وولائهم للطغاة ! ثم إني اسأله تهدد من بالهجرة يا
محترم ؟ هل نحن المصريين في حاجة إلى كتاباتك الرديئة السطحية ، أو إلى نموذجك الذي
لا يشرف مصر وأهلها ؟ هل تريد المزيد ؟! أيها المخلوق الحظائري اكتب في مصر،
أو في بيروت أو لندن أو باريس فأمرك لا يعنينا ، ولن يؤثر فينا ، لأنك تنتمي إلى
النظام المجرم الفاسد الذي كنت عونا له وبوقا من أبواقه ولم تزل ! حظائري ثالث شيوعي الهوى من أنصار
النظام المستبد الفاشي يخبرنا أننا نخوض الآن حربا ضد كل قوى الظلام التي تخاف
العقل المفكر والإنسان المبدع، وتريد أن تحصر الإنسان في قالب تدين شكلي، وأن يحصر
الإعلام في نطاق ضيق ويصدر للناس أنماطًا من المفكرين ترى أن أعمال نجيب محفوظ
مثلا، هي مجرد أعمال منحطة. الحظائري الشيوعي الحكومي يتكلم
باسمنا ! من الذي وكله ليتحدث باسم الشعب المصري المسلم ؟ومن الذي قال له إن الشعب
المصري المسلم سيخوض حربا ضد الإسلام الذي يسميه الشيوعي الحكومي " قوى الظلام التي
تخاف العقل والفكر والانسان المبدع "؟! وإني أسألك أيها الشيوعي الحكومي : من أنت ؟
ثم أسألك هل تملك العقل والفكر حقا لتناقش معبودك كارل ماركس ونظريته الدموية ؟ هل
تقدر على مناقشة الرفاق في أصول النظرية ؟ الإجابة بالنفي . ثم إني أعلم أن الحظيرة
أغلقت عقولكم وقلوبكم نظير الفتات الذي تلقيه إليكم لتسد أفواهكم وتشجعكم على إهانة
الإسلام والتشهير بأهله لأن تلك وظيفة ماركسية مناسبة بعد أن سقطت النظرية تماما في
بلاد المنشأ . والغريب أن الحظائريين يقعون في تناقض فاحش حين يدّعون أنهم يدافعون
عن حرية الفكر والإبداع ، وفي الوقت نفسه لا يحتملون رأيا سلبيا في نجيب محفوظ أو
كارل ماركس أو اليهودي الخائن معلم الشيوعيين المصريين هنري كورييل ؟ مالكم كيف تحكمون ؟ إن الحظائريين يرددون نغمة واحدة
تقريبا ، تتلخص في العداء الوحشي الغبي للإسلام والمسلمين ، ويظنون بذلك أنهم
قادرون على زعزعة إيمان المصريين بدينهم وعقيدتهم ، ولكنهم واهمون ومفلسون . تأمل
ما يقوله ماسوني حظائري : إن صعود الإسلاميين للسلطة، يدعونا إلى مواصلة مشوارنا فى
الدفاع عن حرية الإبداع، وإن نضال المثقفين من أجل حرية الإبداع يجب أن يظل شعلة
متقدة، وألا ينسى المبدعون أن الإسلاميين هم من أطلقوا الرصاص على رموز والفكر
والإبداع، مثلما اغتالوا المفكر الحر الشهيد الدكتور فرج فوده، كما أطلقوا الرصاص
أيضًا على السياسيين! الماسوني الحظائري يتهم الإسلاميين
بإطلاق الرصاص ، ويتجاهل أن الجريمة تخص من ارتكبها وحده، إلا في الأنظمة الإرهابية
المستبدة التي يخدمها هو وأمثاله ، وأن من يسميهم رموز الفكر والإبداع ما هم إلا
متسلقون وجهلة وهواة شهرة على حساب كل قيمة خلقية وثقافية وحضارية .. والسؤال هو : متى يكف الحظائريون عن
السعار المحموم في مهاجمة الإسلام والمسلمين ؟ هل هو الخوف على المال الحرام
والمنافع الحرام التي يسطون عليها دون وجه حق ؟ أم هو الإحساس بأن الزمن القادم هو
زمن المشاركة وليس زمن الإقصاء؟