رسالة إلى الصديق كائن ما 2
رسالة إلى الصديق كائن ما! (2)
أحمد علي عولقي
صديقي القديم المتجدد كائن ما !
لا تسال عن حالي وما آلت اليه بلادي
لا ادري من أين ابدأ الحكاية
دعنا نبدأ من البداية
في شمال اليمن قامت ثورة ضد الطغيان
سبع سنوات حروب أهلية
من اجل إعادة الإمامة الملكية
السلال أول رئيس لليمن الشمالية
قاموا ضد عبد الله السلال وعزلوه
وكادوا ان ينسوا تاريخه ويعدموه
لولا انهم في آخر الأمر رحموه
قرر المتآمرون من البلاد يطردوه
من بعده تولى عبد الرحمن لارياني
وحتى لا نطيل في القيل والقال
انتهى الأمر با لطرد للارياني
إبراهيم الحمدي اختير حاكما بعده
في عهده تحولت البلاد من حالً الى حال
تقدمت ـ تحضرت ـ تطورت ـ ازدهرت
كأنه حلم من احلام الخيال
أراد ان يحقق وحدة حقيقية
مع الرئيس الجنوبي سالمين
وحدة لا يشوبها زيفٌ ولا بهتان
هذه الوحدة لم تعجب الطحالب الفاسدة
العائشة في المستنقعات الراكدة
في يوما حزين مخضب بسواد الألوان
قام ألئام بدعوة غذاء للحمدي
فسطروا أروع صورة للخيانة
والغدر والذل والمهانة
جعلوه كبش الفداء للعزومة والغذاء
جندلوا الفارس على مائدة الغذاء
بلا ضمير ولا خجل ولا حياء
رئيس الخيانة استلم البلاد وحكم العباد
لم يستمر في الحكم طويلا
فقد جاءه ضيفا جليلا
معه حقيبة مفخخة مملوءة بالقنابل
تفجرت يهما سوى
تناثرت أشلائهما في الهواء
أمر مفاجئ خطير
البلاد بلا رئيس ولا أمير
دب الخوف والذعر في عموم البلاد
من عودة الحروب والمخاطر
تطلعت رؤوس للكرسي الخالي من الإنسان
اشتدت الحبال وكادت تصل الى القتال
تدخل الحكماء والعقلاء بين الفرقاء
على اختيار شخص مناسب لمراكز القوى
يقتسموا المصالح بالتساوي والرضا
لا خيار للشعب اطلاقا ومطلقا
هذا أمر نافذ لمن شاء ومن أبى
بإجماع الفرقاء من مراكز القوى
تم اختيار علي عبدالله حاكما
خلفا لسلفه احمد حسين الغشمي
هرول صالح للوجاهة والسلطان
وتعهد للشركاء بالوفاء 0
وان النهب والسلب بينهم سوا
هيمنت وتمكنت على البلاد
طائفية عميا وقبلية هوجاء
في الجنوب ناضل الشعب ضد الاستعمار
شاركت فصائل وطنية في النضال
تنظيم واحد استأثر بحكم البلاد
قحطان الشعبي أول رئيس للبلاد
زملاءه في التنظيم أقصوه وأبعدوه
وفي المعتقل أودعوه
ابن عمة رئيس وزراءه أعدموه
من جديد عاد الشقاق بين الرفاق
تم الوفاق بين الرفاق
ان يكون سالم ربيع ثاني حاكم للبلاد
انقض الرفاق على القصر فدمروه
تم القبض على سالم وأعدموه
عبد الفتاح إسماعيل ثالث حاكم للبلاد
لم يطل به الأمر بان يحكم العباد
انقلب عليه أصحابه وأحبابه
بالرغم ان الحزب من بنات أفكاره
التصفية الجسدية ضرورة
من ضروريات الرفاق
عبد الفتاح نجا باعجوبة من الإعدام
نفوه الى وكر ألضلاله والإلحاد
ولكنه فيما بعد عاد
ويا ليته ما عاد !
اختفى من الوجود بلا ميعاد
علي ناصر محمد رابع رئيس للبلاد
نشب الخلاف والشقاق
كما هي عادة الرفاق
صارت معارك رهيبة
لأنهم تشبعوا من الصراعات القديمة
الخسارة كانت كبيرة ورهيبة
انتهت بخروج علي ناصر من البلاد
علي سالم البيض خامس رئيس للبلاد
قرر ان يدخل في وحدة تجمع الجنوب بالشمال
تم الاتفاق وتوحدت البلاد 0
علي عبدالله نقض الاتفاق
وحتى لا نطيل انتهى الحال
بخروج البيض من البلاد
علي عبدالله لم يستوعب دروس التاريخ
وان بقاء الحال من المحال
راء نفسه خير من أسلافه
وفي يوم لن ينساه
كاد ان يقابل هادم اللذات
آخر الكلام
يا صديقي ان ما ذكرته قليل من كثير
وفيض من غيض
تاريخ ملئ بالمكر والخداع
والخيانة والنفاق.. وسؤ الأخلاق
ألم أطلب منك لا تسال عن حالي
ألا ترى ان كل من حكموا الشمال والجنوب
لم يخرج واحد منهم خروج طبيعي
بين القتل والاغتيال والطرد و التشريد
مصيبتنا تكمن في حكامنا
لا يدركون ان الحكم أمانة في الأعناق
اغتالوا أحلامنا وسلبوا حقوقنا
وأدوا ثوراتنا وانتصاراتنا
وأجهضوا انجازاتنا كبلوا حرياتنا
وبعثروا خيرات بلادنا
قرون عديدة وأزمنة مديدة
اترعوا بلادنا بالمحن والفتن
زرعوا العداوة والبغضاء بيننا
صديقي القديم لا تستغرب من شي
ولا تعمم شي ...
هذا ليس من خصالنا ولا من طبعنا
ففينا رجالا أخيار من العلماء والتجار
ومن أهل العلم والفكر والرأي والأحرار
ولكنهم لا يمكن بأي حال
ان يدخلوا في حوار
مع من يتحاورون بالسلاح والنار
هذا هو حالي وحال بلادي
وكل بلاد العُرب بلادي
ثورات الشعوب العربية
استولت عليها حفنة من الأشرار
الأمم تخطوا الى التقدم والازدهار
وامتنا ويتداولها الزعماء الأشرار
همومهم وأفكارهم
تنحصر في تثبيت الكرسي الدوار !