الإصلاح في ظل دبابة قتاليه من طراز ت -٧٢
الإصلاح في ظل دبابة قتاليه من طراز ت -٧٢
م. هشام نجار
najjarh1.maktoobblog.com
أعزائي
القراء
عندما تقدم الشعب السوري بمطالب الإصلاح لم يكن يخطر بباله ان النظام سيستعرض
دبابات الشعب في شوارع مدنه وقراه وبشكل إستفزازي ذكْر الشعب بإجراءات مماثله تمت
في القرن الماضي لسبب بسيط هو أن النظام وافق نظرياً على مطالب الإصلاح وإعتبرها
مشروعه بل إعتذر عن تأخرها وحاول الشعب هضم مبررات التأخير وإنتظر الإجراءات.
الإجراءات لم تأت مما ولّد لدى الشعب قناعة ثابته مفادها أنها لو أتت فإنها ستكون
منقوصه ولاتلبي حاجاته,
أعزائي القراء
أعاد الشعب السوري مطالبه بمظاهرات سلميه تهتف بلغة عربية واضحه فرد النظام عليها
بدس عملاء له مهمتهم شيطنة المظاهرات وحرف المطالب الشعبيه, ومثل هذه المجموعات
التي يطلق عليها الكتائب القذره وظيفتها تقديم التبريرات لقتل ابناء الشعب السوري
المطالبين بالإصلاح. وبالرغم كل هذه الإستفزازات فإن المظاهرات بدأت بالتوسع أفقياً
لتغطي الكثير من المدن والقرى السوريه وعمودياً لتدخل اعدادها فئة العشرات الألوف
ومازالت بإزدياد .هذا التطور ازعج النظام فطور أساليبه الردعيه حتى بلغ عدد شهداء
الإصلاح وخلال إسبوعين فقط وفق تقارير لمنظمات حقوق الإنسان ستمائة شهيد أما عدد
الجرحى فيصعب حصرهم بسبب محاصرة المستشفيات من قبل رجال الأمن مما جعل الأهالي
يعالجون جرحاهم بصوره بدائيه وسريه بعيداً عن جواسيس النظام
اليوم هو الثلاثاء ١٢ / إبريل ٢٠١١ والمنحى التصاعدي للصمود الشعبي وإصراره على
إنتزاع مطالبه يتزايد وفق سلسله هندسيه وليس حسابيه.هذا التصاعد المشروع رد عليه
النظام بخطوه غير محسوبه بإستعراض دباباته ت-٧٢ في محيط المدن والقرى السوريه .فوقع
النظام في المحظور.
أيها الساده في النظام السوري
إن الشعب السوري وبالرغم من إستعراض قوتكم في بانياس وحمص ودمشق ودرعا مازال الشعب
يطالبكم بالحوار حول طاوله مستديره مع رموز الشعب وفق جدول اعمال يقبل به الشعب
اولاَ ولايهم مكان الإجتماع فليكن في مبنى القياده القطريه لحزبكم في دمشق.. وليكن
في المسجد العمري في درعا..وليكن في الجامع الأموي في دمشق.. وليكن في كنيسة في
اللاذقيه...ولكن نرفض رفضاً قاطعاً ان يكون إجتماعاً تحت ظل دبابة ت -٧٢ وأكررها
ثلاثاً فهذه الدبابه مكانها في هضاب الجولان وليس وديان بانياس ..مكانها صفد وليس
هضاب درعا وسهول حمص..هذه الدبابه نحن من دفع ثمنها وليس بعض الفاسدين من النظام
الذين جمعوا ملياراتهم السوداء خارج نظام الضريبي .هذه الدبابه التي ساعد الشعب
السعودي والخليجي وحكوماتهم مع الشعب السوري لجعلها العمود الفقري في التوازن مع
إسرائيل وليس التوازن الإستراتيجي ضد الشعب السوري.
أيها النظام أقول لك ناصحاً ولست مبالغاً إننا في الربع الساعة الأخيره فإغتنمها
حواراً صادقاً اليوم وليس الغد والشعب جاهز على أن لا يكون تحت ظل دبابه مكانها في
الجولان ولا ان يكون في قبو من اقبية مخابراتكم
.
مع تحياتي