حول خطاب الدكتور غليون

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

قبل كل شيء لابد من توجيه أكفنا وقلوبنا لله العلي القدير مع الرجاء  منه سبحانه وتعالى, وفي كل من مضى إليه في هذه الثورة المباركة ,أن يكون شهيداً مكرماً عنده وفي الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء , وأن يلهم أهليهم جميعاً الصبر والسلوان وأن يجيرهم في مصائبهم هذه ,ويبدلهم بها خيراً كثيراً في الدنيا والآخرة , وأن يشفي جرحانا ويفرج عن معتقلينا وأسرانا , وأن يحفظ دماء الباقيين ,وتتوجيهم بالنصر المظفر ويشرح فيها قلوب وصدور المؤمنين في سوريا , حتى نستطيع أن نحتفل بيوم اسمه عيد .

كان خطاب السيد غليون في اطاره العام شاملاً , يتحدث عن الحاضر والمستقبل , وترقى لمحاضرة أكاديمية جيدة , والجديد فيها يمكن القول هو خروج المجلس عن طور الهلامية والغباشة في تصريحاته حول الحوار , وهنا قطع رئيس المجلس كل السبل أمام التأويلات في استعداد المجلس للحوار في المستقبل , وهذه نقطة تحسب للمجلس بكل تأكيد إن ثبت عليها , لأنها متطابقة تماماً مع مطلب الثوار في الداخل .

وعلى الطرف النقيض لمطلب الثوار في الداخل , هو اهمال ذكر أي وعود أو أي تشجيع , أو أي خطة مستقبلية لدعم الجيش الحر في سورية , وكل الذي قاله عن ذلك , أننا لن ننس وقوفكم المشرف هذا , وسيكون لكم مكانة خاصة عند الشعب السوري , وسؤالي هنا للسيد غليون :

مافائدة هذا الكلام إذا لم يكن هناك دعم لهؤلاء الأبطال والمحكومين جميعاً بالاعدام والتصفية الجسدية من قبل النظام المجرم , إذا لم نمدهم بالوسائل والتي يدافعون فيها عن أنفسهم وعن الثورة ليتم تحرير البلاد على أيديهم ؟

والنقطة المهمة الأخرى في تبليغ مجلس الأمن ومجلس الجامعة العربية في طلب الحماية الدولية والتي اختصرها بمراقبين دوليين

بينما الثوار في الداخل يطالبون بحظر جوي على الأقل ومنطقة عازلة حتى يتسنى للجيش الحر التحرك ويصل إليه الامداد , بينما طلب المراقبين الدوليين سيكون تحت مظلة الأمن , ويحركهم كيفما شاء لتخرج تقاريرهم , موافقة لادعاءات القتلة في سورية , ويوجه الاتهام للضحية ويبرأ الجزار .

يدور في داخلي سؤال وأتمنى أن يجيبني عليه السيد غليون :

مالذي يخيف المجلس من تقوية ودعم الجيش الحر , وكل الوقائع تشير أنه لايمكن اسقاط النظام إلا عن طريقه مع دعم دولي لهؤلاء المقاتنلين الأحرار ؟

وسيبقى سؤالي هذا معلقاً ولن تكون هناك إجابة عليه في الوقت الحاضر كما أظن .

فكم كان من الأولى يادكتور , لو ناشدت بخطابك هذا بفقرة أطرته فيها ,أيها الأحرار في العالم , أينما كنتم , نناشد ضمائركم وإنسانيتكم أنقذوا حمص من المجزرة ,فهاهو حي باب عمرو يتعرض لأبشع مذبحة عرفها التاريخ البشري , وكم كان جميلاً لو ذكرت المسميات بمسمياتها , للدول والرؤساء والملوك في الدول العربية والعالمية , إن عبد الرحمن شلقم مندوب ليبيا في الأمم المتحدة عندما ألقى خطابه أمام الحضور وطلب الغوث وبكى , قلب كيان المجلس كله فصوتوا كلهم على الحماية للمدنيين , فليس من العيب أن تدمع عيون الرجال على شعب يذبح وبدون أي ذنب اقترفه إلا أنه يريد الجياة الكريمة .

حيا الله أهل حمص الأبية , وحماكم الله ياأبطال بابا عمرو , والنصر حليفكم إن شاء الله , بمساعدة إخوانكم الأحرار في كل مكان من سورية , والعيد القريب سيكون زف الخبر للشهداء وقريباً إن شاء الله لقد أزلنا الطاغية عن الوجود .