أيتها المعارضة.. هَلاّ عقدتم هدنه فيما بينكم
أيتها المعارضة..
هَلاّ عقدتم هدنه فيما بينكم
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
أعزائي القراء
لاشك أننا جميعاً نشترك ببرنامج يومي يكاد يكون واحداً فيما يتعلق بإهتمامنا ومتابعتنا للثوره السوريه... إصراراً شعبياً لنيل الحقوق المسلوبه يقابلها وحشية قل نظيرها من مغتصبها متمثلاَ بكبيرهم الذي علمّهم فن السرقه والتحايل والإغتصاب والقتل والفساد والخيانه..من أهم فقرات برنامجنا فتح بريدنا الإلكتروني يومياً والذي يناهز عدد رسائله المئات نقوم بتصنيفها وفرزها والإحتفاظ بأعداد منها كوثائق ليوم المحاسبه وإني لأراه قريباً بإذن الله,, أعداد مهوله من هذه الرسائل يؤسفني القول انها تصب في هجوم لاذع على أطياف من المعارضه والمتحدثه بإسم الشعب السوري بشكل تبدو فيه أحياناً كشف فضائح النظام امراً متواضعاً أمامها , ليس المهم مصداقية هذا الهجوم من عدمه..بل المهم هو توظيف هذا النمط والهجوم من قبل النظام ثم تسويقه مرة ثانية إلينا على طريقة بضاعتكم رُدَت إليكم عبر عملائه بعد إضافة كميات هائله من البهارات عليها تصب في زيادة التشنجات في صفوفنا لتخلق حالة عدم ثقه ينتظرها النظام المتهالك بفارغ الصبر لإحداث تصدعات في صفوفنا.
أعزائي القراء
إن التمييز في الحكم على إسلوب المعارضه قبل الثوره وإسلوبها بعده هو أمرهامٌ وضروري
فبعد الثوره إمتزج الفعل الثوري مع الفعل السياسي وما رافق ذلك من مسؤوليات إضافيه كلقاءات مع مسؤولين دوليين يحصون لك كل حرف تقوله وكل حركة تقوم بها ..وإنطلاقاً من ذلك فإن المفاوض مع ممثلي الدول ليس مطالباً بعد كل مقابلة أو لقاء ان يقدم لنا كشف حساب عن لقاءاته , الا ان الخط العام لتحركاته يجب أن يكون مقيداً بأمرين إثنين لاتنازل عنهما إطلاقاً.
الأمر الأول: الإلتزام بتحقيق هدف الثوره بإزالة هذا النظام من جذوره سواءاً تحقق ذلك عن طريق مفاوضات أو بدونها .
والأمر الثاني: أن لا يكون تحقيق حريتنا وإسترداد كرامتنا على حساب رهن هذه الكرامه لجهات خارجيه لقاء الحصول على دعم مالي أو سياسي أو لوجستي.
وبإعتقادي ان هذين الشرطين هما أهم مانطلبه اليوم من المعارضه التي تمثل الشعب,واجزم ان تسعاً وتسعين بالمائه من أطياف المعارضه المسؤوله تلتزم بذلك ,أما الواحد في المائه فقد تخلينا عنه لما يسمى بالمعارضه الممثله للنظام والتي يتم هندستها لدى اجهزة المخابرات وهذه لاتعنينا على الإطلاق بشيئ..
إخوتي وأخواتي
نخوض اليوم معركتين في آن واحد المعركة الأولى من اقسى المعارك وهي معركة الصدور العاريه والأيادي الخاويه أمام دبابات النظام ومدفعيته, والمعركة الثانيه ويطلق عليها معركة فن الممكن وهي معركة سياسية بجداره كلٌ منا له فيها نصيب سواءاً كان بعض من رموز هذه المعركة في الداخل أو في الخارج, بل أُعيب على بعض الإخوه في المعارضه هذا التقسيم الذي يكرره البعض إما سهواً أو عمداً ,فكل أهل الخارج كانوا يوماً ما من اهل الداخل , وكل شرفاء الداخل معرضون لأن يكونوا من أهل الخارج وكل له من نضاله نصيب. بل ان معارضي الخارج مطالبون بأن يكونوا أكثر عطاءاً ومسؤولية نظراً لما توفره لهم جو الحريه التي يتمتعون بها , بل أكثر من ذلك أقول اننا نقبل من معارضي الداخل تصريحات تراعي ظروفهم دون المساس بالأهداف. ومن هذا المنطلق علينا أن نفهم بعضنا بعضاً ..ونعذر بعضنا بعضا.
إخوتي وأخواتي...المعركة السياسيه ليست بالأمر الهين وتمنياتنا شيئ والممكن شيئٌ آخر ,والسياسي المقتدر هو ذلك الشخص الذي يجعل الفجوه بين الممكن من جهه والتمنيات من جهة أخرى فرجةً متناهية في الصغر... ولتحقيق ذلك فإن المطلوب من جميعنا مايلي:
توحيد صفوف المعارضه الشريفه
تقنين النقد للمعارضه وجعلها في أضيق الحدود
التأقلم مع إسلوب الغرب والشرق دون التنازل عن الأهداف والمبادئ
لا نطالب المسؤولين في المعارضه بعرض الجزئيات أمامنا ,بل نطالبهم بمصارحتنا بالعموميات دون لفٍ ولادوران
وأخيراً علينا جميعاً أن نهتدي بإسلوب العمل الجماعي الديموقراطي والذي سرقه منا النظام حتى نكون ( مسنناً) في ماكينتهم الصماء.
أيها والأخوات اعطوا مسؤولي المعارضه إجازه من المطرقه اليوميه..وأنا على يقين من أن الأداء سينعكس إيجابياً
مع تحياتي