تصدير مشكلات الكنيسة إلى المسلمين
( 1-2 )
أ.د. حلمي محمد القاعود
[email protected]
مذ جاء الرئيس الحالي للكنيسة في نوفمبر 1971م ، وكثير من الطائفة الأرثوذكسية المصرية تعيش متاعب جمة بسبب سياسة الرجل القادم من جماعة الأمة القبطية الانعزالية الإرهابية ، ومدارس الأحد ؛ مفرخة التعصب والعنصرية والكراهية ، حيث حوّل مهمة رئيس الكنيسة من التربية الروحية إلى السلطة الزمنية التي تجعل منه رئيس دولة موازيا لرئيس الدولة المصرية ، وحاكما أوحد للطائفة ، يتصرف في أمورها وفق هواه باسم المسيح عليه السلام ، والمسيح منه ومن ممارساته براء !
كان من أبرز المشكلات التي واجهت أتباع الكنيسة الأرثوذكسية في عهده : قضية الطلاق والزواج الثاني ، وتحول بعض الأتباع ودخولهم الإسلام ، وزواج بعض الفتيات النصرانيات من شباب مسلمين ..
القضية الأولي تمثل معضلة كبرى للنصارى على مستوى الأسر والأفراد ، وسنتناولها بعد قليل ، والقضية الثانية اقل حدة وتنتج أحيانا عن الأولي ولكنها تمثل قلقا يدفع أذرع الكنيسة في الداخل والخارج إلى اتهام المسلمين بما يسمى الأسلمة ، وإرغام النصارى على ترك دينهم ، ويتخذون من ذلك ذريعة للتشهير بالإسلام ، وابتزاز الحكومة من خلال تأليب الرأي العام العالمي ، والتشويش الداخلي اعتمادا على إمبراطورية الإعلام الصربي التي تخدم التمرد الطائفي ، مع أن المسلمين لا دخل لهم فيها
، ولن يزيد إسلام فرد أو مليون فرد مسيحي من قوة المسلمين ، ولن يضعف من قوة النصارى ، ولكن مخطط التمرد النصراني الذي يضع الزيادة العددية للطائفة في حسبانه بوصفها إستراتيجية في معركة تحرير مصر من الإسلام ؛ ينظر للمسالة نظرة مختلفة ، ويطارد الرجال الذين يسلمون ، ويعتقل النساء اللائي يدخلن الإسلام فيما يسمى بيوت الخدمة ، وخاصة إذا كن زوجات لكهنة أو ينتمين إلى الكهنة ( وقصة وفاء قسطنطين معروفة ، وكذا كاميليا شحاتة وأخواتها اللاتي تم حبسهن بعد أن سلمتهن السلطة إلى الكنيسة !) .
أما زواج الفتيات النصرانيات من الشباب المسلمين ، فيأتي نتيجة لعلاقات بين الطرفين ، ولا يكون للأسرتين إرادة فيه ، ربما تكون التربية قاصرة أو غير جيدة ، ولكن ما ذنب المسلمين حين تتزوج فتاة نصرانية من فتى مسلم ؟ هل يسمى ذلك خطفا وأسلمة كما يزعم المتمردون الطائفيون في الداخل والخارج ؟ إن الإسلام يجيز للمسلم أن يتزوج من النصرانية واليهودية ، ولكن علماء الإسلام كرهوا هذا الزواج ، وخاصة حين تبقى الزوجة على شريعتها ، حرصا على تنشئة الأبناء تنشئة إسلامية ، ولكن ماذا
يفعل المسلمون حين يحدث مثل هذا الزواج ؟ لا شيء ، فالزوج يتحمل مسئوليته الاجتماعية كاملة وفقا لمنهج الإسلام رعاية للزوجة ووفاء بحقوقها ، وليس له أن يرغمها على دخول دينه .. لكن النار تشتعل على الجانب الآخر حيث تقوم الكنيسة التي تتبعها الفتاة أو الكنيسة الرئيسية بتجييش الإعلام الصربي الموالي لها ، والتحرك على المستوى السياسي والأمني لاستعادة الفتاة بوصفها مخطوفة ، وليست زوجة ، بل إن الأسرة التي تنتسب إليها الفتاة تتحرك ولو بعد سنوات بصورة ثأرية انتقامية لقتلها ، وقتل زوجها
وأبنائهما جميعا ، وهو ما حدث في أكثر من مكان وتناولته من قبل . ويحدث ذلك نتيجة للشحن الطائفي المتعصب داخل الكنيسة الذي لم يعد يعرف للتسامح طريقا ، وليت المسألة تقف عند حدود أطراف الزواج ، ولكنها كما قلت تأخذ بعدا طائفيا بشعا ومتعصبا ضد المسلمين جميعا شعبا وحكومة ودينا .