إلى علماء الأمة: ألا ترون ما يحدث في سوريا
إلى علماء الأمة:
ألا ترون ما يحدث في سوريا!!
أحمد النعيمي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً، الذي أدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، أما بعد:
مقدمة:
الأخوة السادة العلماء الأفاضل لا يخفى عليكم ما يمر به الشعب السوري من بلوى وفتنة، بُلي بها طيلة عقود من الزمن، وهذه الفتنة هي وصول طائفة من أشد أعداء الله تعالى عليه إلى سدة الحكم في سوريا، وهي الطائفة النصيرية، التي حكمت سوريا بقيادة حافظ الأسد الذي باع الجولان وسلمها للصهاينة قبل أن يصبح رئيساً لها، ويتحول لحارس حدود أمين لدولة الاحتلال؛ فعملت على محاربة الإسلام ونشر الفساد في المجتمع السوري المسلم المحافظ، وقتلت في ثمانينيات القرن الماضي أكثر من ستين ألفاً، وشردت مئات الآلاف خارج سوريا، وغيبت في المعتقلات كذلك عشرات الآلاف.
ثم عمدت بعد أن توطد لها الأمر في سوريا إلى منع كل شيء يمت إلى الإسلام بصلة، فمنعت الصلاة والصيام في دوائر الدولة وفي معسكرات الجيش، سواء الإجبارية أو الاختيارية، ومن يقدم على الصلاة أو الصيام يتعرض لعقوبات قاسية، وأشاعت شرب الخمور ومهدت الطريق لأهل الفجور ليفسدوا أهل الشام المباركة، وقد حدثني ضابط يمني أكمل دراسته العسكرية في الشام، بأن الضباط السوريين كانوا ينطقون الكفر ككلمة السلام عليكم، وعلى طاولاتهم لا ترى إلا زجاجات الخمر، وكان آخر مفاسدهم أن عملوا على نشر الفتن بين الناس بعد أن حاولوا إفسادهم في مسلسلاتهم السورية الهابطة، وتشجيع اختلاط الشباب بالبنات، وإظهار البنات بلباس فاضح؛ إلى دبلجة مسلسلات تركية خليعة، تشجع البنات على ممارسة الفاحشة قبل الزواج، وتشجع المتزوجات على اتخاذ أخلاء لهن بعيداً عن أعين الزوج، وتزويج الحامل المطلقة قبل انتهاء عدتها، ونسب الولد إلى غير أبيه، وهي فتنة بليت بها بيوت المسلمين قل أن خلا بيت من بيوتهم من حضور هذه المسلسلات الهابطة، إضافة إلى قص لسان كل من يتحدث باسم الإسلام وتغيبه في غياهب السجون، وقد شهد عام 2007 وما بعدها قيام الأسد الابن باعتقال عشرات الشباب السوري المسلم.
حتى وصل الأمر بالطاغية إلى الفخر بأنهم وخلال أربعين يعملون على نشر العلمانية بين الشعب السوري، وقد قاموا مؤخراً بفصل أكثر من ألف ومائتي معلمة منقبة من التدريس، لأنهم رأوا في وجودهن في المدارس خطراً على علمانيتهم التي ينشرونها في الجيل السوري، ولكن – ولله الحمد– ورغم محاولة هذا النظام الخائن لله ورسوله إفساد الشباب المسلم السوري، إلا أن محاولتهم تلك قد ذهبت أدراج الرياح.
وكانت بداية هلاكهم – بإذن الله– انتفاضة فجرها أطفال صغار من مدينة درعا الإباء، تأثروا بما يجري في البلاد العربية من الزلازل التي أدت إلى إسقاط طاغيتين من طغاة العرب؛ داعين الأسد إلى الرحيل، أو السقوط، فما كان من الطاغية إلا أن أخذ الأطفال وقتل عدد منهم في السابع والعشرين من شهر شباط 2011م أي في نفس هذا اليوم قبل عام، واقتلع أظافر البعض الآخر منهم، مما أدى إلى انتفاض أهاليهم مطالبين بإخراج أولادهم من السجن، ولكن النظام سخر منهم وقال لهم هاتوا نسائكم إلى هنا، فتحمل النساء وتلد غير هؤلاء، ولا تسألوا عمن قتل منهم، وسلموا لهم البقية مقلعة أظافرهم، ومشوهة أجسادهم.
وبسبب هذه الفرعنة والتكبر والغطرسة انتفضت مدينة درعا، ورد عليهم النظام بحملة عسكرية قتل فيها العديد من أهلها، ودفن العديد منهم في مقابر جماعية، اكتشفت منها مقبرتين، وتم وضع العديد منهم داخل ثلاجات لحفظ الفواكه، ليموتوا جوعاً وبرداً، مما أدى إلى اشتعال المدن السورية، واحدة تلو أخرى، نصرة لإخوتهم في درعا، مطالبين الأسد بمعاقبة المجرم ابن خالته "عاطف نجيب" المسئول عن هذه المجازر التي ارتكبت في درعا، ولكن الأسد تجاهل مطالبهم ونقل ابن خالته إلى محافظة أخرى، واكتفى بأن رد على هذه المدن المنتفضة بالقتل والذبح واغتصاب نسائهم، وتدمير مساجدهم وتدنيسها، وقصف المآذن، وحرق المصاحف وتمزيقها، دون أن يتحرك إزاء هذه الأفعال الإجرامية أيا من علماء الأمة، إلا بعضاً من دعوات خجولة وجهها بعض من العلماء الأفاضل بهذا الصدد، ولكنها لم تحاول أن تمس جوهر ما يجري، من زندقة وقتل وانتهاك للحرمات وتدنيس للمساجد وحرق للمصاحف.
وفد بلغ عدد القتلى من الشعب السوري المسلم منذ بدء انتفاضته على طاغية الشام، ما يقارب تسعة آلاف شهيد – بإذن الله – إضافة إلى عشرين ألف مفقود، ومائة وعشرون ألف معتقل، يسامون سوء العذاب داخل السجون، ويحرقون بالنار والنفط وهم أحياء، وتسلخ جلودهم، وتقتلع عيونهم، ويمثل بأجسادهم، قبل أن يسلموا جثثا مشوهة إلى ذويهم، ويجبر أهلهم على دفنهم بالخفاء، وتغتصب النساء داخل السجون وخارجها، وتدهس الناس بالسيارات والدبابات، بالإضافة إلى محاصرة المدن والقرى والبلدات وقتل الأطفال والشباب والرجال والكهول، وقصفها بكل أنواع الأسلحة الفتاكة، كما حدث في قرية "كفرعويد" وقرية "بلين" و"بديتا" و"بلشون" و"الاتارب" و"حلفايا" وقتل أغلب رجالها وهدمت البيوت فوق ساكنيها، وكما هو حال مدينة "بابا عمرو" التي حوصرت أكثر من شهر وقصفت ودكت بأبشع أنواع الأسلحة، ومُنع المواطن من الحصول على المواد الضرورية للحياة من خبز وماء ووقود، والقيام بتخريب خزانات المياه لمحاولة قتل الناس جوعاً وعطشاً وبرداً، وسرقة الأموال الخاصة، وإتلاف محتويات المنازل ونهبها، وقطع الأشجار وحرق المزروعات وحتى الحيوانات لم تسلم من شرهم.
ونتيجة لهذا القتل البشع والأوامر المباشرة التي تعطى للجنود بإطلاق النار على الناس، أدت إلى انشقاقات في الجيش السوري، ازدادت يوما بعد يوم، من قبل الشرفاء الذين رفضوا إطلاق النار على إخوتهم، وتشكيل ما يسمى بـ " الجيش الحر" والذي أخذ على عاتقه حماية الشعب السوري المنتفض، حتى وصل عددهم اليوم إلى ما يقارب الأربعين ألفاً، فازداد حقد النظام على الشعب السوري، وازدادت المعركة ضراوة بين الشعب السوري الذي رفض العالم تسليحه، بينما إيران وروسيا والصين تواصل دعمها بالمال والسلاح والرجال للأسد، وسط مرأى العالم كله دون أن يحرك ساكناً إزاء ما يجري من جرائم بحق مسلمي سوريا، وخصوصا بعد تصريح "عاموس جلعاد" رئيس الأمن القومي الصهيوني بأنه إذا سقط الأسد سقطت دولة الاحتلال الصهيوني، وتصريح وزير الدفاع الصهيوني "يهود باراك" يوم الأربعاء التاسع والعشرين من شهر شباط الماضي؛ بأن تخفف أمريكا من ضغطها على الأسد لكي لا يسقط سريعاً، لأنهم لم يجدوا بديلاً، والطلب من "اوباما" عدم تسليح الجيش الحر.
وقد سلط مقالي؛ الضوء عما يجري في سوريا من محاربة للإسلام وشعائره وقتل لأهله.
الشام أيضاً.. مصاحفها تحرق ومساجدها تدنس
منذ أيام تم الكشف عن نسخ محروقة من المصاحف في أفغانستان قامت قوات الاحتلال الأمريكية بحرقها في قاعدة "باجرام" الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي، عثر عليها عمال أفغان بينما كانوا يجمعون القمامة، أدت إلى قيام ثورة عارمة في المدن الأفغانية جميعها، ومقتل العشرات الذين حاولوا دخول المقرات الغربية، وأسفرت عن مقتل مستشارين أمريكيين، ولا زالت الانتفاضة الأفغانية مستمرة لليوم السادس على التوالي بالرغم من اعتذار الجنرال "جون آلان" قائد القوات المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان، وقيام الرئيس اوباما بإرسال اعتذار للعالم الإسلامي في خطاب أرسله إلى نظيره "حامد كرزاي" مؤكداً بأن الحرق كان غير متعمد، إضافة إلى خطاب "كرزاي" الذي خاطب به الشعب الأفغاني معتذراً عما حدث، ومعتبراً أن مسألة حرق المصاحف خطاً احمراً، يجب معاقبة مرتكبيه، وتأكيده إعادة فتح باب الحوار مع طالبان.
وتوالت ردود الأفعال من العالم الإسلامي ساخطة ومنددة بمرتكبي جريمة إحراق المصحف، بدءاً من أفغانستان حيث طالبت حلف الناتو بإجراء محاكمة علنية للمسئولين عن حرق المصاحف، ودعت حركة طالبان الأفغانية عبر بيان لها الخميس الماضي إلى استهداف القواعد العسكرية للقوات الغازية وقوافلها، وأضاف البيان: " يجب أن يقتلوهم (الغربيين) ويضربوهم ويأسروهم لتلقينهم درساً حتى لا يجرؤوا على تدنيس القران الكريم مرة أخرى، وفي باكستان نظم نحو أربعمائة من الإسلاميين احتجاجاً رددوا فيه "إذا حرقتم المصحف سنحرقكم".
وفي إيران قال الرافضي "احمد خاتمي" بأن الولايات المتحدة أحرقت المصاحف عمداً، وأضاف في خطاب بث مباشرة على الإذاعة الرسمية:" هذه الاعتذارات زائفة، وعلى العالم أن يعلم أن أمريكا تعادي الإسلام"، وفي رد رسمي إيراني على حرق المصحف دعا الجنرال "محمد رضا" قائد قوات الباسيج الإيرانية إلى رفض الاعتذار الأمريكي، مشدداً على أنه لا يوجد ما يضمد جراح المسلمين سوى حرق البيت الأبيض نفسه، وذلك في تصريح له لوكالة أنباء "فارس" مضيفاً: " إن الاعتذار الوحيد هو شنق قادة الجيش الأمريكي، وأن تنفيذ حكم الإعدام فيهم هو الاعتذار".
وفي العراق رفضت هيئة علماء المسلمين الاعتذار الذي أبدآه "اوباما" في بيان جاء فيه: " إن أقدام الأمريكيين على إحراق نسخ من المصحف الشريف في أفغانستان لم يكن مفاجئاً، فقد ارتكبوا نظير هذا الفعل المشين في العراق، حيث حرقوا المصاحف أكثر من مرة، وتعمدوا الإساءة إليها، كما جعلوها هدفاً يتبارى نحوه جنودهم بالرصاص" وختمت الهيئة بيانها بتثمين مواقف المسلمين والمثقفين وغيرهم.
وفي لبنان استنكر مفتي الجمهورية الشيخ "رشيد قباني" حادثة حرق المصاحف في أفغانستان، واصفاً إياها بـ:" الجريمة الشنعاء والعدوان على الإسلام والمسلمين ومقدساتهم، مما يساهم في خلق جو من الكراهية والحقد بين شعوب العالم" داعياً إلى:" محاسبة ومعاقبة علنية لمن قام بحرق المصاحف واتخاذ إجراءات كفيلة بعدم تكرار هذه الحادثة المؤسفة"، وأدان "حزب الله" اللبناني الرافضي هذه الجريمة، واصفاً إياها "بالعمل الشائن" في بيان جاء فيه دعوة أبناء الأمة إلى:" رفع الصوت والتنديد بهذه الممارسات الاستفزازية، تعبيراً عن الاستنكار والإدانة لكل محاولة للمساس بالمقدسات الدينية إسلامية كانت أم مسيحية"، وفي مصر استنكرت الكنائس المصرية قيام بعض الجنود الأمريكان بحرق المصحف الشريف في أفغانستان، ووصفت هذا الفعل بالهمجي والذي يتنافى مع كل القيم الأخلاقية والدينية، واستفزازاً لمشاعر الأشقاء المسلمين.
وهذا أمر واجب على كل مسلم بأن يكون موقفه قوياً وحازماً في مجابهة من يعتدي على المقدسات، وينتهك الحرمات، لا أن تكون الأمور مسيسة، فنقيم الدنيا ولا نقعدها على إحراق مصحف أو العبث بمسجد، إذا كان الفاعل أمريكياً، ونسكت عن نفس الفعل إذا كان فاعله عربياً أو غيره، وهو أمر لا يقبل به دين ولا شرع ولا حتى عقل، والله تعالى يقول لنا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ.." النساء135.
وما دفعني إلى كتابة هذا المقال فيديو اطلعت عليه لتدمير مسجد خالد بن الوليد في مدينة حمص يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر، وحرق عدد من المصاحف، واستمرار القصف على مدينة "بابا عمرو" التي لا تزال تدك يومياُ بمئات الصورايخ وعلى مدار أكثر من شهر، إضافة إلى اقتحام عشرات المساجد خلال السنة الماضية من عمر الثورة السورية، ولم نسمع عن مظاهرات سيرت كما فعل إخوتنا في أفغانستان ثاراً لقدسية المصحف الأفغاني، ولا فتاوي ظهرت من قبل علمائنا، ولا حكامنا تدين هذا الأمر الإجرامي، وكان المفترض في علمائنا الذي اكتفوا بدعوات خجولة أن يعلنوا أن المجرم بشار محتل كالمحتل الأمريكي ويعملوا على دعوة الشعوب الإسلامية إلى مساندة إخوتهم الذين يذبحون في بلاد الشام وتطهيرها من رجسه ودنسه، ويكونوا هم أنفسهم قادة لهذه الحملات، ولكن لا حياة لمن تنادي!!
والغريب أن تلك الدول التي اعترضت على حرق المصاحف هي نفسها التي شاركت المحتل الأمريكي في دخول أفغانستان والعراق وهي نفسها التي ترتكب هذه المجازر في سوريا وتساعد الأسد في جرائمه، وذلك كما صرح به نائب الخامنئي يوم الخميس الماضي بأن الأسد لن يسقط، لأن إيران والعراق ولبنان تقف معه، قاصدا بهذا دول الرفض، بالإضافة إلى عشرات الفيديوهات التي تؤكد وجود قوات إيرانية وعراقية ولبنانية، تقاتل إلى جانب الأسد، حتى وصل عدد الحرس الثوري الإيراني الموجود في سوريا إلى خمسة عشرة ألفاً كما ورد في أحد التقارير، على رأسهم قائد المخابرات العراقية الإيراني "قاسم سليماني" الذي نقل مكتبه إلى دمشق، وقد صرح سليماني نفسه بأن العراق ولبنان، باتتا تابعتين لإيران، الأولى يحكمها المالكي والثانية يحكمها ميقاتي وحزب الله.
وبمقارنة بسيطة بين ما حدث في أفغانستان وبين ما يزال يحدث في سوريا، فإننا سنجد آلاف الأخبار والتصاوير التي كشفت ما يجري من إجرام بحق الشعب السوري، وكيفية عبث الأسد المجرم ببيوت الله تدميراً وتخريباً، وتمزيقاً للمصاحف وحرقها، وهدم للمآذن، وكتب عبارات كفرية على مساجد أهل السنة وجدران بيوتهم، كما حدث في جامع المريجة في حمص حيث تم كتابه "الأسد رب سوريا.. فلا تعبدوا إلا إياه"، وإظهار الناس وهم يجبرون على السجود لصور بشار، والطلب من المعتقلين ترديد كلمة "لا اله إلا بشار"، وفي كل مرة كان المجرم يكذب كل التسجيلات، بينما من خبر واحد أقر الأمريكان بجريمتهم، واظهروا اعتذارهم، حتى وإن كانوا كاذبين بدعواهم، أما الأسد فقد كذب مئات الآلاف من الفيديوهات وواصل أعماله الإجرامية و"الزندقية" دون خجل أو وجل، والتي كان آخرها تحطيم مسجد خالد بن الوليد في حمص، وحرق عدد من المصاحف، دون أن يجد أحداً يقف بوجهه، ودون أن يعلن أحد شجبه لما يفعله المجرم الأسد في بيوت الله وتمزيقه للمصاحف وحرقها، كما كان عليه ردة فعلهم إزاء حرق المصاحف على يد المحتل الأمريكي!! ودون أي اعتبار للدماء المسفوكة والأعراض التي تنتهك، والتي هدم الكعبة أهون عند الله عز وجل من سفك دم واحد منها، فما بالك بالآلاف الذين قتلوا على يد هذا الفرعون!!
فهل يفقد المصحف قدسيته إذا لوثته عصابة الأسد النصيرية، ويكون له القدسية في حالة تم حرقه من قبل الأمريكيين، أم أن المصحف الذي حرقه الأمريكان غير المصحف الذي حرقة زنادقة الأسد، وهل المصحف الموجود في سوريا لا يحمل قدسية المصحف الموجود في أفغانستان، وهل الدم السوري مباح وغيره من دماء محرمة، أم أن الأمر مرجعه إلى السياسة ولا علاقة له بقدسية المصحف!! انتهى المقال.
آخر مجازر المجرم الأسد:
وكان آخر جرائم هذا النظام اللإنساني واللأخلاقي أن قتل يوم الاثنين السابع والعشرين من شهر شباط أكثر من مائة وأربعين شهيداً – بإذن الله – أغليهم من مدينة حمض حاولوا أن يهربوا من حي "بابا عمرو" المحاصرة، فتم قتل 65 شاباً ذبحاً بالسكاكين، وأخذت النساء واغتصبن، وكتب على صدورهنّ كويا بالنار "لا إله إلا بشار"، وقتل بعض منهنّ واختطفت الأخريات، وجريمة "كرم الزيتون" صباح الاثنين الثاني عشر من شهر مارس حيث تم قتل أكثر من عشرين امرأة وفتاة بعد اغتصابهن، إضافة إلى خمس وعشرين طفلاً، وحرق الناس وهم أحياء، وقد بلغ عدد قتلى هذا اليوم أكثر من مئة شهيد، وبين تلك الجريمتين ارتكبت عشرات غيرها، وما زالت الإبادة ماضية قدما بحق الشعب السوري المسلم، وهي حقيقة ما يجري داخل سوريا والجرائم التي ما زالت ترتكب بحق الشعب السوري المسلم منذ ما يقارب السنة.
دعوة إلى السادة العلماء:
أولاً: إعلان الجهاد:
وبناءً على هذا الحقائق نطالب سادتنا العلماء بإصدار فتوى في ما يجري في سوريا، وتجريم الحلف الإيراني (حزب اللات في لبنان، قوات الصدر والمالكي في العراق، والآيات الشيطانية في إيران، الحوثيين في اليمن) الذين اجتمعوا جميعاً لمساندة بشار ومشاركته حربه على مسلمي سوريا، وبيان الحال مما يجري من قتل وحرق للمسلمين في سوريا، وانتهاك أعراضهم، وتدنيس مساجدهم وحرق مصاحفهم، وإعلان الجهاد ودعوة المسلمين إلى النفير من كل مكان نصرة لإخوتهم في سوريا، والوقوف صفاً واحداً أمام هذه العدو الذي لا يرقب فيهم إلاً ولا ذمة، وعار علينا أن يكون الرافضة ينصر بعضهم بعضاً وهم أهل ضلال، بينما نحن نجرم هذا الأمر ونتحاشى الحديث عن نصرة إخوتنا في سوريا، بل ولم ندعو إلى مشاركتهم في الحرب المشنونة عليهم من قبل الرافضة، بل ونهيب بالسادة العلماء أن يكونوا على رأس هذه الحملات الجهادية للدفاع عن إخوتهم، لا أن يكتفوا بكلمات عابرة تنتهي بانتهاء ما صرحوا به، والله يقول لنا: " أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ، قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" التوبة 13-15.
ثانياً: تجهيز الجيش الحر بالمال والسلاح:
ندعو السادة العملاء إلى فتح باب التبرع من أجل نصرة إخوتهم في سوريا، ومدهم بالمال اللازم لشراء الدواء والسلاح.
ثالثاً: نصيحة العلماء للشعب السوري في محنته:
نرجو من السادة العلماء توجيه نصيحة ليثبتوا بها إخوتهم الذين يتعرضوا لإبادة جماعية على يد الرافضة، وما يتوجب عليهم فعله في محنتهم، مما يمكن أن يعجل بنصرهم على طاغية الشام.
رابعاً: قنوت النوازل في البلدان الإسلامية والعالم أجمع:
إخوتكم في سوريا يذبحون ليل نهار، وهم في ضنك شديد لا يعلمه إلا الله، وقد خذلهم القريب قبل البعيد، فندعوكم كذلك إلى إعلان القنوت لهم في كل صلاة، هذا في اقلها إذا لم تستطيعوا أن تصلوا إلى سوريا، والطلب من الأئمة والخطباء في المساجد بالدعوة لهم، وتذكير الناس بما يحدث لإخوتهم في سوريا، حتى يأذن الله لهم بالنصر.
ولا يسعنا أخيراً إلا أن نقول لكم نذكركم الله في إخوانكم في سوريا، فإنهم يذبحون ويقتلون وتنتهك أعراضهم، وتدنس مساجدهم وتحرق مصاحفهم، فالله الله بهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.