من المسئول عن حماقة القذافي
محمد هيثم عياش
لا يعتبر الفقر ورداءة الاحوال الاقتصادية وراء الاحتجاجات التي بدأت في بعض الدول العربية مطلع عام 2011 الحالي ، فاذا ما قارنا الشعب الليبي عن الشعبين التونسي والمصري اللذين استطاعا وخلال اقل من ثلاثة أسابيع الاطاحة بزعيمي بلدهما زين العابدين بن علي وحسني مبارك ، نجد ان الشعب الليبي أحسن حالا اقتصاديا من التونسيين والمصريين فلا يوجد اي بلد في العالم يوجد فيها يد عاملة ليبية تذكر على عكس دول العالم التي تمتلأ بالعمالة المصرية والتونسية وغيرها مثل المغاربة واليمنيين والسوريين وغيرهم من دول الشرق الاوسط والشمال الافريقي ، بل أن الكبت السياسي ومصادرة الحريات العامة والاحتيال على ما يطلق عليه بالنظام الجمهوري الذي ينص على انتخاب رئيس دولة كل اربعة أو سبعة اعوام وجعل النظام الجمهوري نظاما يتلاعب به رؤساء هذه الدول وراء الاحتجاجات .
وعلى حد رأي خبير منطقة الشرق الاوسط بمعهد هاينريش بول للدراسات الدولية الكسندر فيبر من خلال ندوة دعا المعهد اليها يوم الاحد من 27 شباط/ فبراير ببرلين الذي يناقش ايضا وعلى مدى حالة العالم العربي الحالية وموقف الاسلام من المظاهرات والديموقراطية ، ان الدول العربية التي تحكمها الملكية بعيدة كل البعد عن مثل هذه الاحتجاجات باستثناء البحرين ، فحكومة هذه الدولة وقعت باخطاء جسيمة من خلال منحها الجنسية بدون تقدير هذا الخطأ جعل من الاقلية الدينية اغلبية سكان تلك الدولة واغلبية سكان تلك الدولة الاصليين فالانفتاح السياسي والحزبي ضرورة ملحة الا انه كان من الضرورة ان يكون الانفتاح مرسوما ووفق دراية وبعد نظر سياسية حول الخطر الذي يمكن ان يلحق جراء الانفتاح بمنطقة تعيش بخلاف دائم مع ايران اضافة الى انها مطمع لمطامع الغرب الذي يتربص بالمنطقة هو الآخر الدوائر لمصالحه الاقتصادية .
صحيح ان الانتفاضة التونسية والمصرية حققت الكثير من النجاح بازاحة رئيسي تلك الدولتين واخافة العسكر واعطاء اي حكومة تحكم بلدهما درسا لن تنساه ابدا بأن الشعبين لا يزالان على قيد الحياة ، اما الشعب الليبي الذي سقط منذ اعلانه الانتفاضة ضد معمر القذافي اكثر من 1 الف شهيد فهو يختلف عن المصريين والتونسيين فالقذافي رجل غريب الاطوار ، وعلى حسب راي خبير الشرق الاوسط الصحافي والكاتب الالماني بيتر شولاتور ، بأن القذافي لا يملك فكرا سياسيا ناضجا فالفكر الذي يحمله مزيج من القسوة والعنف والثورة فهو كان ميالا للفكر الاسلامي واستطاع من خلال بعض افكاره جذب بعض الحركات الاسلامية اليه مثل حزب التحرير الذي رأى بعض قادة هذا الحزب بان القذافي يستطيع اعادة دولة الخلافة الا انهم انقلبوا عليه لما لمسوا عدم صدقيته وحبه للاستغلال واعلانه في وقت سابق من الاسبوع الماضي الويل والثبور لشعبه دليل واضح على ان الرجل شغوف بسفك الدماء .
الا أن شغف القذافي بسفك الدماء وحب الزعامة والسيطرة والجهل بالاسلام وتغييراته التي طالت التأريخ الاسلامي ومحاولته اللعب بآيات القرآن الكريم يتحمل مسئولية ذلك زعماء الدول العربية ، اذ لم يقم اي زعيم عربي بتوجيه نصائح للقذافي وحثه بالعودة الى الاسلام والكف عن التلاعب بتعاليمه كما ان هناك زعماء عرب لا يزالون وبالرغم من العنف الذي يعاني الليبيون منه وانتقاد اكثر دول العالم للقذافي يكفون عن توجيه أي انتقاد للقذافي أو اي تأييد معنوي للشعب الليبي كما أن الغرب يتحمل قسطا كبيرا لمعاناة الشعب الليبي من القذافي فهو اصبح بعين بعض زعماء الدول الغربية شريكا استراتيجيا لهم في افريقيا والشرق الاوسط لضرب الحركات الاسلامية كشرطي للغرب في تلك المناطق على حسب رأي احد الصحافيين المسلمين الذين يعملون ببرلين .
وحيا الله المجاهدين الليبيين وكل من يقف الى جانبهم ضد الطاغية الاحمق المطاع معمر القذافي فهو احمق لانه لا يعي ما يفعل ويقول فقد انذر يوم الثلاثاء من 22 شباط / فبراير الحالي بكلمة عبر الرائي الحكومي شعبه بالقتل بل أهانه لوصفه الذين يناوئونه بالجرذان ومحتسي الخمرة وحاشا لله ان يجعل من يجاهد في سبيله شارب خمرة ومدمن مخدرات فابناء القذافي مدمنو خمرة ومخدرات من سيف الشيطان الى سيف الحمقى / للقذافي ولد آخر اسمه سيف العرب يعيش في مدينة ميونيخ غامض الحركة له علاقات مشبوهة / وسجلاتهم السيئة في اوروبا لم تغلق بعد وبعضهم ممنوع من السفر الى دول اوروبية جراء ارتكابهم مشاكل وفواحش لا تعد ولا تذكر ، هذا الاحمق يظن ان جميع الشعب الليبي شارب خمرة مدمن مخدرات مثل ابناءه ويظن بنفسه انه سيقتل شهيدا اذا ما حارب شعبه وقتله شعبه فبالرغم من ان صدام حسين قتله الامريكيون على يد الشيعة الا انه لم يكن شهيدا ويأبى الله ان يتخذ ممن سفك الدماء البريئة وعاث في الارض فسادا وجعل اهل بلاده شيعا يستضعف طائفة على طائفة ان يتخذه شهيدا من يطلق رصاصة واحدة حتى ولو كانت طائشة على معمر القذافي فهو سينال جزاءين الدنيا والاخرة اضافة الى شرف شعبه . ودعوة القذافي في وقت سابق من عام 2009 دعوته لاحياء دولة الخلافة الفاطمية كانت بمثابة تربعه في قمة الحماقة والجهل بتاريخ الامة الاسلامية فالدولة الفاطية اصلها يهودية على ما اجمع علماء الانساب وهم من الشيعة المحترقة والقذافي في سياسته التي انتهجها في العالم ولا سيما ضد شعبه يحذو حذو سلفه في الحماقة والجهل من الفاطميين وهو الحاكم بأمر الله الفاطمي الذياستضعف اهل مصر فاطاعوه ويذكر التاريخ ان الحاكم بامر الله امر الناس ان يناموا بالنهار ويعملوا بالليل فمر ذات يوم والقاهرة خالية مغلقة والناس نيام ورأى رجل يعمل في محله فسأله عن سبب عمله بالنهار فقال له انه يعمل ساعات اضافية . وهذا القذاي استضعف شعبه والعرب لاكثر من اربعين عاما وقد حان الوقت لاراحة البلاد والعباد من هذا الاحمق ونظامه .
رأيت القذافي مرة واحدة ولمدة سويعات وذلك عندما صحبت المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر في زيارته التي قام بها طرابلس عام 2001 بطلب من وزير الدولة السابق في وزارة الخارجية الالمانية هانس يورجين فيجنيفسكي الذي شغل حقيبة وزارة التنمية في حكومات سابقة للمستشار السابق هلموت شميدت ، وسبب طلبه مصاحبته هو فقط للترجمة ، هل تعلمون لقد كان الوفد الالماني يبلون ثيابهم من داخلها جراء ضحكهم على سفاهة هذا الرجل الذي لا يملك فكرا سياسيا وجهله بالسياسة الدولية واستهتاره بمحدثيه وعدم التركيز على موضوع معين ولما عدت الى الفندق لم أتمالك نفسي من الضحك على هذا الرجل والبكاء على الشعب الليبي المسكين .
لقد آن الأوان ان ينصر زعماء العالم الاسلامي الشعب الليبي ضد هذا الطاغية ونظامه الذين أضاعوا مال وخيرات الشعب الليبي سدى ، اجتمعت مع وزير الثقافة الليبي وهو بحق وزير السخافة على هامش معرض الكتاب الدولي في فرانكفورت عام 2004 اذ كان العالم العربي ضيف المعرض في ذلك العام ، وتشاجرت مع ذلك السفيه فقد قام القذافي بدفع تعويضات لملهى / لابيل / البرليني تصل الى حوالي 1 مليون يورو الذي كان القذافي بتمويل تفجيره بعمل ارهابي راح ضحية التفجير شخص وجرح اكثر من مائة شخص وذلك في عام 1985 وذلك ضمن اتفاق مع المستشار السابق شرودر في عام 2001 اضافة الى دفع تعويضات حول حادثة تفجير طائرة اللوكربي المعروفة وقلت لوزير السخافة انتم تدفعون الاموال من الشعب فانكر دفع تعويضات فقلت له ان العالم والصحف الالمانية والحكومة والكل يعرف انكم تدفعون تعويضات وتكذب ولما وجد نفسه محاطا فر هاربا مني .
الكذب شيمة القذافي ونظامه وعلى المسلمين مد يدهم لمساعدة الشعب الليبي ضد هذا الطاغية الاحمق.