أفتنا يا حسون
هل الشبيحة موحدون؟!
م. محمد حسن فقيه
بداية لا أقصد هنا توحيد الإيمان بفروعه الثلاثة ، توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ، وإنما الذي أقصده هو توحيد من نوع آخر على الطريقة الفرعونية ، فهناك ملل ونحل ، قديما وحديثا ، دينية أو علمانية أو وثنية ، ولكنها موحدة في معتقداتها ، وبشكل أكثر توضيحا إن من يعبد الشمس ويعتقدها إلها وحيدا له ليس معه ند ولا منافس يعتبر موحدا بحسب هذا المصطلح ، وآخرون موحدون مثلهم يعبدون القمر ، أو يعبدون إبليس وحده ولا يشركون معه أحدا ! .
وهناك موحدون لعبادة نوع واحد كمن يعبد صنف البقر ، أو الحجر ، أو يعبدون الفرج ويسجدون له وحده ! .
أو يعبدون حزبا شموليا واحدا.... أو يعبدون صنما من خشب أو حجر أو ذهب .
أو يعبدون صنما بشريا من لحم ودم ( طاغوتا ) ، على الطريقة الفرعونية : ( ما علمت لكم من إله غيري )
فهل للشبيحة دين ؟ وإن كان لهم ، فهل هم موحدون أم مشركون ؟ ! .
قد يكون مثل هذا السؤال في عصرنا هذا نوعا من الترف الفكري ، وفيه الكثير من الطوباوية ... فنحن في عصر العلم والتكنولوجيا و الإنترنت وغزو الفضاء ... ولكن ماحدا بي لطرح هذا لسؤال ، ذلك الفيديو على اليوتيوب عن مجموعة من الشبيحة وهم يذلون ويهينون أحد الأشخاص الذي يتهمونه بالإنشقاق عن الجيش – بحسب زعمهم - ثم يجبرونه تحت الضرب والإهانة على الشهادة ليتأكدوا من توحيده !
كان المنظر مؤثرا حيث يظهر في الشريط شخص مكبل اليدين خلف ظهره ، وحوله مجموعة من الشبيحة كقطعان الكلاب ، تصغعه من هنا وتركله من هناك وتضربه على وجهه حينا أو على ظهره أو ... كل هذا مألوف في العالم السفلي في أنظمة القمع والهمجية ... ولكن الجديد والمميز في هذا المشهد ، هو إجبار هذه الكتل الحية لهذا الإنسان الضحية ، أن يقوم بشهادة التوحيد للطاغوت على الطريقة الفرعونية ، يقولوا له : " قل ... لا إله إلا بشار الأسد " !
لم ينته الأمر عند هذا الموقف حتى بعد أن أجبر ذلك الضحية على توحيد بشار على الطريقة الفرعونية وقال ما طلبوا منه ، بل طلبوا منه أيضا بعد ذلك أن يقول : " لا إله إلا ماهر الأسد " !
السؤال : هل يعتبر هذا القطيع من الشبيحة موحدون على الطريقة الفرعونية ، أم أنهم خرجوا حتى من حظيرة التوحيد الفرعونية ... ودخلوا دائرة الشرك الفرعونية ؟ ! .
سؤال موجه إلى مفتي الديار السورية أحمد حسون ، فهو الأولى والأقرب والألصق بهذا النوع من المخلوقات ... وإذا أعياه الجواب يمكنه الإستعانة بصديق من أهل العلم السلطاني كزميله البوطي ، فهو من ثوب المفتي وقريب من الآلهة ( الفرعونية ) المذكورين آنفا ، وذو كلمة وحظوة ومكانة عند العائلة الملكية سابقا ... الإلهية ( الفرعونية ) حاليا ! .
نرجو أن نسمع منهما جوابا شافيا .... لأنها قضية عقيدة بين شرك ... وتوحيد ! .
فقد سبق لهذا البوطي وأتحفنا بفتواه ، حول قطعان الشبيحة الذين يسجدون لصور بشار الأسد ! .