قراءة ديموغرافية لحكومة عادل سفر السورية
عبد الحكيم صادق
الخلاصة
كان المأمول أن يشكل الرئيس بشار الأسد وزارة تعبر عن صدق نيته في الإصلاح. ومع أنني لست محترف سياسية. وقد انتظرت السياسيين طويلا لتقديم قراءة متكاملة للوزارة العتيدة ولكن أحدا لم يفعل ذلك. مكثت أياما أدرس التركيب الوزاري من الناحية السكانية. من حيث تعبيرها عن الجغرافيا البشرية للمجتمع السوري. وها أنا أضع النتائج التي توصلت إليها بين يدي القارئ، جهد المقل. وفي الحلقتين القادمتين سأعمل على تقديم قراءة على المستوى السياسي. وأخرى على المستوى الأخلاقي. أي قراءة على مستوى القدرة وأخرى على مستوى الأمانة. أكرر لست محترفا وأبحث عن المساعدة من كل مواطن سورية. نريد أن نفتح صفحة ذاتية لكل وزير. ليكون معروفا أمام الجميع. أرسل لي معلوماتك على البريد في أسفل المقال. وهذا طلب مفتوح لتقديم المساعدة بالمعلومات.
الملاحظات العامة على تشكيل الوزارة
· حرمان أبناء محافظة حمص من أي حقيبة وزارية ومن أي وزارة كذلك !! حمص هي المحافظة الثالثة من حيث عدد السكان في سورية.
· حرمان أبناء محافظة إدلب من أي حقيبة وزارية ومن أي وزارة كذلك. وإدلب هي المحافظة السابعة من حيث عدد السكان في سورية.
· منح محافظة حماة حقيبة وزارية واحدة فقط ، ووزارتين من غير حقيبة. دون أي موقع سيادي في الدولة. وهي المحافظة الرابعة من حيث عدد السكان في سورية.
· منح محافظة حلب ثلاث حقائب وزارية فقط بدون أي موقع سيادي أو وزارة سيادية.
· منح محافظة طرطوس ( محافظة الرئيس بشار الأسد ) خمس حقائب وزارية!!. أي خُمس عدد الحقائب مع وزارتين سياديتين. مع العلم أن ترتيب المحافظة في عدد السكان هو الحادية عشرة من ثلاث عشرة محافظة سورية.
· استئثار محافظة رئيس الدولة ورأس الحكومة بست عشرة حقيبة وزارية من خمس وعشرين. وست عشرة وزارة مع من أصل ثلاثين وزارة خمس منها بلا حقيبة. أي استئثارهم بأكثر من نصف الوزارات، وقريبا من ثلثي الحقائب وجميع المواقع السيادية.
· استئثار رئيس الجمهورية وطائفته بالمواقع السيادية التالية رئاسة الجمهورية –رئيس هيئة الأركان العامة حسن تركماني – وزير الدفاع العماد علي حبيب – وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار – وزير الإعلام عدنان حسن محمود - آثرنا ألا نتوقف عند المواقع الأخرى. وإذا استثنينا وزير الخارجية ونائبي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء فقد سيطرت طائفة الرئيس على جميع المواقع السيادية في هيكل السلطة التنفيذية. ولعل التوزع في كل مواقع الدولة وعلى جميع المستويات ليست أحسن حالا. إن تخويف المجتمع السوري من الحديث عن الطائفية كان الغطاء لانتشار المشروع الطائفي في حياتنا. – ليس طائفيا من يشخص الطائفية وإنما الطائفي من يمارس الطائفية ومن يتستر عليه
وهذه هي التفاصيل في تشكيل الحكومة السورية
لم يخف عليّ وأنا أعد هذه الدراسة المسحية لمنابت رجال الحكومة السورية التي شكلت من أجل المضي في طريق الإصلاح الذي وعد به الرئيس بشار الأسد؛ أن تشكيل الحكومة لا يخضع أصلا للمبدأ التمثيلي. وأن كل وزير في وزارته هو خادم لكل السوريين على الخارطة السورية من السويدا حتى القامشلي، بلا تمييز ولا استئثار. ويبقى للنظرة السياسية الحصيفة التي أشار إليها رئيس الجمهورية في كلمته الإرشادية للوزارة الجديدة بضرورة دمج المناطق النائية والأرياف في مشروعات التنمية والإصلاح هذه اللفتة الرئاسية فاتت مركب الوزارة الجديدة الذي احتفظ بأكثر من نصف مقاعد الحكومة لمحافظته ولمحافظة الرئيس الذي عينه مع المواقع الرئاسية الأكثر تأثيرا بينما ترك لبقية السوريين مجتمعين بقية المقاعد بما فيها خمس وزارات بلا حقيبة...
ولكي أضع القارئ في تصور واقعي لتوزع المحافظات السورية حسب الترتيب في عدد السكان. أقدم العرض التالي مرتبا المحافظات السورية حسب سكانها، مشيرا إلى عدد الوزارات التي أعطيت لكل واحدة منها والمواقع السيادية التي حسبت لها..
أولا- محافظة حلب..
هي الأولى في سورية من حيث المساحة وعدد السكان. السكان أكثر من خمسة ملايين نسمة. والمساحة 10% من المساحة الكلية..
لم تُعط هذه المحافظة في الوزارة الحالية أي موقع سيادي في الدولة.
ومحسوب عليها المفتي العام للجمهورية ولكن دائرة الإفتاء أُتبعت في عصره إلى وزير الأوقاف ( الطرطوسي من بلد الرئيس ) بعد أن كانت تابعة من قبل إلى رئيس الجمهورية الطرطوسي أيضا.
وجدير بالذكر أن المفتي العام للجمهورية يعمل تحت إمرة مباشرة لقسيس اسمه ( باسل القس) حيث يصوغ مستشار المفتي باسل القس الأجوبة للمفتي وخطاباته، ويقوم المفتي بالتوقيع عليها. أي البصم عليها كما يأمره القسيس. لقد تم تجريد محافظة حلب من جميع الوزارات السيادية حتى محافظ حلب من عائلة منصورة يقولون هو من طائفة الرئيس وأنا غير متأكد من ذلك.
في الوزارة الجديدة أعطيت حلب ثلاث حقائب وزارية ليس فيها وزارة سيادية.
فكان لها محمد نضال الشعار وزيرا للاقتصاد..
وصالح الراشد وزيرا للتربية
ورضوان الحبيب .. وزيرا للشئون الاجتماعية والعمل..
وحين نعتبر أن محافظة حلب تمثل ربع سكان سورية فإن من حقها 7 – 8 وزراء مع موقع سيادي على الأقل..
ثانيا محافظة دمشق و ريفها دمشق
رأيت أن دمج محافظة دمشق مع ريفها هو الأفضل
التجمع البشري الثاني من حيث عدد السكان. عدد سكان ريف دمشق يتجاوز ثلاثة ملايين نسمة.. وسكان مدينة دمشق يناهز المليونين
حظيت هذه المحافظة:
1 عادل سفر رئيسا للوزراء...... موقع سيادي أول
2 - وليد المعلم وزيرا للخارجية والمغتربين أيضا... موقع سيادي ثان
3- لمياء عاصي وزير للسياحة ريف دمشق
4- عماد خميس وزيرا للكهرباء ريف دمشق
5- عماد الصابوني الاتصالات والتقانة
6- محمد رياض عصمت وزيرا للثقافة
7 – تيسير كلا عواد وزيرا للعدل وزارة سيادية موقع ثالث
8- عبد الرزاق شيخ عيسى للتعليم العالي
9- محمد الجليلاتي المالية موقع سيادي رابع
10 – عدنان سلاخو وزيرا للصناعة
11 – جوزيف سويد وزير دولة
12 ومع احتفاظ محافظة دمشق بموقع رئاسة الوزراء وثلاث وزارات سيادية. تحتل نجاح العطار من مدينة دمشق موقعا سياديا إضافيا خامسا مهما وهو موقع نائب رئيس الجمهورية للشئون الثقافية
ثالثا محافظة حمص
مدينة حمص هي المدينة الثالثة من حيث عدد السكان.. مع مليون وثماني مائة ألف مواطن..
إقصاء كامل عن المواقع السيادية. والحقائب الوزارية. ولا حتى وزير دولة بلا حقيبة.
تم تغيير المحافظ في زحمة المظاهرات..
ومن المواقع السيادية المتقدمة أن زوجة الرئيس السيدة السورية الأولى من أصل حمصي. حيث جاء والداها المهاجران إلى بريطانيا من المدينة نفسها.
رابعا محافظة حماة
المدينة الرابعة من حيث عدد السكان في سورية مع مليون ونصف مليون نسمة. وتسمى عند السوريين مدينة أبي الفداء نسبة للمؤرخ أبي الفداء الأيوبي.. شاركت حماة في هذه الوزارة بأربع وزارات ثلاث منها وزير بلا حقيبة
فيصل عباس وزيرا للنقل
حسين فرزات وزير دولة
حسان الصاري وزير دولة..
غياث جرعتلي وزير دولة من مواليد منطقة سلمية
لم تحظ مدينة حماة بأي موقع سيادي. وكما هو معلوم أن موقع وزير دولة هو موقع ترضية على خلفية حزبية أو فئوية أو ربما لاعتبار إرضاء أطراف الجبهة الوطنية التقدمية. وهذا يعني المزيد من الإرهاق للميزانية العامة في الوقت الذي يتحدث فيه الناس عن الإصلاح..
خامسا _محافظة الحسكة
مع ما يقرب من مليون ونصف نسمة مع تعددية قومية ودينية..حظيت المحافظة.. بوزيرين اثنين وزير الري وآخر بدون حقيبة ممثلا لحزب شيوعي !!
جورج ملكي صوما وزيرا للري عن مدينة القامشلي
يوسف أحمد .. وزير دولة
سادسا محافظة إدلب
المدينة السادسة في سورية من حيث عدد السكان. بستان الشمال السوري للزيتون والتين والعنب والكرز..
مع ما يقرب مليون ونصف المليون من السكان.
إقصاء كامل. ولم يجد فيها السيد عادل سفر أي خبير يمكن أن يشارك في الوزارة !!!! إبراهيم هنانو هو أحد أبناء هذه المدينة مع الفخر.
سابعا محافظة دير الزور
دير الزور عاصمة الفرات الأوسط استحقت مع تابعتها البوكمال وزيرين بحقيبتين
فريد حجاب وزير للزراعة والإصلاح الزراعي دير الزور
سفيان علاو وزيرا للنفط والثروة المعدنية البوكمال – دير الزور
ثامنا محافظة اللاذقية:
عاصمة الشاطئ السوري مع عدد سكان مليون نسمة حظيت بمقعد واحد في الحكومة هو مقعد سيادي من الدرجة الأولى
محمد إبراهيم الشعار وزير الداخلية
والمعروف عنه أنه كان يمارس التعذيب حتى يجهز على الضحية منذ الثمانينات عندما كان ضابط استخبارات في مدينة حمص.
تاسعا محافظة درعا
درعا الثائرة المناضلة مع حقيبة وزارة الصحة..
وائل الحلقي وزيرا للصحة..
نذكر أن درعا تحتفظ بموقع سيادي أول هو بعهدة فاروق الشرع النائب الأول لرئيس الجمهورية.
عاشرا محافظة الرقة
كانت الرقة منتجع هارون الرشيد الصيفي على الفرات..وحظيت الرقة بحقيبة وزارية واحدة هي وزارة الإسكان والتعمير للسيدة هالة الناصر.
هالة الناصر الإسكان والتعمير
المحافظة الحادية عشرة طرطوس
المحافظة هي مسقط محل قيد الرئيس بشار الأسد الطرطوسي من القرداحة..
ومع سبع مائة وخمسين ألف نسمة من السكان. ثلاثة أرباع مليون حظيت المحافظة بخمس وزارات منها وزارتان سياديتان مهمتان هما وزارة الدفاع ووزارة الإعلام. وإذا تذكرنا موقع وزارة الداخلية أيضا ندرك حجم السيطرة..
1 _ العماد علي حبيب وزير الدفاع
2- محمد عبد الستار السيد ورث حقيبة وزارة الأوقاف عن والده
3-عمر غلاونجي وزير للإدارة المحلية..
4-عدنان حسن محمود وزيرا للإعلام
5- كوكب الداية لشئون البيئة ( بانياس )
المحافظة الثانية عشرة السويداء..
مع نصف مليون من السكان. وكونها محافظة جبل العرب وشيخ الثورة السورية سلطان باشا الأطرش، حظيت بوزارة واحدة هي
شئون رئاسة الجمهورية منصور فضل عزام
المحافظة الثالثة عشرة هي محافظة الفنيطرة مع مائة ألف نسمة.
خرجت من الحكومة لعدم أهمية الجولان.
ملاحظة دمجنا محافظة ريف دمشق بمحافظة مدينة دمشق.
وبعملية بسيطة حين نجمع الحقائب الوزارية التي أسندت إلى وزراء من محافظتي رأسي الهرم في السلطة التنفيذية محافظة رئيس الجمهورية ومحافظة رئيس الوزراء. ( محافظة دمشق ومحافظة طرطوس ) نجد أن المحافظتين قد حظيتا بأكثر من نصف الحقائب الوزارية، (ست عشرة وزارة من أصل ثلاثين وزارة)، وبمعظم المواقع السيادية في الدولة. بينما تم إقصاء محافظتين كبيرتين عن تشكيلة الحكومة تماما : محافظة حمص ومحافظة إدلب. وهضمت حقوق بقية المحافظات السورية. وإذا أخرجنا من العدد الأصلي الوزارات بدون حقيبة ( خمس وزراء ) بمسمى وزير دولة ندرك أن حجم المشاركة العامة للمجتمع السوري في مدنه وبلداته إلى حجم استئثار محافظة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء هو 16 حقيبة وزارية من 25 حقيبة بمعنى أن رئيس الدولة ورئيس الوزراء قد خصوا أبناء مدنهم بست عشرة حقيبة وزارية بما فيها الوزارات السيادية وتركوا لبقية المجتمع السوري تسع وزارات هامشية.
ومرة ثانية نؤكد أن تشكيل الحكومة لا يكون تمثيليا كما هو الأمر في مجلس النواب. ولكننا نضع الأمر بين يدي المواطن ليقرأ الوقائع بعقله المفتوح.. وكل حكومة وسورية وشعبها بألف خير.