الأنظمة العربية أمعنت في استعمال صنوف القمع والتعذيب بحق شعوبها
الحمود:
الأنظمة العربية أمعنت في استعمال
صنوف القمع والتعذيب بحق شعوبها
عمان
قال سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة الأردني الدكتور نصير الحمود إن الأنظمة العربية أمعنت في استعمال صنوف القمع والتعذيب خلال عقود مضت في السجون ومحطات الاعتقال والمراكز الأمنية.وأضاف الحمود في حوار مع صحيفة "العرب اليوم" الأردنية إن تلك الأنظمة كشرت عن أنيابها مؤخرا حين لم تستح في ممارسة صنوف التعذيب في الشوارع وأمام كاميرات التلفزة، بعد أن كانت تنفي قيامها بذلك في السجون المغلقة، حين كان يوجه إليها الاتهام من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية.ورأى أن الطابع العام للأنظمة العربية يميل لتفضيل القسوة والخشونة، لكن تلك الأنظمة لم تدرك أن ارتفاع سقف الهوان الذي أذاقته لشعوبها كان سبب الثورات التي انفجرت في وجوه الحاكمين، حيث اعتبروا أن شعوبهم فائضا بشريا أو مجموعات متناثرة من الغوغاء التي لا يحق لها المطالبة بأبسط حقوقها والمشاركة والدعوة للإصلاح، مؤكدا إدانته لجميع ممارسات العنف التي تستخدم ضد المواطنين .كما أدان الحمود العنف المتمثل في حرمات الأجهزة الأمنية لدول عربية حق التوظيف والعمل في المؤسسات المختلفة نتيجة قيام الشخص المعني بالتعبير عن رأيه، أو نتيجة مشاركته في أنشطة سياسية أو حزبية.وقال الحمود إن الثورتين المصرية والتونسية مثلتا نموذجا طيبا في تمكن الشارع العربي من التخلص من الأغلال التي قيد بها لعقود طويلة، غير أن التجربتين اليمنية والليبية كانت أكثر وعورة على الرغم من تباينهما واختلاف طريقة التعامل معهما.وأشار إلى أن الشعوب العربية بلغت مرحلة ثورة ما بعد ثورات الاستقلال التي تركزت في أربعينات وخمسينات القرن الماضي،وقال" ربما تكون هذه الانتفاضات الأخيرة سبيلا لتحقيق الشعوب لتحررها الحقيقي والذي يعيد لها اعتبارها وموضعها بين شعوب العالم، تلك المكانة التي سلبتها أنظمة قالت عن أنفسها ثورية".ورأى الحمود أن التحولات السياسية الحاصلة في الشرق الأوسط لا تصب في الصالح الأميركي، وهي شبيهة بتك الحقبة التي بدأت خلالها بريطانيا العظمى في فقدان مناطق نفوذها في العالم بدء من درة تاجها الهند، لتكون هذه الأخيرة مع الصين والبرازيل وروسيا وماليزيا القوى الصاعدة ضمن منظومة "بريك" التي أتوقع أن تحظي بوزن دولي هائل في العشرية المقبلة، حيث تتكامل في هذه المنظومة عناصر القوى العسكرية والتكنولوجية والصناعية والبشرية، وهي عناصر فقدت بعضها لدى الاتحاد السوفييتي السابق في مواجهته المعسكر الغربي خلال فترة الحرب الباردة. ورأى أن الشارع الفلسطيني سيكون المستفيد الأكبر من الحراك الحاصل بالساحات العربية، حيث أدركت تلك الشعوب مرارة الألم والظلم التي تذوقها الشعب الفلسطيني منذ الانتداب البريطاني، حين مارست تلك التجربة تحت ظل قيادات تبين أنها لا تحمل أجندات قومية ولا وطنية أيضا وإنما مصلحية ضيقة، وكانت افعالها تناقض الشعارات المرفوعة من قبلها.ولفت إلى أن الدور الأميركي آخذ بالتراجع على مستوى الشرق الأوسط، فقل بلغت ذروة السطوة الأميركية على عالمنا في الفترة الأولى من حكم الرئيس السابق جورج بوش الابن، ثم أخذت تلك القوة في التراجع بشكل ملفت منذ الفترة الثانية لحكمه، وذلك مع الفشل الحاصل في العراق وأفغانستان فضلا عن تعرض الولايات المتحدة لأزمة اقتصادية طاحنة أضعفت قواها.وعبر الحمود عن اعتقاده بأن هيمنة القطب الواحد أخذت في الأفول تدريجيا منذ انتهاء حقبة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلنتون حين بلغت الولايات المتحدة الأميركية ذروة قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية.