لا نريد إسقاط النظام!
الثورة السورية: خواطر ومشاعر (37)
مجاهد مأمون ديرانية
سمعت وما زلت أسمع (كما سمعتم وما تزالون تسمعون) أن فريقاً ممن يسمّون أنفسهم "معارضين" لا يريدون إسقاط النظام، وأنهم رفضوا تبنّي هذا الشعار وقاطعوا بقية أطياف المعارضة التي أصرت على إعلانه.
هوناً يا سادة، تعالوا إلينا فإنا حريصون على الوحدة الوطنية وعلى رصّ صفوف المعارضة... لا تُشْمتوا بنا الأعداء. وافقنا على ما تريدون؛ لن نرفع شعار إسقاط النظام.
أؤكد لكم إنني لا أنطق باسمي المجرد بل باسم الثورة وباسم الثوار. ألا تصدقون؟ ألم تتابعوا فعاليات الثورة في شوارع سوريا مؤخراً؟ ألا تسمعون الهتافات؟ ألا تقرؤون اللافتات؟
الثورة لا تريد إسقاط النظام يا سادة؛ الثورة تريد محاكمة النظام وشنق النظام ودعس النظام بالأقدام. تعالوا نتوافق على هذا الهدف إذا فشلنا في التوافق على إسقاط النظام، أم أنكم لن توافقونا حتى في هذه المطالب الهينة المتواضعة؟
إصلاح النظام؟ التعايش مع النظام؟ لقد ملّ الناس من سماع هذا الكلام، فدعوا عنكم هذه الأوهام يا أيها السادة الكرام.
يا سادة: لو سطا مجرمٌ أفّاك على بيت أحدكم فاحتل غرفاته واستولى على ممتلكاته واستعبد أهله وأذلّ ساكنيه، فهل كنتم تقبلون أن تفاوضوه ليبقى في البيت لقاء أن يردّ لكم بعض ما سلبكم من حق وحرية وكرامة؟
هل أنتم فعلاً معارضون؟ أنا أستحيي أن أسمي نفسي معارضاً ثم أرضى أن يبقى السفّاح على رأس الحكم في بلادي ساعة من الزمن أو ساعتين، لا شهراً ولا سنة ولا سنتين. كيف تطيب أنفسكم أن يبقى فوق رؤوسكم من جعل بيوتكم مآتم وحوّل بلادكم إلى خرابة؟
يا سادة: إن المعارضة والنظام ماء ونار، والماء والنار لا يجتمعان، ولا يكون المعارض معارضاً ثم يرضى ببقاء النظام، لذلك أقدم لكم نصيحة لا أملك غيرها: خذوا جَمَل النظام بما حمل وأعيدوا لنا معارضتنا يرحمكم الله.