إيمان العبيدي هي جميلة بوحريد ليبيا بامتياز
د. جاسم العبودي
زَغْردِي يا أمّ إيمان
إيمان.. أذلَّتْ أصاغر الطاغية حين قالت: أنا من بنغازي
جميلة بوحريد، كانت في خاصرة الإستعمار الفرنسي، قنبلة قاتلة
لأنها كانت تنشد "الجزائر أمنا"
ولدت عام 1935 م بحي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة
إيمان أغضبت كلاب النظام لأنها قالت بشجاعة : أنا من عاصمة الثوار
جميلة انتظمت إلى صفوف الثورة الجزائرية 1956م وهي لا تزال يافعة
إيمان محامية انظمَّت لثوار ليبيا في 26 مارس عام 2011
جميلة نقلت الأسلحة وزرعت القنابل والعبوات الناسفة
إيمان باسم كل نساء ليبيا الطاهرات
فجَّرت رأس الديكتاتور بالكلمات
جميلة.. أصابوها في الكتف عام 1957م برصاصة
"وسجائر تطفئ في النهدين
القيد يعض على القدمين
أكلت من نهديها الأغلال"
إيمان.. خمسة عشر ابن زانية في نقطة تفتيش يوم 24/3/2011 احتجزوها
وكسروا يدها وأدمُوا فخذيها واغتصبوها
يا قبائل ليبيا المؤيدة للقذافي.. تحملتم الذل والخنوع عقودا أربعة..
ومن لم ينتفض منكم لشرف إيمان ليس من عرب ليبيا
والبَسُوا تنورات شبقات القذافي المرافقات
واحلقوا شواربكم واجلسُوا مع المرتزقات
جميلة.. حكم عليها بالإعدام يوم 7 مارس 1958م في محكمة صورية
"أتعبتِ الشمس ولم تتعبْ
يا ربي هل تحت الكوكب
يوجد إنسان
يرضى أن يأكل أن يشرب
من لحم مجاهدة تصلب ؟"
فرَّت إيمان ترتدي عباءة سوداء إلى فندق ريكسوس في طرابلس
تستنجد بالصحفيين الأجانب تصرخ وا معتصماه !
وأنتم يا زبانية القاتل لا غيرة لكم كالجرذان تختبؤون !
أما يخجلكم.. يدافعُ عنها الأجانب..؟ "وينكم يا شباب طرابلس ؟"
وأنتم يا أنذال.. تتسابقون على غلق فمها.. وليِّ يدها
ومتوحشة تسبُّها.. وتتدافعون على حملها
ثم تزعمون أنها "متخلفة عقليا".. "ومريضة نفسيا".."وفي حالة سكر"
لأنها كسرت شوكة غطرسة "أبو الجرذان"
جميلة.. رمز من رموز النضال الجزائري والعالمي
وإيمان علامة مضيئة في حركات التحرر
في بنغازي يوم (27/3/2011) احتشدت
حميع نساء أحرارها تدوي كلنا إيمان..
وأنتم ابقَوا في مخابئ النمل مع "أبو الجرذان"
زَغْردِي يا أمّ إيمان
إيمان.. لقد اختصرت كل نساء ليبيا الشريفات
وتحولت دموعها إلى قنابل هزَّت ضمائر العالم في كل القنوات
زَغْردِي يا أمّ إيمان
دموع إيمان تحولت إلى زلزال على "أبو الجرذان"
سقطت إجدابيا.. وراس لا نوف.. وبن جوَّاد..والعقيلة.. والنوفلية..
وإلى سرت وطرابلس هاهم الثوار قادمون محررون
إهربُوا أيها المرتزقة.. قبل أن يخصيكم الثوار
ويا من تدافعون عن الطاغية..
الثوار أمامكم.. وطائرات الحلفاء فوقكم..
والذل والعار وراءكم.. فاختاروا بين الحرية أو يوم عسير
واعلموا أن صنمكم الذي يهدد بزحف الملايين
محاصراً منبوذاً هو وعائلته..فعودوا إلى شعبكم إن كنتم أحراراً
زَغْردِي يا أمّ إيمان
خمسة ملايين ليبي يبصمون لك بعفاف إيمان
وغداً.. يكون باب العزيزية.. باب الثوار
وأول جناح فيه يكون جناح إيمان
زَغْردِي يا أمّ إيمان
إذا غنَّى نزار قباني لجميلة:
"الاسم جميلة بوحريد // رقم الزنزانة تسعون //
في السجن الحربي بوهران// والعمر اثنان وعشرون"
إيمان غنَّت لها كل الشعوب.. وستغني سنين
زَغْردِي يا أمّ إيمان
إذا الفنانة ماجدة الصباحي مُنحت درع المجاهدين الجزائريين
على بطولتها فيلم صور مآثر البطلة جميلة بوحريد عام 1958
الشعب الليبي التواق للحرية منحَ
إيمان العبيدي درع جميلة بوحريد ليبيا بإمتياز
لأنها والثوار تعاضدا على إسقاط مدمر ليبيا المجنون
وبسقوط عرشه المتهري والمتهاوي سيسقط كل حكام العرب الطغاة