رد على مقال مسؤول المخابرات الأمريكية روبرت بيرل
رد على مقال
مسؤول المخابرات الأمريكية روبرت بيرل
بسام ضويحي
بسم الله الرحمن الرحيم
المتتبع لما كتبه روبرت بيرل المسؤول السابق في المخابرات الأمريكية يستنتج وبسهولة أن ما تريده أمريكا ومن معها إجهاض الثورة في سورية والبحث عن حلول للإبقاء على هذا النظام المجرم الطائفي ولو استدعى الأمر تغيير من هم في هرم المسؤولية والإبقاء على مؤسسات الدولة الفاشية الصفوية، وذلك بالتخويف والتهويل من دخول القاعدة على مجريات العمل العسكري في سورية، فيا ترى من أوجد القاعدة ومن دعم القاعدة؟ ومن درّب القاعدة؟ ليجعلها فزّاعة وذريعة لأي تدخل في بلادنا، مع العلم أن الأمريكان ومن يدور بفلكهم لا يحتاجون لذرائع، فعندهم الاستعداد لاختراعها وتسويقها واعتمادها وجعلها أمراً واقعياً، فعندما أقول هذه الحقيقة، فلست متجنّياً على أمريكا وسياستها اللاأخلاقية ، فقد ذكر رئيس المخابرات الأمريكية السابق مايلز كوبلاند في كتابه- لعبة الأمم الطبعة الأولى عام ألف وتسعمائة وسبعون صفحة 57- :" شرعت الولايات المتحدة في وضع أسس وأصول وإستراتيجية سياستها الجديدة لبسط نفوذها على دول العالم، طبقاً لدراسة مركز التخطيط السياسي
الأمريكي وتتلخص فيما يلي:
أولاً: تجاوز الاعتبارات الشرعية والقانونية للدولة الدستورية التي تحدّ أو تعرقل برامجها وخططها، واللجوء إلى أسلوب آخر، أو التمسك بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ظاهراً، والاعتماد على وسائل أخرى في السر والخفاء.
ثانياً: عدم الالتفات إلى القواعد الأخلاقية وأن الخير هو الخير، والشر هو الشر، التي يرددها رجال الكنيسة، ليس لها أي اعتبار في تخطيط السياسة الأمريكية.
ثالثاً: إذا وقفت حكومة أو حاكم حجر عثرة في وجه المخططات أو المصالح الأمريكية في آسيا وأفريقيا، فإن الحكومة الأمريكية عبر أجهزتها لا تترد في إزاحته مهما كانت فداحة المخالفات الأخلاقية.
رابعاً: تبديل أو العمل على تبديل الحكومات العاجزة ولو كانت تدور في فلك النفوذ الأمريكي واستبدال آخرين بهم يكونون أكثر انسجاماً مع الظروف الراهنة .
خامساً: إن أي فحص لوثائق الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع وأجهزة المخابرات تظهر مثالية السياسة الأمريكية في الظاهر، وانتهازيتها وميكافيليتها في الحقيقة والباطن."
وبناء عليه نرى من الواجب بل ومن الضروري فهم ألاعيب أمريكا والغرب ومتاجرتها بدماء الشعوب العربية والإسلامية، بل والعالم الثالث كما يطيب لهم أن يسمونه، فلابد من إيجاد قواعد للعلاقات الجديدة حيث تتقاطع فيها المصالح ومبنية ومؤسسة على احترام الآخر وقبوله بثقافته وعاداته وتقاليده وانتتماءاته العرقية والدينية، فالوقت أصبح مواتياً لإعادة قواعدالعلاقات والاستراتيجيات الراهنة والمستقبلية.