كشف طبي للعملية السياسية

كاظم فنجان الحمامي

كشف طبي للعملية السياسية

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

حتى العيادات الخارجية والمستوصفات الصحية الموجودة في قلب الحدث باتت عاجزة عن التكهن بمآلات الوضع السريري للعملية السياسية الراقدة في مستشفيات الأمراض العرقية والحزبية والإقليمية, وظهر جليا إنها لم تكن محصنة من العين والحسد, ولم تكن ملقحة بجرعات التطعيم ضد الوباء الطائفي المستشري في بدنها المتهالك داخل ردهة العناية الفائقة, وهذا ما أكد عليه الكشف الطبي المرفق مع أوراقها التحليلية, وفيما يلي ابرز نتائج الفحوصات المختبرية:-

·   صعوبة تشخيص التغيرات المستقبلية الطارئة على حالتها, وتعذر التنبؤ بالقراءات المرتقبة في ضوء الظروف القلقة التي حددتها شاشات الأشعة السينية. .

·   التراشق الكلامي خارج ردهات البرلمان, وتقاطع التصريحات عن إقالة الرئيس, والتحالفات المعلنة والمبطنة بخصوص توحيد المواقف لتنحيته واستبعاده. .

·   إصرار أصحاب الشأن على مواصلة الحوار مع بعضهم البعض, وإطلاق التهديدات داخل خيمة العملية السياسية الممزقة, من دون التفكير بإدخالها إلى أروقة البرلمان الدستوري لاكتساب الشفاء العاجل على يد حكماء القبائل المتناحرة. .

·   تعرض كهنة العملية السياسية إلى الإصابة بقصر النظر, وفقدانهم القدرة على الرؤية البعيدة, وبخاصة في الأمور المتعلقة بتحديد شكل الحكومة, التي ستحتضن العملية برمتها بعد إقصاء رئيس الوزراء من منصبه, إذ لم يظهر علينا حتى الآن حكيم واحد يستطيع وصف صورة الحكومة البديلة وشكلها النهائي بعد اكتمال إجراءات الجراحة الترقيعية العاجلة.

فهل ستكون الحكومة بملامح هلامية (توافقية) ؟, أم بملامح جينية (مشتركة) ؟, أم بملامح سريالية مرسومة بفرشاة (الأغلبية) ؟, فإذا كانت (توافقية) الملامح والخصال, فهل يمكن تركيب صورتها الكارتونية من دون مشاركة دولة القانون ؟, وكيف ستكون ملامحها الهجينة المشتركة إذا رفضت دولة القانون (المشاركة) في تحسين صورتها ؟, اما الاحتمال الثالث فيعني الإذعان لرغبات (الأغلبية), وبالتالي سيكون لدولة القانون حرية التصرف باستعمال الفرشاة واختيار الألوان والجدران, التي ستطبع فوقها الصورة المرتقبة بالزي الجديد, وهذا يعني عودة الإخوة الأعداء إلى الحجامة بكؤوس النار, والتداوي بالعقاقير البدائية, التي رفضها عرب الشيخ متعب, بعد أن تسببت باستفحال الأمراض, وأدت إلى انتكاس الوضع الصحي للمريضة, ويعني أيضا إن الأبواب ستكون مفتوحة على مصاريعها لدولة القانون لترشيح مرشحها نفسه, عندئذ سيكون نوري المالكي هو الرئيس المرتقب لحكومة (الأغلبية), وستكون المسارات متاحة أمامه للعودة إلى تبوأ مركز رئيس الوزراء لحكومة (المشاركة) بالملامح التي حددتها (الأغلبية), لذا فان الاحتمال الكارثي المتوقع يعكس البعد المأساوي للأزمة المستعصية, وينذر بخضوع المريضة لجلسات الشعوذة بالسحر الأسود, واللجوء لتعاويذ الرقية السياسية بمشورة العفاريت القابعة في دهاليز دول الجوار, ونخشى أن يكون (بتر الأطراف), وفصلها عن جسد العراق هو الخيار الغامض, الذي تخفيه القوى الراغبة بإجراء العملية القيصرية الخاطفة لانتزاع الجنين غير الشرعي من أحشاء المريضة, والهروب به إلى قمم الجبال قبل الموعد المقرر لانطلاق تسونامي الطوفان, . .

والله يستر من الجايات