أمن الخليج يحققه أبناؤه؟

د.سامي العثمان

استطاعت دولة قطر ان تكشف مؤامرة دنيئة وخسيسة قام بها فئة مارقة من البحرينين المؤدلجين من قبل ايران والذين يحملون فكرا ضال منحرف وتخريبي وارهابي لضرب المنطقة باسرها،وتمثل تلك الفئة احد الخلايا النائمة في المنطقة والتي تتشكل وتتلون حسب المعطيات التي امامها،وقد اجرت السلطات القطرية التحقيق معهم حيث اقروا بمغادرتهم البحرين بطرق غير مشروعة وبتحريض وتجهيز من اخرين للتوجه لايران مرورا بدولة قطر وسوريا بقصد انشاء تنظيم للقيام بعمليات ارهابية تخريبية مسلحة تنطلق من البحرين لتضرب المفصل البحريني ثم تنتقل للمملكة العربية السعودية والكويت وبقية دول المجلس،ويبقى ان اقول ايها السادة بأن الارهاب والتفجير والتخريب ليس فردا او مجموعة من الافراد اتفقوا على تصفية شخص مهما كانت اهميتة انتقاما او تقاء،كما ان الارهاب ليس جماعات من العصابات التي انهكت مجتمعاتها،فالارهاب هذة الايام اخطبوط يتمدد عبر الحدود بل لايعرف الحدود ولاتعيقة الثقافة او اللغة او الدين او اللون وحتى الجنس او السن،وله شبكة عنكبوتية معقدة متداخلة منتشرة،قوية الاتصال والتواصل من الصعوبة بمكان مراقبتها والسيطرة عليها،ولهذا استطاعت ايران ان تستغل كل تلك المعطيات لتبث سمومها في كل مكان كما عملت على انشاء مؤسسات وكيانات تصنع وتستورد الارهاب عبر الدول ،وبفضل التكنولوجيا والمال السياسي والتنظيم الشيطاني عبر احزابها التي انشاتها في العديد من الدول العربية وعلى راسهم حزب الله اللبناني والخلايا النائمة في المنطقة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص،كل تلك المعطيات اسست لايجاد كيان ارهابي يمارس الارهاب التخريب ونشر الفوضى الخلاقة يمينا وشمالا ضاربين بعرض الحائط كل ماهو انساني او اخلاقي او ديني،ناهيك ان العبثية الايرانية لم تكن وليدة اليوم فهي تاريخية وربما كان اشدها وطئة كانت من خلال محاولات شاه ايران اقامة حلف دفاعي في المنطقة منذ عام 1973م فقد صرح الشاه وقتها لمجلة نيوز ويك اثناء زيارتة لواشنطن 1975م بان ايران تبحث عن الامن الجماعي في الخليج وتعد له منذ سنوات غير ان دول الخليج العربي رفضت هذا المشروع يقينا منها بان الهدف الايراني كان واضح المعالم حيث يهدف لسيطرة على دول المنطقة واستغلال ثرواتها من قبل طهران تحت تلك الشعارات،ولم تيئس ايران من الرفض الخليجي فدعت مرة اخرى الى تكوين مايسمى بحائط البترول من الاخطار الاجنبية وعرضت نفسها كقوة عسكرية لتوفير الغطاء العسكري لبترول المنطقة،وكان ذلك مؤشرا واضحا وملموسا للتطلعات الايرانية السياسية والتي تدفع باتجاه الهيمنة على المنطقة الا ان المملكة العربية السعودية وبفطنتها ويقضتها رفضت جملة وتفصيلا جميع الاشكال التنظيمية الايرانية للدفاع عن الخليج ايا كانت صورها لقناعتها التامة والراسخة بان امن الخليج العربي لايمكن ان يحققة سوى ابنائه مهما كانت الظروف والعناوين

رئيس تحرير صحيفة ارض الوطن الالكترونية