غباء أم هيستريا

د. هشام الشامي

[email protected]

تتكرر فضائح الإعلام الرسمي للنظام السوري يومياً ، بل على مدار الساعة و على جميع المستويات ، حتى بات الجميع يستهزئ و يضحك و يسخر و يشمئز من تمثيليات الإعلام  الرسمي السوري السيئة الإخراج ، هذا ما أكده وزير خارجية النظام المعلم عن فضيحته ( التي جاءت بجلاجل ) عندما عرض في مؤتمره الصحفي و على الملأ أفلاماً قديمة سجلت في طرابلس و كفرلاتا في لبنان و أخرى في إطلاق قروية النار ابتهاجا في عرس في ريف دمشق على أنها صور لعصابات مسلحة تعيث  في الأرض فساداٍ في ديار سوريا الأسد ، و عندما فضح أمر هذه الأفلام و اتًضح كذب النظام ، و سأل الوليد بمؤتمر صحفي لاحق عنها , أقر بوقاحة فريدة و بدون أن يرف له جفن أنها سيئة الإخراج 00

أمس و قبل صلاة الجمعة خرج علينا الإعلام الرسمي السوري و من دار في فلكه ( كقناة الدنيا و أخوانها ) ليعلن عن تفجير انتحاري إرهابي في حي الميدان الدمشقي العريق أودى بحياة العشرات و أصاب عشرات أخرين من السوريين ، و هنا لن نتساءل مع المحلليين عن المكان و لماذا أختير حي الميدان  لهذا الإنفجار و هو أكثر الإحياء الدمشقية مشاركة في فعاليات ثورة الكرامة ؟؟ ، و لا عن الزمان : و لماذا كان هذا التفجير قبل صلاة الجمعة ؟؟ بأقل من ساعة و هو موعد خروج المظاهرات من مساجد الميدان أسبوعياً ، و لماذا كان التفجير مع دعوة الثوار لاعتصامات في ساحات المدن الكبرى و خاصة دمشق و حلب ؟ ! و لماذا كان قبل يوم من تقديم رئيس لجنة المراقبين العرب  الفريق الدابي لتقريره للأمين العام للجامعة لعرضه على مجلس الجامعة ؟؟ تماما كما كان تفجير كفرسوسة قبل جمعتين مع بدء هذه اللجنة عملها 00و لماذا و لماذا ؟؟؟!!

لكنني أتساءل عن زوايا أخرى لهذه الحادثة الإجرامية المدانة بكل المقاببس ، زوايا تظهر فضائح و غباء و هستريا و جنون هذا الإعلام المخادع و الكاذب و الذي لا يصدقه شعبنا حتى في حالة الطقس ( التي اكتشف هذا الإعلام الغبي أن قناة العربية تبث من خلال النشرة الجوية شفرات للثوار داخل سوريا فالغيوم مظاهرات و الأمطار و الصواعق متفجرات إلى آخر تلك الهلوسات و التوهمات..)

كتلك الصور التي أظهرت مراسل الفضائية السورية و هو يوزع أكياس نايلون مليئة بالخضار و الفواكة و اللحوم و الحاجات اليومية للمواطن العادي في مسرح الجريمة بشكل منظم و مرتب و دقيق و بنفس اليد يحمل المايك و عليه شعار الفضائية السورية ، و عندما كانت فضائية تلفزيون الجديد اللبنانية-الموالية - تعرض الخبر بشكل مباشر نقلاً عن أختها الإخبارية السورية التي انفردت بنقل الخبر بداية ، زهلت المذيعة لما رأت ، فصمتت و لم تستطع أن تتابع التعليق فآثرت السكوت عن الكلام اللامباح ( و هنا ندرك لماذا يصر النظام على منع وسائل الإعلام الحرة من دخول سوريا و متابعة الأحداث )، و كذلك صور الحقائب و الأكياس التي كانت ترمى داخل حافلة المكروباص المتفحم من النافذة الخلفية المتحطمة ، و عرضت هذه الصور مع جثث متفتتة و متفحمة من شدة الإنفجار لكن أكياس النايلون المليئة بالحاجات اليومية و الحقائب الجلدية و الدبلوماسية ما زالت سليمة لم يصبها دخان فضلاً عن النار

و لم ينس المخرج الأمني الغبي الذي كان ينثر الأشلاء و الدماء على مسرح الجريمة أن يظهر بعض الشبيحة و هم يمثلون أنهم يرفعون أثار الجريمة و يتهموننا كسوريين : بدكم حرية ( و كأته يقول : إذا أصريتم على طلب الحرية فهذا جزاؤكم )

أما رجل الأمن الذي تظاهر أنه مصاب و يتآوه ألماً و لا يستطيع الحراك و يحاول زميله إسعافه ، فقد فضح نفسه و فضح هذا الإعلام عندما قفز كالقرد و هو يشير للكاميرا أن الدور التمثيلي قد انتهى

و رجل الأمن الآخر الذي كان بمثل دور المتوفى من الإصابة و يحاول رفاقه حمله لكنه تسرع و لم يدر أن دوره لم ينته و أن الكاميرا ما زالت مسلطة عليه فرفع رأسه ينظر إلا رفاقه و إلى الكاميرا التي تصوره

إنه جنون الإعلام الكاذب الذي جعلنا نترحم على إعلام غوبلز النازي الذي لا يستحق الرحمة

فكل من ظهر في هذه الأفلام أو قام على إعدادها من ممثليين و مذيعين و مخرجين و كومبارس هم من أغبياء الأمن السوري الذي دخل مرحلة الجنون و الارتجاج الدماغي بعد الضربات الساحقة و الماحقة التي أصابته من متظاهري الثورة السلميين

هذا ما جعل مدير الثقافة ( و التوجيه الحزبي ) في محافظة الحسكة الأستاذ!!أحمد الدربس يقول و على الفضائية السورية الرسمية مفسراً كلمة ( سلمية ) التي ما زال الثوار يصرون عليها و يرددونها رغم كل جرائم نظام الشبيحة على مدار عشرة أشهر : أنها كلمة ماسونية ( بعيد عنكم ) و لم يتركنا الأستاذ نحتار في التفسير بل تابع موضحاً و مبرهناً لكلامه المقنع : فالتاء هي تونس ، و الياء هي اليمن و الميم هي مصر ، و اللام ليبيا ، و لم يبق إلى السين و هي طبعاً سوريا ، ألم يقنعكم خزته العين ؟؟!!

أما الذين ما زالوا مستغربين من غباء و هستريا هكذا إعلام محرض و قاتل لشعبه فنرده إلى إدارة وكالة الأنباء السورية ( سانا ) و لن نفسرها ماسونياً على طريقة الأستاذ أحمد الدربس ( فنقول الألف الأخيرة إدارة و النون نباح أو نهيق و الألف و السين أزلام الأسد " أي إدارة نهيق أزلام الأسد ) ، بل لنرجع إلى بياناتها الرسمية بشأن شهداء تفجيري دمشق  الأخرين و الذين قتلوا مرتين حسب هذا الإعلام الغبي

فقد أوردت وكالة الأنباء ( سانا ) بتاريخ 27/12/2011،تحت عنوان : ( الأحداث على حقيقتها.. قائمة بأسماء شهداء العمليتين الانتحاريتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا مقر إدارة المخابرات العامة في كفرسوسة و مقر فرع المنطقة و المناطق المحيطة بهما ) ـ مع الانتباه لكمة حقيقتها و وضع خطوط حمراء تحتها ـ ما يلي : و سنكتفي بذكر الأسماء التي قتلت مرتين و حسب ترقيم سانا:

>شهداء إدارة المخابرات العانة :

4- المساعد أول عدنان الحايك 9ـ الرقيب الأول حازم الصالح 11ـ الرقيب المجند عدي القنطار 11ـ الرقيب المجند غيث الجغامي 14ـ المجند محمد السعدي .

>شهداء الأمن العسكري :

5- المساعد أول علي محمود خيزران 8- المساعد أول طاهر أحمد زينة 14-المجند ميزر هيثم العلي .

>شهيد من إدارة السجلات الطبية :

الرقيب المتطوع مجد الدين عبد الحميد الهايس .

علماً أننّا نجد في الخبر الذي نشرته "سانا"نفسها بتاريخ 26/12 / 2011 تحت عنوان: .تشييع جثامين 14 شهيداً من الجيش والأمن إلى مثاويهم الأخيرة أسماء كل من:

المساعد أول عدنان جاد الله الحايك من السويداء., ذُكِرَ سابقاً باسم عدنان الحايك

المساعد أول حازم عزيز صالح من طرطوس. ذُكِرَ سابقاً باعتباره رقيباً و باسم حازم صالح

والرقيب أول غيث عصام الجغامي من السويداء. ذُكِرَ سابقاً باعتباره رقيباً مُجنداً, باسم .غيث الجغامي .

و الرقيب المجند عدي سمير القنطار من السويداء. ذُكِرَ سابقاً باسم عدي قنطار

و الرقيب مجند عبد الحميد الهايس من دير الزور. ذُكِرَ سابقاً باعتباره الرقيب المتطوع, باسم مجد الدين عبد الحميد الهايس.

المجند ميزر هيثم العلي من ريف دمشق. ذُكِرَ سابقاً كما هو, المجند ميزر هيثم العلي .

وفي تفاصيله ذكرت وكالة الأنباء: .بأكاليل الورد والغار وحفنات الأرز وعلى وقع موسيقى لحني الشهيد ووداعه شيعت من مشفيي تشرين وحمص العسكريين والسويداء الوطني أمس إلى مثاويهم الأخيرة في مدنهم وقراهم جثامين 14 شهيداً من عناصر الجيش والأمن استهدفتهم المجموعات الإرهابية المسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في دمشق وريفها ودرعا..

ثمّ نقرأ بتاريخ 28/12/ 2011 في وكالة الأنباء "سانا" خبر: .الأحـداث علـى حقيقتـها… تشييع جثامين 9 شهداء من عناصر الجيش والقوى الأمنية والشرطة إلى مثاويهم الأخيرة. الذي نجد فيه أسماء كل من الشهداء:

المساعد أول طاهر أحمد زينة من اللاذقية. ذُكِرَ سابقاً كما هو, المساعد أول طاهر أحمد زينة.

المساعد أول علي محمود خيزران من اللاذقية. ذُكِرَ سابقاً كما هو, المساعد أول علي محمود خيزران.

وقد ذكرت "سانا" في تفاصيل الخبر: .شيعت من مشافي تشرين وحمص العسكريين والشرطة بحرستا اليوم إلى مثاويهم الأخيرة جثامين 9 شهداء من الجيش والقوى الأمنية والشرطة استهدفتهم مجموعات إرهابية مسلحة أثناء تأديتهم لواجبهم الوطني في حمص ودمشق..

كما أوردت سانا كذلك مع أسماء شهداء التفجيرين الانتحاريين اسم الشهيد "المجند محمد السعدي / درعا – قرية القنية" و كان اسمه الثلاثي 0 محمد ياسين السعدي - قد ورد سابقاً في خبر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" تحت عنوان: .قائمة بأسماء الشهداء ليوم السبت 24-12-2011.

وهكذا يتضح مرة أخرى للجميع مدى كذب و وقاحة و تدليس و افتراء إعلام النظام الأسدي الممانع ، و الذي اتخمنا على مدى أربعة عقود بخطاب الصمود و التصدي و الممانعة و المقاومة و مقاومة الصهيونية و الإمبريالية ، لكن هذا النظام لم يقتل إلا شعبه و معه من كشفه و فضحه من عرب لبنان و فلسطين و العراق و غيرهم ..

فإلى متى السكوت عليه يا عرب ؟؟؟!!!