مختلف جداً
برقيات... برقيات... برقيات
زهير سالم*
مختلف جداً
يعيش الشعب السوري أجمع في محنة. يخوض الشعب السوري اليوم معركة تحقيق ذاته. والدفاع عن وجوده. عاش هذا لشعب منذ نصف قرن مسلوب الحقوق، مهدور الكرامة. وهو يتحرك اليوم تحركا وطنيا سلميا لاسترداد حقوقه؛ فيبطش الظالمون به ويُسفكون، على رؤوس الأشهاد، دمه...
الشعب السوري مصمم على تحقيق أهدافه، وانتزاع حريته. يرفع رأسه في غمار الحدث الراعف، يلمس جنبه، يلقي سمعه شهيدا يتلمس حقوقا طالما بذلها، يرتد البصر حسيرا، ولا يحصد السمع غير رجع الصدى..
كان أبناء الشام دائما أبناء بر ووفاء، وسيظل أبناء الشام أبناء بر ووفاء. وسيكونون قادرين، بإذن الله ، على اقتحام العقبة وتجاوز المحنة والانتصار على الجراح ..
سيظلون يبذلون وإن مُنعوا، ويصلون وإن قطعوا، وينصرون وإن خُذلوا.
فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا..
مختلف جدا.. حقا إنه مختلف جدا
ويل للمطففين..
تدّعي قنوات الإعلام المهنية والحيادية والمصداقية، تزعم أنها تنقل الحدث كما هو ولا تصنعه، تظن بعض قنوات الإعلام ، ظن الإثم ، أن الناس يتابعون فقط ما تنقل، وتقدم..!! وتغفل هذه القنوات عن أنها تعمل ،مضطرة، تحت الشمس. وأن الشهود الذين يتابعون ما تبديه يتابعون بنفس الوقت ما تخفيه. تتساءل الأم الثكلى لماذا لا يهتم هؤلاء بدم ولدي؟! يصرخ الولد اليتيم أي ظالم هذا الذي يتجاهل دم والدي؟! يرفع طفل في العاشرة أصبعه، مخلوعة الظفر، كما في صفه المدرسي، بعد أن نال حظه من الإرهاب والعذاب في درعا الحبيبة: لماذا يفرق هؤلاء بيني وبين أخي الذي أطفأ الصهيوني نور عينيه بالفسفور الأبيض في غزة..
يتهجى سورته التي يحاول حفظها: ويل للمطففين. يقول لأمه نعم لقد فهمت الآن معنى : ويل للمطففين..
أذل الحرص أعناق الرجال
اجتمعت القيادة القطرية، قررت القيادة القطرية. منعت القيادة القطرية. منحت القيادة القطرية. هي مجرد قيادة حزب، لا مرجعية دستورية لها في سلطات الدولة. حانت ساعة الحساب والمراجعة والتقويم، يقال الآن للحكومة ووزرائها شاهت الوجوه ، يقال لهم: (( كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ )).
الحديث عن قرب استقالة حكومة المنسأة يثير الشفقة، وربما يثير مشاعر أخرى مغايرة للشفقة. من الشفقة أيضا ألا نسميها. (أذل الحرص أعناق الرجال). نعم يا رئيس الحكومة ويا وزرائها ( أذل الحرص أعناق الرجال )
قانون الطوارئ أو قانون محاربة الإرهاب!!
زعموا أنهم قد اتخذوا قرارا بإلغاء حالة الطوارئ. وأنهم يحتاجون إلى بعض الوقت لإعلانه. أكدوا أنهم سيبادرون إلى إعلان تعليق العمل بقانون حالة الطوارئ بمجرد أن يعيدوا صياغته تحت عنوان ( قانون مكافحة الإرهاب ). الهدوء النسبي الذي شهدته المدن السورية اليوم الأحد جعل الرهط يراجعون أنفسهم وسياستهم. عشية الأحد كان معلقٌ من طرف السلطة يتحدث على إحدى الفضائيات بلهجة أخرى، وصوت آخر..
لم يدرك القوم أبدا حقيقة ما يجري حولهم، إنهم يقولون أشياء عند الصباح، ويسحبونها مع الظهيرة، ويعودون إلى تعديلها عند الأصيل. لقد تم إلغاء قانون الطوارئ بل سيلغى، و( بل عند العرب للإضراب). سيتحدث الرئيس.. لن يتحدث الرئيس. اتصل بي مقدم أخبار من إحدى الفضائيات: قال ماذا تتوقع أن يتضمن خطاب الرئيس؟! قلت لن يتحدث الرئيس!! قال بل وكالة الأنباء العالمية ( ..) ذكرت أن الرئيس سيتحدث بعد قليل، ونريد أن تحدثنا عن توقعاتك.. قلت كان ذلك قبل ساعة!!، هذا الاضطراب يخفي وراءه ما هو أكبر من الحديث !! والعودة إلى اللعب على بالكلمات بين قانون الطوارئ وقانون مكافحة الإرهاب ، حيث لا فرق ، ترسم أمام المواطن السوري طريق خلاصه الطويل. طريق الآلام بكل ما يقتضيه من تضحيات. يدرك المواطن البصير أن الخطوة الأولى لم تنطلق بعد، يقول مصمما: نصبر ونحتسب: والله المستعان وعليه وحده التكلان.
قانون جديد للإعلام وسحب ترخيص مراسل وكالة عالمية!!
مرة أخرى نجد أنفسنا أمام نهج من (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ..))، وبينما تبشرنا السيدة مستشارة الرئيس بقانون عصري للإعلام قانون ( يمنع حبس الصحفي ويسمح فقط بمقاضاته إن قال!! ) يتم سحب ترخيص مراسل وكالة عالمية. قال المعلق الرسمي إن على مراسلي الوكالات العاملين في سورية أن يلتزموا بالرواية الرسمية للأنباء، هل يحتاج هذا إلى تعليق..؟!
لقد استمتعوا بدمنا االقرمزي المسفوح على خضرة الربيع.. أرسل أحدهم مؤيدا. قال الآخر عجلوا في تنفيذ المخطط كي لا نُحرج. ( تشكر دارم ).
ادعى معلق رسمي من أبناء درعا أن سيارات محملة بالرجال دخلت إلى درعا عبر الحدود. لم يوضح أي حدود؟أ واكد الرجل عينه أن الرجال الذين يلبسون ( أسود بأسود مع لحى سوداء ) والذين أكد مواطنون مشاركتهم في عمليات القتل في درعا هم منسبو بعض الأجهزة الأمنية. بالأمس شككتُ بالرواية الشعبية، واليوم وعلى الرغم من التأكيد الرسمي الذي صدر عن الرجل ما زلت في ريب منها..( بهار آمد ..).
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية