حسن نصر اللات من مقاوم إلى نباح
حسن نصر اللات من مقاوم إلى نباح
محمد فاروق الإمام
اللهم لا شماتة في هذا الإنسان الذي ينطبق عليه قول الله تعالى (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا) والرسول عليه الصلاة والسلام كان دائماً يدعو (وأعوذ بك أن أُرد إلى أرذل العمر).. هذا المقاوم بالأمس يأبى إلا أن يختم حياته بأن يكون نباحاً دون سفاح دمشق: قاتل أبنائها ومدمر مدنها ومهجر بنيها وهاتك أعراض حرائرها، دون أن يتوقف للحظة واحدة يعبر فيها عن الوفاء لهذا الشعب العظيم الذي استقبل في بيوته عشرات الآلاف من الفارين من الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان من جحيم آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة، دون التوقف عند خلفيتهم الدينية أو الطائفية أو المذهبية، وتقاسم معهم من منطلق إنساني كسرة الخبز وشربة الماء وجرعة الدواء، ولم تهز هذا النباح النخوة لمرة واحدة تجاه حرائر سورية وأطفالها ونسائها وشيوخها الذين يقتّلوا ويغيّبوا ويسجنوا ويهجّروا على مدار الساعة لنحو أربعة عشر شهراً، ويقول لهذا السفاح الذي يوغل بدماء السورين (كفى قتلاً)!!
ففي يوم الجمعة الحادي عشر من أيار أطل هذا النباح من مخبئه عبر شاشة عملاقة، يتحدث إلى مجموعة من الشبيحة من أعوانه في احتفال أطلق عليه اسم "الوعد الأجمل" لمناسبة إنجاز مشروع "وعد" لإعادة اعمار الضاحية الجنوبية مفتخراً بالمال الأجنبي الذي جاءه من إيران، موضحاً أن إيران قدمت دعماً مالياً كبيراً وأنه يشكر إيران شعباً ورئيساً لأنه لولا المال الايراني – كما يدعي - لما أنجزنا الاعمار في هذه السرعة.
دون أن يأتي على ذكر المال السعودي والمال القطري الذي أُغدق عليه بلا حساب لإعادة بناء الضاحية الجنوبية، وكل ما خربته آلة الحرب العدوانية الإسرائيلية في لبنان، وقد شاهد العالم كله استقبال هذا النبيح الناكر للجميل الشيخ حمد آل ثاني أمير قطر وهو يسلمه مفتاح الضاحية الجنوبية، وقد ملأت صوره وأعلام دولته كل شوارع وميادين وأبنية الضاحية الجنوبية، تعبر فيها عن شكرها لقطر أميراً وحكومة وشعباً لما قدموه لسكان الضاحية الجنوبية من مساعدات بغض النظر عن أي بعد ديني أو طائفي أو مذهبي.
ثم عرج في حديثه إلى ما يجري في البحرين، ورأى أن الحراك الشعبي المتواصل في البحرين هو حراك يعبر عن الصمود والقدرة على التحمل، مشيرا إلى أن الله سوف يجعل لهؤلاء الصابرين في البحرين فرجاً ومخرجاً.
أما عن سورية فيتنبأ لها بالخراب، ويبشر شعبها بالقتل ومزيداً من العذابات والآلام لأنه لا يشبه المحتجين في البحرين لا في الجنس ولا اللون ولا المعتقد، فيقول هذا النباح: إن الأيدي التي عبثت في العراق ودمرت وقتلت وفجرت المساجد والكنائس ومراكز الدولة دون أي حس إنساني، هي نفسها التي تريد تدمير سورية. محذراً الشعب السوري بقوله: أمامكم خيارين إما الإصلاح السياسي والمشاركة وإما تدمير سورية على طريقة ما شهدناه في اليومين الماضيين (يقصد عمليات التفجير في دمشق وحلب).
ولعل هذا النّباح لم يكذب لأول مرة عندما أكد في كلمته أن الأيدي التي عبثت في العراق ودمرت وقتلت وفجرت الكنائس والمساجد ومراكز الدولة هي نفسها التي تريد تدمير سورية، وهذا ما يتفق عليه الجميع في سورية ثوار ومعارضة، ولو أن هذا النّباح لديه قليلاً من الإنصاف لأشار إلى اتهام نوري المالكي للنظام السوري عام 2008 بأنه وراء هذه التفجيرات التي تقع في العراق، وطالب في حينها من الأمم المتحدة ومجلس الأمن اتخاذ الإجراءات التي تردع النظام السوري وتوقفه عند حده، وأقول لهذا النّباح الذي لا يملك بعض الإنصاف ولا قليلاً من الشجاعة ليقول كلمة حق واحدة في هذا الاتجاه: إن الذي فجر في دمشق وحلب وكل التفجيرات السابقة هو النظام السوري الذي خبر افتعال مثل هذه التفجيرات، والمثال التفجيرات التي أتت على حياة نخبة من وطنيي لبنان وسياسيه وإعلامييه، والتفجيرات التي استهدفت المشاهد والمساجد والكنائس والعتبات المقدسة وأضرحة الأئمة في بغداد والنجف وسامراء، فمن غير النظام السوري الذي يمتلك ترسانة هائلة من المتفجرات ولديه الخبرات المميزة في تجهيز السيارات المفخخة، والتنظيمات المتطرفة والإرهابية التي ربى عناصرها على عينه، والمثال: فتح الإسلام وجند الشام والأنصار وغيرها، ومن غير علي مملوك رئيس المخابرات السورية كشف مثل هذه الإمكانيات عندما قال لأحد مسؤولي البنتاغون الأمريكي الذين التقاهم في دمشق: نحن اخترقنا تنظيم القاعدة ونعرف عنه ما لا تعرفونه ونحن على استعداد للتعاون في هذا الشأن مقابل التوقف عن الضغط عن النظام!!
أما عن تحذير هذا النّباح للشعب السوري ووضعه أمام خيارين إما الرضوخ لبشار والبقاء في مزرعة عبوديته والقبول بإصلاحاته ونسيان جرائمه، أو التفجيرات والعمليات الانتحارية والقتل والخراب والدمار وسفك الدماء.
أقول لهذا النّباح على لسان كل السوريين بكل أعراقهم وأديانهم وطوائفهم ومذاهبهم ومعتقداتهم لأننا شعب سوري واحد: إننا لن نركع إلا لله.. إننا لن نتراجع عن ثورتنا مهما غلت التضحيات وعظمت الخسائر، فالحرية التي انتزعناها ونتغنى بها في شوارعنا وساحاتنا من مخالب هذا الذئب الكاسر هي أغلى عند السوريين من كل ما هو دونها، وأقول لك ما قاله الشبيح شريف شحاده على شاشة قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس: النظام السوري باق ولن يسقط حتى ولو أشرقت الشمس من الغرب وغربت من الشرق، فإنا على ذلك حتى يحكم الله بيننا وبين هذا القاتل الذي تنبح دونه!!