إلى الأمام يا ثـّـوار الشام

إلى الأمام يا ثـّـوار الشام

السلام عليكم,

كتب إلينا أحد المتابعين تعليقا على ما جاء في إحدى حواراتنا مع أحد الأحرار الشرفاء من بني العلمان, حيث كنا كتبنا له ناصحين:

 تقول المهم ان ننتصر بأي شكل من الاشكال, و أنــــّى يتهيأ لنا الانتصار يا حبّاب و نحن أضعف من عدونا بمئات المرات ؟

ما عندنا ما عنده من الآليات أو الذخيرة أو العتاد, و قد خذلنا الناس شرقا و غربا حتى اخواننا من الأعراب و ما بقي لنا الا باب الله, فكيف تنتصر العين على المخرز ان لم يكن بينها و بينه مَلَكٌ من عند الله مقرب؟

فابتدرنا الأخ المتابع نحسبه ناصحا و الله حسيبه ان كان للنظام مداهنا,

بخطبة كخطب الجمعة من أحد مساجد دمشق الحكومية

الحمد لله رب العالمين, الحمد لله الذي علّـمنا أن لا نلقي بأيدينا إلى التهلكة...

إخواني الثوار, نحن بحاجة إلى الوعي و التبصّر, تذكروا معي و من السيرة النبوية كيف تراجع سيدنا خالد بن الوليد وانسحب انسحابا تكتيكيا تاركا ساحة القتال بالليل

العناد والمكابرة لاتفيد في بعض الأحيان

و حان الآن وقت الإنسحاب من الساحات وميادين القتال ولنلجأ إلى العقل والمنطق و الحساب

هل بقي لكم من الداعمين من أحد ؟؟؟؟؟

نحن نؤمن بالله ولكنه طلب منا تقديم الأسباب حتى نحصد النتائج

واليوم يجب علينا أن نهدأ حتى تمر العاصفة ومن ثم نعاود العمل بالطرق الدبلوماسة خاصة بعد أن ثبت فشلنا بالطرق الحربية

والله من وراء القصد

نشكر فضيلة الشيخ على لهجته الغير موهنة لعزائمنا ثوار الشام

وليس هذا بأمر جديد حادث, بل كان و مازال ديدنكم الدائم

التغاضي عن الجرح النازف و التماس الادلة و الاعذار لمهادنة الوحش الكاسر

اتبعتموه من أول يوم من ايام الثورة, فما نفعكم بل زادها اضطراما و قوة

و إنه لمن العجب أن ترى الصغار من الثوار يعملون على الأرض بما أمر الله به في هذه المحنة

وأنتم العلماء تصمتون او تهاجمون او تلتمسون للكافر الظالم العذر بالرغم من كثرة القتلى

تركتمونا هكذا كالطفل اليتيم لا معين منكم ولا نصير

صَمَتَ جُلُّـكم أو هرب, و بعضكم كفر صراحا أو اقترب

خذلتمونا يا علماء الشام, و لا نقول الا سامحكم الله

 

بالعودة إلى خطبتك, هل افهم من كلامك انك بذلت جُهدك كما فعل خالد, ام انك من البداية قعدت و ضمنت النتائج؟

خالدٌ يا شيخنا استلم الجيش بعد ثلاثة من القادة العظام خاضوا الاهوال و بذلوا التضحيات, ما عاب عليهم رسول الله الاندفاع بل هو من ارسلهم اصلا للقتال, ثم ارتأى خالدٌ امراً لما رأى الذي صار, فسار عليه و تبعَ الناسُ أمرَه كإمام,

وبالنسبة للآية, (و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) فياليتك ذكرت ما قبلها من الايات ولم تقتطعها من مكانها في الكتاب

خاصة انها كلها اوامر بالقتال لدحر الكافرين المقاتلين المعتدين الغزاة

قال الفتنة اشد من القتل, فأمر الله تعالى بالقتال حتى لا تكون فتنة و يكون الدين لله, فبان الامر

فاجتزأت منها اية جاءت اصلا من ضمن ايات الترغيب على الانفاق و الترهيب من ترك الغزو و الجهاد, فاستخدمتها لتدلل بها على واجب القعود عن النصرة و القتال!

*وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين * و اقتلوهم حيث ثقفتموهم و اخرجوهم من حيث اخرجوكم و الفتنة اشد من القتل و لا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فان قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين * فان انتهوا فان الله غفور رحيم * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين * الشهر الحرام بالشهر الحرام و الحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم و اتقوا الله و اعلموا ان الله مع المتقين * و انفقوا في سبيل الله و لا  تلقوا بايديكم الى التهلكة و احسنوا ان الله يحب المحسنين*

ارجوا يا شيخ الا تكون ممن قال الله عنهم "و انّ منكم لمن ليبطئنّ فان اصابتكم مصيبة قال قد انعم الله علي اذ لم اكن معهم شهيدا"

او من "الذين قالوا لاخوانهم و قعدوا لو كانوا معنا ما ماتوا و ما قتلوا" او من الذين "و قالوا لا تَـنفروا في الحرّ"

انا لا اتهمك ياسيدي, بل انبهك لعلك تتذكر ...

روى الترمذي وغيره وصححه عن ابن عمران التجيبي قالكنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيماً من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر... فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة؟ فقام أبو أيوب فقال: يا أيها الناس إنكم لتتأولون هذه الآية هذا التأويل! وإنما أنزلت هذ الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها... فأنزل الله تعالى على نبيه يرد علينا ما قلنا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ... الآية. وكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركَـنَا الغزو. فما زال أيوب شاخصاً في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم

وروى الإمام أحمد في "مسنده" عن البراء بن عازب وقد سئل عن: الرجل يحمل على المشركين أهو ممن ألقى بيده إلى التهلكة ؟ قال: لا؛ لأن الله عز وجل بعث رسوله صلى الله عليه وسلم: فقال "فقاتل في سبيل الله لا تُكَلَّفُ إلا نفسك" إنما ذاك في النفقة 

خليك اخي متخبي تحت تختك وساند خاصرة مرتك

و اهدأ و انتظر حتى يتحول الوحش الى ارنب

واذا دخلوا عليك البيت فاقنعهم بانك انسحبت من الساحات لتلجأ الى منطق العقل و الحوار

-وانا على يقين انك لا تعرف الساحات ولم تجرب يوما المظاهرات لانك لو جربتها ما قلت هذا الكلام-

فان ذبحوا امامك اهلك, فقل انا لله وانا اليه راجعون

و ان اغتصبوا زوجتك او ابنتك فقل الحمد لله الذي نجاني من القوم الظالمين

و عد الى خُطَبك و تنظيرك و دع الثوار على الارض يدبرون الامر

 اما بالنسبة لقولك هل بقي لكم من الداعمين من احد, فأقول لك معنا الاحد, و فهمكم كفاية, بل واحد فرد صمد منزه عن الولد, لم ينصرنا يوما بالعدد و لم نهزم قط لقلة الدعم و المدد, امنا بقوله في محكم التنزيل "قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله و الله مع الصابرين" و اعتقدنا بيقين بقوله "و الله غالب على امره و لكن اكثر الناس لا يعلمون"   

و الحمد لله رب العالمين