المعادون للإسلام أصدقاء للصهاينة

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏07‏/08‏/11/ لعل جريمة اوسلو وجزيرة اوتايو التي وقعت يوم الجمعة من 22 تموز/ يوليو المنصرم وراح ضحيتها اكثر من ثمانين شخصا لا تزال في ذاكرتكم ، كان سبب وقوع هذه الجريمة العداء للاسلام والماركسية ايضا فالمجرم اندريس بيرينغ برايفيك ارتكب جريمته تلك بدافع حماية اوروبا من وقوعها تحت السيطرة الاسلامية والماركسية من جديد ، الا أنه اذا ما قمنا بمراجعة  روية لمذكراته التي اكتشفتها الشرطة النرويجية التي أشار فيها عن دوافع ارتكاب جريمته نرى ان جل ما نقله من تقارير حول الاسلام منقولة من شخصيات معادية لهذا الدين لها علاقة قوية مع الكيان الصهيوني ولذلك لا نرى عجيا ان كان قد امتدح في احدى صفحات مذكراته الكيان الصهيوني  على انه احد حماة النصرانية في اوروبا كما ان الحركة الصيهونية لها دوافع في الانجيل والتوراة .

وفي  مقالة له في صحيفة / دي فيلت – العالم / يوم السبت من 28 تموز/يوليو المنصرم دافع هنريك برودر وهو صحافي يهودي الماني من أصل بولندي عن ما نقله مرتكب جريمة اوسلو عن برودر بأن الاسلام اخطر على العالم من الشيوعية وغيرها وانه لا بد من وضع حد لانتشار الاسلام في اوروبا سواء كانت الجهود سياسية وعسكرية ، فقد اشار برودر في مقالته تلك بأن مجرم اوسلو استغل آراء برودر التي يدعو فيها الى التحذير من الاسلام  وانتقادات عضو رئاسة البنك الاتحادي الالماني تيلو زاراتسين في كتابه / المانيا تقضي على نفسها / للمسلمين في المانيا بانهم جهلة ووراء الازمتين المالية والاقتصادية في اوروبا ، واشار برودر في مقالته انه من الفخر له ايراد مجرم اوسلو لاراءه في مذكراته الا أنه استعمل القوة في جريمته ليؤكد لاسامة بن لادن وللشحصية اللغز محمد عطا الذي يقال بأنه كان على متن احدى الطائرتين اللتين صدمتا مركز التجارة الدولي في نيويورك يوم الثلاثاء من 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 بأن في اوروبا من يدافع عن اوروما من الاسلام وقادر بصد استيلاء المسلمين على . اوروبا .

ومن خلال ندوة حول جريمة اوسلو ونتائجها دعت اليها مبرة هاينريش بول للدراست الدولية يوم أمس السبت 6 آب/اوجسطس الحالي وانتهت يوم الاحد من 7 الشهر نفسه بالعاصمة برلين اكد صاحب كتاب / الحرب بين الخليفة والقيصر / لاستاذ علوم الاستشراق والتاريخ في جامعة مدينة كولونيا / وسط / هانس ميكيش ان جريمة اوسلو لن تمر بسلام في اوروبا بل هي مقدمة لسلسلة اعتداءات ضد المسلمين يقوم بها فرادى وجماعات بحجة الدفاع عن القارة العجوز من سيطرة جديدة للمسلمين عليها ، فصورة الامير ايجون من عائلة هابسبورج الذي استطاع الحيلولة دون فتح العثمانيين لمدينة فيينا في اعوام 1683 ومعه كارل مارتيل الذي صد المسلمين عن زحفهم الى باريس في معركة بواييه التي تسمى ايضا بلاط الشهداء عام 710 ميلادية دائما مقدسة في اعين المعادين للاسلام في اوروبا ودعوة القسيس بطرس او بيتر فون امينيس الاوروبيين لحرب ضد المسلمين من اجل تطهير الاراضي المقدسة تلك الدعوة التي ظهرت في اعوام 1095 ساهمت بالحروب الصليبية ذلك القسيس الذي اكرمه المسلمون في القدس وعاد لينشر الكذب عن الاسلام والمسلمين بين اهل جلدته في اوروبا حسدا ، لا تزال الدعوة لمثل هذه الحروب وان المسلمين قتلة كلمة مسموعة في اوروبا .

ونظرية ميكيش صحيحة فالدعوة الى الحروب الصليبية كانت قد بدأت من خلال ندوة دعا اليها معهد الفريد هيرهاوزين  في فرانكفورت عام 1995 حول حرب الثقافات اكد فيها المفكر الامريكي صومئيل هونينغتون بأن حرب الثقافات لا محالة واقعة محذرا من انتصار الثقافة الاسلامية على الغرب وعاد هونيغتون ليؤكد ببرلين في تشرين ثان / نوفمبر من عام 2001  بان الحرب قد وقعت بضرب مركز التجارة الدولية وهي ستستمر الى ان تصبح خلال العشرين عاما القادمة حربا كلاسيكية اي حرب واقعية بين الاسلام والغرب .

ويعتبر برودر / الذي ظهرت اشاعة قبل سنوات اعتناقه الاسلام مصدرها احد المصريين الذين لا يفقهون الالمانية /  قدوة لزمرة المعادين للاسلام في اوروبا وحجة لمجرم اوسلو ، فهو على علاقة قوية مع زعيم الحزب القومي الهولندي جيرت فيلدريز الذي ذكره مجرم اوسلو في مذكراته بأنه احد ابطال اوروبا الذي يبذل جهوده لحماية بلاده من المسلمين ووقف الهجرة الاسلامية الى هولندا وبلاد في اوروبا خشية ان تصبح القارة العجوز بيد الغرباء .

والواقع بان المعاداة للاسلام لا تكمن بالاحزاب اليمينية القومية الاوروبية بل اصبحت ممتدة ايضا بين احزاب اخرى يمينية ويسارية وماركسية ومتوسطة في الفكر السياسي وخاصة في المانيا ، فقد عادت مؤخرا نشاطات جماعة تطلق على نفسها / المعادين للالمان / هذه الجماعة كان لها نشاطات في الثمانينات قامت على أسسس تضامن وحماية الكيان الصهيوني لتعلن مؤخرا عودتها الى النشاط لتعادي  الالمان والمسلمين ايضا لأن المسلمين  اذا ما عادوا الى قوتهم من جديد فان على الصهاينة الدمار ، هذه الجماعة ظهرت مؤخرا مع دعم الحكومة الالمانية ودول اوروبية اخرى للاحتجاجات في بعض الدول العربية ، فهذه الجماعة تنظر بقلق شديد الى التغييرات التي ستطرأ على مصر والتغييرات التي ستطرأ على سوريا ما بعد رحيل بشار اسد . ويرى المفكر الالماني يورجين تودينهوفر الذي كان يشغل فيما مضى عضوية شئون السياسة العسكرية بالبرلمان الالماني عن الحزب المسيحي الديموقراطي بالجماعة رفض صريح لدولة فلسطين والاسلام اضافة الى تضامنها مع العناصر التي تعادي الالمان المعادين لليهودية والاسلام .

هذه الجمعة لها علاقة قوية مع زعيم القوميين الهولنديين فيلدريز اذ يؤكد زعيم هذه الجماعة يوهانس سالمون شفارتس كورنر ان كل من يدعم فكرة قيام دولة مستقلة للفلسطينيين في اوروبا يعتبر معاد للسامية ومعاد للمسيحية ايضا فقيام دولة فلسطينية مستقلة يعني قيام دولة اسلامية حقيقية في لمنطقة ستساهم بالتعاون مع من أطلق عليهم بـ الوهابيين / في المملكة العربية السعودية وبالسلفيين في سوريا ومصر وغيرها بطرد اليهود من فلسطين ومن يقوم بدعم انتفاضة الشعب السوري من حكم العلويين وحزب البعث يدعم بصورة مباشرة جميع الحركات الاسلامية في العالم الاسلامي هذه الحركات التي ترى بأنه لا هوادة مع الصهاينة  مستشهدين بقول عمرو بن كلثوم

ونحن قوم لا توسط بيينا لنا الصدر دون العالمين او القبر

ومن خلال قلق الكيان الصهيوني من نتائج الاحتجاجات في العالم العربي التقى ببرلين قبل يوم أمس الجمعة 5 آب /اوجسطس الحالي نائب وزير الدفاع الصهيوني ايوب كارا بزعيم الحزب الالماني الذي يطلق عليه / حماة المانيا – برو دوتشلاند / الذي يعتبر أحد أجنحة الحزب النازي الالماني باتريك برينكمان  الذي اكد لنائب وزير الدفاع الصهيوني حرص الحزب عل علاقات قوية مع الكيا الصهيوني وتكريس الحزب جهوده لمعادة الاسلام في المانيا واوروبا مؤكدا له حماية حزبه للكيان الصهيوني ووجوده .

كل المعادين للاسلام في اوروبا مثل فيلدريز واليهودي برودر وزعيم الحزب اليميني الفرنسي جان لوبان وزعيم الحزب القومي النمساوي  هانس كريستيان شتراخيه القسيس الامريكي جلين بيك ورئيس الحزب الفاشي الايطالي السابق جيوفرانكو فيني يعتبرون اصدقاء للكيان الصهيوني ومرغوب بهم كضيوف اجلاء في الدولة العبرية على حد راي اوري افنيري  الذي يراس حركة السلام الان في الدولة العبرية . ويؤكد افنري ان جميع الاحزاب القومية الاوروبية التي تحمل على عاتقها المعاداة للاسلام تعتبر خطرا على الامن والسلام الدوليين وهي اكثر تطرفا من اليمين المتطرف المعادي للسامية اذ تريد هذه الاحزاب اشعال نار حرب بين البشرية جمعاء ومن يريد السلام في منطقة الشرق الاوسط والعيش بمنطقة مزدهرة يسودها الحرية فعليه لجم هذه الاحزاب لأن الاسلام لا يعتبر خطرا على البشرية وقد عاش اليهود والنصارى في كتف الدولة الاسلامية ومنذ العهد النبوي وحتى اواخر الدولة العثمانية بمن وسلام ولم يعرف العالم  الخوف وعدم الطمأنينة الا منذ انهاء الخلافة الاسلامية .