ثائرات دمشقيات - من شارع العابد
نسائم الحرية
المكان : دمشق- البرلمان - شارع العابد - دخلة المطعم الصحي
الزمان : 26 رمضان ليلة 27- 2011
في شارع من أكثر الشوارع ازدحاما في مدينة دمشق خلال العشر الأواخر من رمضان , بدأ الشباب و الشابات يدخلون الحارة الضيقة التي تقع بين شارع البرلمان و شارع العابد منتظرين إشارة البدء بالمظاهرة و هي التكبير.
لاحظنا عند دخول الحارة من شارع العابد وجود اثنين من الشبيحة مفتولي العضلات و قبيحي الوجوه على الزاوية ,كان هناك أيضا بعض الشباب و الشابات المتفرقين في هذه الحارة و الحارة المتفرعة منها ربما يبلغ عددهم المائة أو أكثر .
انتظرنا حوالي 10 دقائق و كان هناك نوع من التوجس و ازدياد لأعداد الأشخاص الغريبين في أشكالهم و نوعية لباسهم و ظهر جليا أنهم من المخابرات و الشبيحة ,
لم أشعر بارتياح للبدء بالمظاهرة و ذلك لوجود أولئك بكثرة ,كما أن الكثير من الشباب كانوا قد غادروا المنطقة ظناً منهم أنها لن تكون آمنة أيضا , و لكن في حوالي الحادية عشرة و 12 دقيقة سمعنا هتاف " الله أكبر" يصدح عاليا ,ربما تكرر الهتاف مرتين او ثلاثا ..أسرعنا للتوجه نحو الشباب المتجمعين و فجأة رأينا هجوما على الشاب الذي بدأ التكبير بشكل همجي و وحشي, حيث أمسكه أحدهم من عنقه من الخلف وبدأ الآخرون بضربه ..رأيت أيضا شابين آخرين يُضربون بهمجية مع ترديد الضاربين عبارات العبودية " الله سورية بشار و بس " ..لم يكن هناك إلا بعض الشباب الذين كانوا ينتظرون المشاركة ..حاول بعضهم تخليص رفاقهم و لكنهم تلقوا من الضرب مثل ما تلقى أولئك ثم تمكنوا بمعجزة من الابتعاد .. و وقف البعض من أصحاب المحلات و المشاة يتفرجون كما وقفت بقية الشابات و يبلغ عددهن حوالي 15 شابة على مقربة منهم. ...
اجتمع أربعة من عصابات الشبيحة و المخابرات على شاب كان يرتدي كنزة زرقاء على ما اذكر ولا أدري إن كان هو نفسه من بدأ بالتكبير أم لا .. حيث احنى ظهره و حمى رأسه بيديه و هم ينهالون عليه ضربا و ركلا و سبا !!
لم أتمالك نفسي فصرت اهتف " الله أكبر ..الله أكبر ..وين رجال الشام ؟؟؟!!! وين رجال الشام ؟؟؟ " كما صرخت بقية الشابات قائلات " خاين يلي بيقتل شعبه " بدأ أولئك الذين يشبهون تماما أفراد عصابات المافيا القذرة بالصراخ و السب و الشتم , وهتفت إحدى الحرائر "الشعب يريد اسقاط النظام" فما كان من أحد المهاجمين وهو ضخم البنية مفتول العضلات إلا أن ترك الشاب وهجم على الفتاة وانهال عليها ضرباً بكل ما يملك من قوة بينما صرخت إحدى الشابات " ولك عم تضرب بنت ..عم تضرب بنت" فتركها وهو كالثور الهائج بكل معنى الكلمة وبدأ يضرب شاباً آخر , بينما حاول بعض الشباب على الرصيف نصحي بالابتعاد عن المكان و بأن ما أفعله غير مناسب " مو هيك يا أختي ..هيك ما بيمشي الحال ! ". بدأت الشابات بالصراخ بأعلى أصواتهن لعلّ أولئك الرجال المتفرجين يتحركون لإنقاذ الشباب من أيدي تلك المخلوقات التي لا تمت إلى الإنسانية بصلة !
و لكن ذلك لم يجد نفعا ..بل على العكس تماما ابتعد من تبقى من الرجال و توافدت قطعان الشبيحة بصورة أكبر ..فجأة أحسست و أنا أستمر بالتكبير بقوة عجيبة تملأ قلبي و تشد من عزمي و تهزم خوفي ..اقتربت من ذلك الشاب النحيل الذي كانوا قد حصروه مقابل جدار و بين سيارتين , و انقض عليه أربعة منهم بوحشية لا توصف ..و بدأت بشده و محاولة تخليصه من بين أيدهم الهمجية الآثمة..واقتربت شابة صغيرة نحيلة و رقيقة نحو نفس الشاب و بدأنا سوية نحاول منعهم من ضربه كنت أقول لهم " حرام عليكم ..ما عمل شي ..اتركوه " فأتلقى ضربة من احدهم ..ثم أستمر و أمسك بأيديهم و أقول " مشان الله اتركوه خلص حرااااام " فيضربني آخر ..
و فعلوا هذا مع صديقتي أيضا و لكننا لم نتوقف عن المحاولة ..شعرت بقلبي يتمزق و هم يضربونه بغاية الهمجية !و كأن الضربات تصيبني أنا ! و لكني شعرت بقوة رهيبة أيضا ..قوة الحق ..قوة الإيمان بالله ..قوة المحبة لشاب صغير أحسست وكأنه أخ لي ..كنت دوما انظر نحو هؤلاء الشباب و أحبهم من كل قلبي كإخوتي الأصغر سنا تماما ..أخاف عليهم و أخشى عليهم كما أخشى على نفسي ..فكيف أتركه بين أيديهم يهشمون عظامه ثم يأخذونه حيث لا يعلم أحد عنه شيئاً و قد يلقى من التعذيب ما لا يحتمل !! بل قد يعود إلى أهله جثة هامدة لا سمح الله.
استمر الضرب و الشتم منهم حتى جاء متوحش آخر من خلفنا و شدني و ضربني على وجهي ثم دفعني فطارت حقيبتي من يدي ..كنت أحاول أن أثبت في مكاني في تلك اللحظة لأعود لمنعهم من ضرب ذلك الشاب المسكين..و لكن أحدهم قال لي " انقلعي من هون وليه" ثم ضربني على رأسي ووجهي بيده الضخمة ..
أحسست لوهلة بأنه يتقصد أن ينزع عن رأسي الحجاب !! ثم جاء آخرون و دفعوني بعيدا و كدت أقع على الأرض . وفورا وقف بقية المجرمين ليشكلوا حاجزا يمنعنا من العودة ..وقال لي احدهم " ابتعدي وليه يا ...." لم أسمع بقية الكلمات أو لم أهتم بها ربما ...المهم أني وجدت صديقاتي يجذبونني و انطلقنا نحو الحارة الصغيرة المتفرعة و رأيت صديقتين لنا تمشيان نحونا و هما على وشك الاختناق و الدموع تنهال من عيونهما المحمرة كالدم..شعرت بوخز شديد في عيني و انفي و وجهي ..و بدأنا جميعا بالسعال ..ظننت بأنها قنابل مسيلة للدموع ..فإذا بتلك الشابة التي كانت تحاول تخليص الشاب من أيدي العصابات معي تطلب الماء و هي تبكي و تصرخ ألما فقد حاول أحدهم أن يمسك بها ربما ليخطفها أو " يعتقلها " و لكن شابة أخرى حاولت بشجاعة تخليصها منه فبخ في وجهيهما مباشرة رذاذ الفلفل الحارق قائلا " اي خدوووووووو" حتى أن أثره وصل لعدة أمتار عندنا ...طلبت إحدى الشابات من بعض اصحاب المحلات أن يعطوها بعض الماء لتغسل عينيها من آثار الغاز الحارفة ...و لكنهم لم يأبهوا بها. !
اتفقنا على الابتعاد عن المكان ..مشينا في تلك الحارة و الغضب و الألم يملأ قلوبنا ..و بدأت الثلة الدنيئة بعد ذلك هتافات العبودية المنتنة " الله سوريا بشار و بس " كنت على وشك أن أبدأ بالتكيبر من جديد ..و أظن أني قد فعلت للحظات ! أخبرتني إحدى الشابات ممن كانت معنا أيضا بأن أولئك المجرمين كانوا يحملون سكاكين و مسدسات و احدهم حمل مسدسا و ضرب به شابا ممن كان معنا .
و بأنها حاولت أن تصرخ عليهم و تقول " بس حاجة ..حرام عليكم " فهجم أحدهم عليها و صفعها على وجهها فصرخت صرخة قوية من صدمتها !
كما أخبرتني إحداهن أيضا أن واحداً منهم هددها بالطعن بسكينه في خاصرتها إن لم تبتعد عن المكان.
أي وحشية هذه ؟ أي انعدام للشرف و الإنسانية و الكرامة! لم أشعر بأي ألم عندما ضربني أولئك ! كان هذا عجيبا فعلا ! و قد آلمني أكثر من أولئك الشياطين بأشكال البشر,الناس الذين وقفوا في نهاية الشارع من الجهة الأخرى و هم يراقبوننا من بعيد و كأن الأمر لا يخصهم ,وكأننا نستحق أن يفعل بنا هذا, و كأنهم ليسوا إخوتنا في مدينة واحدة ,و كأنهم ليسوا رجالا!!!
كان عددهم يقارب المائتين ربما..كانوا متجمعين قرب محلات لبيع العصير و سلطة الفواكه و المأكولات ..و كانوا يتابعون أكلهم و شربهم و هم يتفرجون علينا من بعيد ببعض الذهول !!
بدأت أعبر عن سخطي و غضبي بالصراخ عليهم حيث هتفت و أنا أتوجه نحوهم " العصابات ضربونا ..رجال الشام وينا ..العصابات ضربونا ...رجال الشام وينا !! " ربما بدوت كالمجنونة و أنا أهتف لوحدي ..لكن كنت أشعر بالقوة و الشجاعة و العزيمة و أردت أن أخزي أولئك بكلماتي , علهم يفهمون أو يعقلون أو يشعرون,
ثم بدأت الشابات بترديد بعض الكلمات لأصحاب المحلات المتفرجين ! مثل : " يا حيف ...بتتفرجوا علينا و نحنا عم ننضرب و ما بتعملوا شي "
في تلك اللحظة خرج تاجر من محله ليعرف ما الذي يحدث فصرخت به إحدى الشابات قائلة " خليكم يا تجار الشام قاعدين و نحنا البنات عمننضرب " .
لم يتأثر أحد بما قلناه و لم يردوا علينا و لكن كان هناك الكثير من المتجمعين فقط ينظرون بذهول أخرس مشلول ! ربما فقدت عقلي في تلك الدقائق ..كان قلبي يمتلئ بالألم أصلا من أهالي مدينة دمشق ..و من لامبالاتهم ..تسوقهم و الناس تموت و تقتل ..و كأن حياتهم لم تتغير أبدا ...كنت أتوق إلى هذه اللحظة منذ أشهر ..لم أخطط لها ..لم أعلم بأني سأكون قوية لهذه الدرجة !
لم أعلم بأن الله سيجمعني بهؤلاء الأبطال الشرفاء ..شبابا و شابات من خيرة عائلات دمشق و ما حولها ..كنت أشبههم بصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ..لأنهم غرباء في مدينة ماتت ضمائر الكثيرين من أهلها و انعدمت نخوة الرجال فيها وكان جواب كل منهم عندما يسئل عن سبب عدم مشاركته في الثورة : " أنا ما دخلني " و " شو طالع بإيدي" و " العين ما بتقاوم المخرز " و " بدكم يصير فينا متل العراق ؟ بدكم يصير ببلدنا متل ليبيا ؟ ! "
عجبا عجبا !!!! كنا جميعا نخزن الكثير من الغضب و الألم ..حبنا لإخوتنا في درعا و حمص و حماة و دير الزور و غيرها من المدن و الضواحي و القرى ..كان يملأ قلوبنا و يفيض ..كنا نشعر بأن واجبنا أن نخرج نصرة لأهلنا ..دفاعا عن حقوقنا و حقوق كل من يشاركنا أرض هذا الوطن ..كنا لا ننام الليل و نحن نفكر بألف طريقة و طريقة لنصحّي أهل دمشق من سباتهم و غيبوبتهم المخزية.
فجر هذه المشاعر كلها بشكل أكثر قوة أيضا مرورنا من أمام مقهى على الرصيف امتلأ بالزبائن و هم يجلسون و يدخنون الأرجيلة و يأكلون و يشربون و كأنهم يعيشون على كوكب آخر و كأن إخوانا لهم لا يقتلون و يعذبون و يخطفون و تكسر أيديهم و أرجلهم لأنهم "طالبوا بالحرية و العدالة و الكرامة ..
صرخت صديقتي بهم : " لك يا عيب الشوم عليكم ..قاعدين بالقهوة و لا كأنه في شي صاير ..قرد عليها أحدهم ببلادة و هو لا زال يشرب قهوته و ينفث دخان أرجيلته قائلا " تلحسوا ****!! " فردت عليه إحدى الشابات قائلة "خليكم انتوا عمتشربوا دم اخواتكم !" و أخرى " ما فيكم إحساس و لا نخوة " و قلت لهم:
" نحنا طلعنا مشانكم مشان حريتكم يا حيف بس "
وهتفت هتافا سمعته مرة لحرائر حمص " يا حيف و الله ياحيف يلي قاعد عالرصيف " ..خرجت كل الهتافات من حناجرنا المخنوقة بطعم الرذاذ الحارق و بنكهة الألم المكبوت ..و لكن الغريب في الأمر أن دمعة واحدة لم تنزل من عيني رغم الألم ..كانت صديقتي الشابة البطلة تقول بسخط و غضب و الدموع تنهال من عينيها غير مصدقة لما حدث " انا بنت الشام ..انا بنت عيلة اكابر ..كيف هيك بيعملوا معي ..مين مفكرين حالهم ؟" كنت أربت على كتفها و أقول لها " لا بأس أختي الحبيبة ..هو شرف لنا ..ضربهم لنا شرف و عزة و كرامة ..غدا سنحكي لأبنائنا و أحفادنا ما فعلناه لنحرر بلدنا من العصابات المجرمة التي لا ترقب في احد إلا و لا ذمة و لا ترعى لكبير و لا صغير و لا امرأة و لا رجل حرمة. "
هنا اقترب من خلفنا بعض الرجال وسألونا بفضول عماحدث, فأخذت الشابات يحكين بغضب ما جرى و قلن له " الشبيحة ضربونا و هجموا علينا " أما أنا فلست أعلم كيف صدحت بهذه الجملة و أنا أعلم بأن أولئك الشبيحة لا زالوا يملأون المكان حولنا و بأنهم يلحقون بنا و قد يختطفوننا في أي لحظة قلت لهم " شبيحة الأسد ضربونا و تهجموا علينا لأننا كنا نحاول إنقاذ بعض الشباب الأبرياء من بين ايديهم القذرة " قال أحدهم " اي هنن كتار وما منقدر عليهم" فقالت له إحدى الشابات" مين اكتر هنن ولا انتو ؟!!" فقال "اي خلص خلص ارجعوا عبيوتكم بلا ما ياخدوكن.
كنا ثمانية أو تسعة شابات قررنا أن نبقى سوية و قالت لنا واحدة منهن:" لن نترك بعضنا أبدا فإن أرادوا أن يعتقلونا فليأخذونا سوية ".
وصلنا شارع 29 أيار قرب مطعم الكمال ..مر بقربنا شاب بهيئة راقية ..و قال لنا "أمانة سامحونا " فقلت له " الله يحميكم يا رب " ..كم أثرت بي كلماته الصادقة ..فقد فهمت أنه كان يتبعنا ليطمئن عنا طوال الطريق ..بعد دقيقتين نظرنا خلفنا فإذا برجلين يلحقان بنا ..نعم ..عرفنا أنهما من شبيحة الأسد من مناظرهما المقرفة و رائحتهما المنتنة ..أجساد مستعبدة تخلو من العقول و ترتدي الثياب التي تدل على مستوى ذوقي هابط ..كنزة ضيقة جدا بألوان فاقعة على جسد منفوخ بالعضلات التي تثير الاشمئزاز ..و بنطال لا يتناسق مع لون الكنزة أبدا ..وجوه مسودة كالحة ...عيون جاحظة حاقدة و أصوات منكرة ..عندها بدأنا جميعا بالهجوم عليهما (لفظيا) بغضب " شو لاحقينا كمان " " الله يطعمكم تقربوا علينا و الله منورجيكم و الله منخرب بيتكم نحنا من الشام من أحسن العائلات " و قالت إحداهن " نحنا من الشام و في مننا من المالكي كمان و الله ما تقربوا علينا لتندموا..لنقوم الشام كلها عليكم "..
هنا مر أولئك القزمان من جانبنا و تجاوزانا و استمرا في المشي ثم وقفا على جانب الرصيف ينظران نحونا و يتحدثان على الجوال..قررنا بسرعة أن نركب سيارتي أجرة و أن لا نعود لنركب سياراتنا الخاصة خوفا من أن يلحقا بنا ..اتجهنا بعد ذلك نحو سوق من أسواق دمشق القديمة ..لكي نستطيع أن نختفي بين الناس في الزحام في حال كانوا قد تبعونا ..ثم نعود لبيوتنا ..و هذا ما فعلناه حقاً...
عدت بعد ذلك لأركب سيارتي و أعود للمنزل مع صديقتي ..و لكني منذ أن ركبت السيارة شعرت بدموعي تسيل من عيني دون توقف ..تذكرت ذلك الشاب الذي أخذوه بعد أن أشبعوه ضربا ..بكيت خوفا عليه و على من كانوا معه من شباب دمشق الشرفاء الذين يساوي الواحد منهم ألفاً لا مئة ..في مدينة قل فيها الرجال الحقيقيون ..في مدينة نامت فيها الضمائر و خدرت فيها العقول ..كنت أسأل الله تعالى أن يفك أسرهم ..أن يحميهم و أن يعيدهم لأهلهم سالمين ..و أن ينتقم من أولئك الظلمة الحاقدين ..القتلة المأجورين !
عندما وصلت المنزل علمت بأن شابا قد طعن و سال دمه في الشارع ثم خطف من قبل أولئك الهمجيين ...و أنه قد تم اعتقال اثنين من الشباب أيضا بعد ضربهما ضربا مبرحا , فدخلت غرفتي حزينة متعبة قلقة ..و لم تجف دموعي لساعات
هكذا أمضينا نحن شباب و شابات مدينة دمشق الثائرين ليلة رمضانية أخرى ..ليلة القدر ربما ..فما أجمل من أن يطلع الله علينا فيرانا ندافع عن عباده المظلومين و نرفع أصواتنا بكلمة الحق عند سلطان جائر في ليلة كهذه ...
و ما أجمل أن يهدينا في هذه الليلة صحوة جديدة لدمشق ..و ها هي بشائر الصحوة قد أطلت علينا مع صباح جديد مشرق يعبق بالصبر و الثبات في قلوب أيقنت بالنصر ..فزيدوا هذه الصحوة قوةً و زخماً يا أهلنا في دمشق و حلب و كل مدينة ..و ادخلوا بوابة التاريخ المشرف ..بدلاً من أن تكتب أسمائكم في لائحة المتخاذلين و القاسية قلوبهم !
ها نحن نساء دمشق قد خرجنا من أجلكم رغم معارضة الأهل و المجتمع لنا,و عرضنا أرواحنا للخطر و تحملنا الكثير من أجل أن نبني وطنا جديدا للجميع ..فيه الحرية والعدالة و الكرامة ..وطنا لا تسفك فيه دماءكم و دماؤنا ..و نحن على العهد باقون بإذن الله ..إما الشهادة أو النصر. ..
نسائم الحرية
شاهدة عيان