حماة... الشهيدة الشاهدة والأبية الرائدة

د. ياسر سعد

[email protected]

تأبى حماة رغم عمق جراحها وعظيم مصابها إلا أن تتقدم الصفوفـ وتتصدر المشهد السوري الرائع في طريق الحرية المضرج بدماء الشهداء، والمخضب بتضحيات لا تنضب وعطاء لا يعرف الحدود.

حماة عاصمة الغضب السوري الهادر، تثأر لشهدائها وأي ثأر، ثأر تصوغه مفاهيم إنسانية راقية تسعى إلى الحرية والكرامة، وإلى بناء وطن موحد يتسع لجميع أبنائه، قائم على التسامح والتصالح، وعلى قيم راقية تحول وتمنع مستقبل الأجيال من أن تلوثه جرائم ومجازر كالتي اقترفها الأسد الأب ماضيا وكررها الأسد الابن.

أليس من العار على المجتمع الدولي والعالم العربي أن يبقى مقترفو جريمة حماة 1982 طليقي السراح، لا بل وما يزالون وبعد ثلاثة عقود يحكمون سورية ويتحكمون في مقدراتها وينهبون ثرواتها؟ أليس تحديا للعدالة وللأخلاق الإنسانية واستهتارا بها أن تعلن السلطات السورية تعيين محافظ جديد لحماة في عصر "الإصلاحات الأسدية" لواحد ممن كانوا في منصب أمني حين اقترفت مجزرتها الأليمة؟ إذا كان ثمة عدالة وقيم إنسانية تحكم المشهد الدولي، فإن مكان الكثيرين من رموز النظام السوري هو وراء القضبان!

أنين نواعير حماة 1982 غدت اليوم أهازيج حرية ونصرا

تضحيات حماة ومحنتها 1982 أينعت لأبنائها ولسورية كرامة وظفرا

من قال أن دماء الشهداء تضيع هدرا...

شهد زورا وقال هذرا

دماء الشهداء

 تضيء فجرا

وتصنع نصرا

 وترتد على الباغي خزيا وقهرا.