نداء إلى منظمات حقوق الإنسان
اسم المشترك : أحمد عبد القادر الطويل
بريده الالكتروني : [email protected]
نص الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم التاريخ:7/1/2011 نداء إلى: منظمات حقوق الإنسان وأصحاب الضمير في العالم. أولا: معلومات تتعلق بصاحب النداء الاسم: أحمد عبد القادر الطويل. الجنسية: سورية. المهنة: أستاذ جامعي. العنوان الحالي: قرغيزيا_ بشكيك بيان الحالة بتاريخ 1980لاحقت أجهزة المخابرات السورية والدي المواطن السوري عبد القادر الطويل بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين ولما لم تستطع الظفر به حكمت عليه غيابيا بالإعدام طبقا لقانون الـ 49الصادر في سورية في تلك الأثناء ولأن حياته تعرضت للخطرخرج هاربا من سوريا إلى الأردن تاركا خلفه عشرة أولاد أكبرهم عمره 16سنة وزوجة كان عليها رعايتهم وإطعامهم بمفردها من دون دخل مادي معروف لديها ومن دون مساعدة أحد حتى من أقرب المقربين لها إذ أن محاولة مساعدتنا هي في نظر أجهزة المخابرات خيانة للوطن وتآمر عليه. ولما ثقل العبء على الوالدة المسكينة حاولت اجتهادا منها ان تلحق بالوالد الى الأردن فاستخرجت جوازات سفر لنا جميعا فما كان من أجهزت المخابرات في محافظة ادلب الا أن أرسلت مفرزة لاعتقال الوالدة فاطمة المحيميد في صيف 1980 في منتصف إحدى لياليه وبقيت رهن الاعتقال حتى اليوم التالي فأفرجوا عنها بعد مصادرة جوازات السفر.
ولما وصل هذا النبأ للوالد ماكان منه إلا المجازفة بحياته والدخول إلى سوريا سرا عبر الصحراء واخراجنا سرا أيضا معرضين جميعا للاعتقال أو الموت في الصحراء حتى وصلنا الأردن بسلام (جزى الله الملك حسين خير الجزاء ورحمه الله رحمة واسعة). عشنا في الأردن سنتين وسافرنا للإقامة في العراق حتى سنة 2001 تزوجت فيها ودرست حتى انتهيت من الماجستير قسم اللغة العربية وعملت مدرسا في جامعة بغداد لمدة ثلاث سنوات خلالها تقدمت لدراسة الدكتوراه في معهد التاريخ العربي في بغداد فأكملت السنة التحضيرية وبدأت البحث في الرسالة . كان راتبي من العمل في الجامعة لا يكفي أسرتي لأقل من أسبوع فأتيحت لي فرصة عمل في قرغيزيا كمدرس في الجامعة لمادة البلاغة فتركت كل شيء خلفي ولحقت بعملي الجديد في قرغيزيا.
عملت في جامعة (محمود قشقري برسقاني) الجامعة القرغيزية الكويتية (سابقا) لمدة سبع سنوات وأولادي الخمسة معي وانتهى عقدي مع الجامعة في سنة 2008 فقررت مغادرة قرغيزيا الى اوروبا لطلب اللجوء مع الاسرة وحصلت لنا مشكلة في مطار مناص فلم يسمحوا لنا بالمغادرة فعدت إلى بشكيك . والمشكلة أن جوازات سفر الزوجة والأولاد كانت غير أصلية حرمنا النظام في سوريا أية وثائق رسمية حتى مابعد 2003 وهذه مشكلة معروفة للجميع وقد عانى منها الإخوان الكثير الكثير ولحد هذه اللحظة لم يزلوا يضعوا العراقيل أمامنا وحاولت استخراج جوازات سفر للأولاد من السفارة السورية في عمان فمنعتهم حقهم في الحصول عليها وقالت لابد لنا من استخراجها من مكان إقامتنا أو قريب منها أي: من السفارة السورية في موسكو , طبعا بدأنا بإجراءات استخراج جوازات السفر للأولاد بعد منعنا من مغادرة قرغيزيا مباشرة فأرسلت للسفارة السورية في موسكو جميع الأوراق اللازمة والقانونية مع الأجور والنقل (1500$) لستة أشخاص وبعد سنتين ارسلوا لنا اربعة جوازات باستثناء ولدين هما عبد القادر الولد الكبير ورزان البنت ا لصغرى التي ولدت في قرغيزيا وكم حاولنا ومن دون جدوى . في بشكيك عاصمة قرغيزيا أصبحت من دون عمل ولا أقدر على المغادرة فضاق الأمر كثيرا علي وعلى الأولاد من جميع النواحي فلم نعد نستطيع السكن في بشكيك وقررنا السكن في قرية بعيدة عن العاصمة وأصبحت المخابرات القرغيزية تلاحقني لأنني لا أملك تصريح إقامة والأولاد والزوجة حالتهم الصحية والنفسية تدهورت ودراستهم تراجعت فقد كانوا يرفضون الذهاب إلى المدرسة في بعض الأحيان خوفا من المخابرات القرغيزية.
وفي 7/11/2009 أتى إلي عنصران من عناصر المخابرات القرغيزية واعتقلوني واخذوني إلى الفرع التاسع (هكذا يسمى) وبعد أن استخدموا أساليبهم القذرة في التهديد والتخويف بالسجن والتسفير إلى سوريا قسرا بدأوا يفاوضوني على دفع رشوة مقابل الإفراج المؤقت واحتجزوا جواز سفري رهينة دفع تلك الرشوة مع وجوب السفر بعد شهر فطلبوا 300$ ولم يكن بحوزتي ذلك المبلغ فاقترضته وسلمته لهم فأرجعوا لي جواز سفري بعد يومين. لما رأيت الأمر يؤول إلى السجن لأنني لا استطيع السفر بسبب مشكلة جوازات السفر قررت أنا والأسرة اللجوء إلى الأمم المتحدة في بشكيك. في اليوم التالي من اعتقالي ذهبت مع أسرتي إلى مبنى الأمم المتحدة وطلبنا مقابلة أحد مسؤوليها فقابلنا وشرحت له حالنا فطمأننا وأحالنا إلى المحامي فكتب طلبا إلى دائرة اللاجئين القرغيزية للنظر في أمرنا .
وأحيلت قضيتنا إلى المحكمة القرغيزية للنظر في منحنا اللجوء دامت أكثر من سنة وجاءت النتيجة بالرفض , وفي اليوم التالي للرفض بدأت المخابرات القرغيزية بالبحث عني حتى عثروا على رقم هاتفي فاتصلوا وطلبوا لقائي فالتقيت معهم وأول كلام طرحه الضابط هو: أنت إرهابي إذن (يقصد أنني من الإخوان المسلمين) . فقلت : ماذا تريد؟ فقال: أريد أن تغادر البلد فورا وإلا....... فقلت: لو كان لي خيار آخر ما أقمت في بلدكم ساعة ولكن امهلنا لعل الأمم المتحدة ترحلنا إلى بلد آمن . أخبرت مكتب الأمم المتحدة بما حصل وفورا عملوا لنا جميعا (انترفيو) للنظر في أمرنا وأعطونا ورقة عدم تعرض وبعد انتظار دام قرابة الأربعة أشهر قرروا منحنا اللجوء والحماية المباشرة أي بتاريخ 27/1/2010. ومنذ سنة تقريبا ونحن ننتظر تسفيرنا إلى بلد آمن لأن قرغيزيا لم تعد آمنة لنا على الإطلاق فخلال السنة الماضية تعرضنا خلالها لعدة مخاطر وتهديدات: _ المراقبة الدائمة من المخابرات لنا ومداهمة منزلنا واثارة خوف الأهل والأولاد . _ منعي من العمل إن حاولت أن أقف في السوق فضلا عن عملي الأساسي وهو التدريس في الجامعة . _ منع ولدي عبد القادر وعامر من الدراسة في الجامعة فالأول تخرج من المدرسة منذ سنتين والثاني منذ سنة . _ أثناء حصول الثورة على الرئيس باكييف قبل أشهر وحصلت الفتنة الطائفية تعرضنا للهجوم على منزلنا من قبل مجموعات من القرغيز للاستيلاء على ممتلكات بيتنا فدفعناهم بالتي هي أحسن وما منعهم إلا بكاء الأهل والأولاد. _ المنزل الذي نقيم فيه معرض للسقوط وصوره في مكتب الامم المتحدة. _ البرد القارس الذي نعاني منه في المنزل يؤدي إلى الأمراض المستديمة في الكلى والعظام والرئتين. _ نتعرض كل يوم للانتقاص والمضايقات الكلامية من الناس والجيران من حولنا . لقد أدت هذه الأمور إلى نتيجة مؤلمة أراها بعيني كل يوم هي أن بناتي الصغيرات يستيقظن في الليل على بكاء شديد خائفات ولا يعرفن سبب الخوف , وولداي الكبيران لشدة ماقاسا من عذابات الغربة والمستقبل المجهول أصبحا غريبا الأطوار معقدان نفسيا يتشاجزان فيما بينهما باستمرار. وزوجتي المسكينة ينخر الألم عظامها نخرا وتتدهور صحتها النفسية والجسمية يوما بعد يوم.
ملاحظة: مكتب اللاجئين التابع للأمم المتحد على علم بذلك تماما, ومع إلحاحنا عليهم وتزويدنا لهم بالأدلة والصور لم يتخذوا لحد هذه اللحظة أية مبادرة في تسفيرنا , وأنا وزوجتي وأولادي نحملهم المسؤولية كاملة إن تعرضنا للأذى بسبب هذه الأمور التي ذكرتها , وأنا الآن مضطر بالفعل لعرض قضيتنا في الانترنت وأمام وسائل الإعلام لعل صوتنا يسمع وأملنا كبير بأهل الضمير والنخوة . وأتوجه إلى كل من عنده ضمير ممن يستطيع إيصال رسالتنا هذه إلى منظمات حقوق الإنسان لكي يعرضوها على الأمم المتحدة لإنقاذ حياة أطفالي وتسفيرنا من قرغيزيا إلى بلد آمن نعيش فيه بسلام.
رقم تلفوني الخاص: 00996507481966
الإيميل: [email protected]