إستراتيجية اللاعنف

ياسر أبو الريش

لأول مرة تجتمع لجنة مجلس الأمن التي تراجع طلبات الانضمام إلى الأمم المتحدة لدراسة طلب الفلسطينيين الاعترافَ الأممي بدولتهم، قبيل إرسال الطلب لمراجعته من الناحية الفنية, وتزامن ذلك مع جهود فلسطينية مكثفة لكسب مزيد من التأييد لذلك الطلب.

وبالرغم تصاعد التوتر الذي واكب تقديم طلب العضوية في الأمم المتحدة، فإن العنف لم يبلغ المستوى الذي كان يخشى منه،ووضعت السلطة الفلسطينية إطارا للتعبئة التي واكبت التحرك في الأمم المتحدة، ومنعت أي تجمع في الأراضي خارج سلطتها بهدف تفادي صدامات مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

إن التحرك السياسي الفلسطيني في الأمم المتحدة اثبت فاعليته واظهر أن الفلسطينيون ربحوا معركة سياسية كبرى بالمقاومة السلمية، ويؤكد القادة السياسيون والامنيون الفلسطينيون أن استراتيجيه اللاعنف هي التي يمكن وحدها أن ترافق طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة وتفشل محاولات إسرائيل لإحباطها، في المقابل، فإن إستراتيجية اللاعنف التي تبنتها القيادة السياسية والعسكرية الفلسطينية لم تجنبها التهديد بعقوبات مالية.

وفي إطار المساعي الفلسطينية يزور الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوغوتا في 11 أكتوبر الجاري في إطار حملته لحشد التأييد لصالح الاعتراف بدولة فلسطين في مجلس الأمن الدولي حيث تشغل كولومبيا مقعدا غير دائم، ونتمنى أن ينجح.

في تلك الأثناء دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الفلسطينيين وإسرائيل إلى استئناف المفاوضات والامتناع عن أي خطوة استفزازية،وبدت الوزيرة الأميركية وكأنها تحاول التقليل من شأن الطلب الإسرائيلي، مؤكدة أن الأولوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة هي استئناف المفاوضات بغية تحقيق تقدم حقيقي، ودعت كلينتون اللجنة الرباعية الدولية إلى استئناف مفاوضات السلام بهدف التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بحلول نهاية 2012، هذا وتسعى الولايات المتحدة بكل ما أوتيت من قوة لعرقلة الطلب الفلسطيني وهذا خلاف ما وعد به اوباما  الفلسطينيين منذ عام. 

وفي تلك المعركة الدبلوماسية يعتبر المحللون السياسيون أن دعوة اللجنة الرباعية للسلام لاستئناف المفاوضات ممارسة للخداع على المجتمع الدولي.