في اليوم الدراسي الأول
إيمان شراب
في اليوم الأول من الدوام المدرسي بعد عطلة قصيرة لا تتجاوز أسبوعا ، عاد أبنائي من المدرسة لائمين معاتبين ، لأننا لم نسمح لهم بالغياب !!
فما الذي حدث في اليوم الأول ؟
طلاب المرحلة الثانوية ، بعد أن حصلوا على كتبهم ، ناموا وناموا ثم ناموا وتابعوا نومهم حتى تعبوا من النوم ، وعادوا إلى منازلهم مستيقظين نشيطين !! وللإنصاف فإن من لم ينم ، لم يتم إجباره ليفعل ، بل ظل مستيقظا للحديث مع زملائه المستيقظين أمثاله ، وهؤلاء عادوا إلى منازلهم وقد أعياهم طول الحديث !!
طلاب المرحلة المتوسطة ، وبعد أن انتهت الفقرة الأولى من البرنامج ، وهي استلام ما جدّ من كتب ، حان موعد الفقرة التالية والتي استمرت ساعات طوال إلى نهاية الدوام ، حقيقة كانت فقرة أحبها الطلبة كثيرا ، فقد أطفأ المعلم إضاءة الصف ،وأغلق دونهم الباب ، وطلب منهم النوم أيضا، - وكأنه كان اليومالعالمي للنوم - ثم غادر الصف وتركهم نائمين !!! أين ذهب ؟ الله أعلم !
أما الابتدائية فقد كان برنامجهم أفضل قليلا : درس رياضيات لبعضهم ، ودرس قرآن للبعض الآخر ثم خُصّص الوقت المتبقي كله – ماشاء الله تبارك الله- لفراغ طويل قضوه في الفناء بعد أن ألقيَ إليهم بكرة ملـّوا منها بعد فترة ، وأعياهم العطش !!
وفي صباح نفس اليوم ، كنت في زيارة إحدى المدارس لغرض معين . انتظرت قليلا حتى يحين موعد مقابلة المسؤولة المديرة ، التي لم تجلس على مكتبها ، بل كانت أمام طاولة امتلأت بدلال القهوة وأطباق الحلويات، وبعد مقابلة قصيرة جدا ، خرجتُإلى فناء المدرسة الذي اصطفـّت فيه الطالبات والأطفال من الرّوضة ، وجميعهم ارتدى الأحمر الذي كان زي طالبات المدرسة !!
توجهت الطالبات إلى فصولهن ، فاجتمع عدد من المعلمات حول طاولة امتدت في الفناء وامتلأت بدلال القهوة و أطباق الحلويات ؟!
خجلتُ من الوقوف إلى جوارهن فابتعدت أنتظر من ستأتي لتقضي لي مصلحتي ..
طفل صغير من أطفال الروضة يتوجه نحو الباب الخارجي للمدرسة ، لم ينتبه له أحد وهو يخرج ، فاضطررت للحاق به ، فأدخلتـُه و أخبرت موظفة الاستقبال ، التي قالت بكل برود : من هي معلمته ؟! ( تسألني أنا الضيفة ) ؟!
حقيقة أصابني من الإحباط ما يجعلني حزينة ؟ - ليس الوصف دقيقًا ، ولكنني سأتجاوز- !
فلماذا نرسل أبناءنا إلى المدارس ؟ ليناموا ؟ ليلعبوا كرة دون وجود معلم معهم ؟ لتنشغل المعلمات بشرب القهوة والتسلية فيخرج طفل إلى الشارع من بينهن دون أن تلمحه إحداهن ؟
لولا أننا نحصـّن أولادنا ، لا أدري ماذا يمكن أن يحصل لهم من مشاكل!
أين الإحساس بالمسؤولية ؟ كيف سيتعلـّمها أبناؤنا إذا كانت نماذجها غير حاضرة ، بل هي ميتة ! أين الله الذي يرانا ؟ أين الأمانة التي أوصانا بها رسولنا وجعل تضييعها علامة الساعة ؟؟
ثم يكبر الأبناء والبنات ، ويتزوجون، ويتعاركون مع الحياة ، دون أن يعرفوا ما هي المسؤولية ، ثم نتساءل : لماذا يكثر الطلاق ؟! ولماذا تكثر العقد والأمراض النفسية ؟! ولماذا الفشل والبطالة والكسل والغش والفساد والهزائم وعدم النصر !