ما هذا إلا إفك مفترى

أ.د. عبد الرحمن البر

أ.د. عبد الرحمن البر

أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر وعضو مكتب الإرشاد

وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

وثيقة مزعومة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واهتدى بهداه.

وبعد أيها الإخوة الأحبة، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

وأبدأ بأن أدعو الله أن يسامح الأخ الذي سمى نفسه (حسونة) الذي نقل هذا الإفك المفترى في منتدى شباب الإخوان المسلمين، مما سمي وثيقة سرية بعنوان (يا خيل الله اركبي) زعم أحدُ صحفيي النظام أنني كتبتُها ووُزِّعت سراً على قواعد الإخوان المسلمين، وزعم مختلِقُها أنني أدعو فيها الإخوان إلى اعتبار الانتخابات القادمة غزوة ضد الباطل، وادَّعى هذا الصحفيُّ أنني وجهتُ فيها الإخوان للاستشهاد عند صناديق الانتخابات.

ولو أن العضو حسونة (وأنا أفترض حسن نيته) أشغل عقله قليلا لرأى أنَّ نقل هذا الكلام المفتَرَى لونٌ من ألوان إشاعة الكذب، وأنا قد نفيتُ هذا الكذبَ جملةً وتفصيلاً بمجرد أن علمتُ بنشره يوم الأربعاء قبل الماضي، ونُشر هذا التكذيبُ على كل المواقع بما فيها منتدى شباب الإخوان المسلمين، كما اتصل بي محررُ جريدة (الشروق) يوم الجمعة قبل الماضية، وكذَّبتُ هذا الإفكَ، ونُشر هذا التكذيبُ يوم السبت قبل الماضي، وقام الصحفيُّ مختلِقُ هذا الإفك بكتابةِ مقالٍ في جريدة (الشروق) كان عبارةً عن (وصلة ردح) مما يجيده، ويتعففُ قلمي ولساني عن استعماله، ولم أعبأْ بالرد عليه، وكفاني المعلِّقون على موقع الجريدة الأمرَ بتأكيدهم أنَّ ما ادعاه هذا الصحفي ليس إلا افتراء وزورا، وحاول الصحفيُّ صاحبُ الاختلاق جرِّي إلى الردِّ عليه واستتبع حواريًّا من حوارييه معه، فكتبا في العدد التالي من المجلة إياها مقالين لا علاقة لهما بالكتابة الجادة ولا بالبحث الرصين، كل ذلك ليظفر مني بردٍّ أو اهتمام، كنتُ عزمتُ على ألَّا أحقِّقَه له، لولا أن الأخ (حسونة) في منتدى شباب الإخوان المسلمين جرَّني إليه الآن.

وكلُّ مَنْ قرأ هذا الإفكَ تأكَّد من كذبه، ولذلك لم يحفلْ به أحدٌ ذو بال، اللهم إلا بعض مواقع الحزب الوطني على استحياء.

وبالنسبة لموقع (الإسلاميون نت) الذي نقل عنه الأخ (حسونة)، فقد اتصل بي رئيسُه (الأستاذ حسام تمام) في نفس الليلة التي صدر فيها عدد المجلة التي يترأس تحريرها هذا الصحفي، والتي لا تكاد تُذكَر للضعف الشديد في توزيعها، وأكدتُ للأستاذ حسام أن ما نُشر محضُ اختلاقٍ لا أساس له، ولا يتفق إطلاقاً مع فكري ومنهجي أو منهج الإخوان المسلمين، وتبادلنا الحديث ما يقرب من سبع دقائق، وأبدى الأستاذ حسام تفهُّماً لما أقول، وقال لي: ربما كتبه أخٌ غيرك من الإخوان، فنفيتُ له ذلك بقوة، وأكدتُ له أن هذا مخالفٌ تماماً لمنهج الإخوان المسلمين، ولم يحصل إطلاقا، وأن من غير المعقول أو المنطقي في الانتخابات العامة أن تكون هناك توجيهات سرية (خصوصا وقد ادعى الصحفي مختلق الموضوع أن ما أسماه وثيقة قد طبع منها عدة آلاف!!!)، وفوجئتُ بعد عدة أيام بالأستاذ حسام ينشر الكذب كما هو، من غير أن يبيِّن أنني كذَّبتُ له كلَّ ما نُشر، واتصلتُ به يوم الأربعاء الماضي أمام عدد من الإخوان، واستمرَّ الحوارُ لما يزيد عن عشر دقائق، وعاتبتُه على نشره هذا الكلامَ المختلَقَ وعدم نشره لتكذيبي له مع أنني كذَّبتُه له شخصيا، ومع أن التكذيب نُشر في عشرات المواقع، منها موقعي الرسمي (على بصيرة) وموقع الإخوان الرسمي (إخوان أون لاين)، وقال الأستاذ حسام: إنَّ من حقك أن يُنْشَر التكذيبُ، وإنه سينشره فورا، ولكنه للأسف لم يفعل حتى الآن، وحسبي الله ونعم الوكيل.

ولعل الأخ (حسونة) ناقلَ هذا الإفكِ إلى المنتدى الكريم لاحَظ أنه لا أحدَ علَّق على الموضوع في موقع (الإسلاميون نت)، مما يدل على أن كل قارئ متعقل يسهل عليه اكتشافُ الكذب البَوَاح في الأمر، فلا أدري هل الأخ حسونة (بنفسه أو مدفوعاً من قِبَل أحد) نقل الموضوع في هذا المنتدى الكريم لعلمه باحترامي لأعضاء المنتدى وتفاعلي مع المشاركين فيه، فأراد أن يخدم (بقصد أو بغير قصد) ناشرَ الكذب، حين يضطرني إلى الرد عليه، وكنتُ أترفع عن ذلك! أم ماذا؟

مرة أخرى سامحك الله يا أخ حسونة!.

ويا ليت الإخوة الذين ينقلون موضوعات إلى منتديات وملتقيات الإخوان يكونون أكثر ذكاء وحرصا وأعمق وعيا، حتى لا يستغلهم بعضُ الكُتَّاب لإشغال الإخوان بما لا معنى للانشغال به.

وهاأنذا –يا أخ حسونة- أضطر إلى ما لا أحبه؛ إكراماً لعيون شباب منتدى شباب الإخوان، وأرجو أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يضطرني أحبائي للنزول إلى مستوى مناقشة الأكاذيب المفضوحة، على غير رغبة مني. وأنا واثق أن من أسعد الناس بهذا ذلك الصحفي الذي يتمنى أن يراني مناقشا لإفك يفتريه وباطل يردده!.

إخواني الأحبة، هذه الوثيقة المختلقة هي بنتُ فكر الصحفي مختلِقها وناشرها، لم تخط يدي فيها حرفا واحدا، وصياغتُها اللغوية ركيكةٌ مفككة، لا تمت لطريقتي في الكتابة بصلة.

وما زعمه من وجود خطي عليها بعبارة (سري جدا) يدرك كل من يعرف خطي أن ذلك الخط الرديء ليس خطي على الإطلاق.

ما هي القصة:

فيما يبدو لي فهذا الصحفيُّ المدَّعِي أتعب نفسَه ليجد شيئاً يكتبه عني يجامل به أصحاب الفضل عليه، ويطعن به على الإخوان المسلمين، فلما أعياه أن يجد شيئاً ذا بال وقع على مقالٍ كنتُ كتبتُه إبَّان الحرب الصهيونية الأثيمة على غزة؛ لرفع الروح المعنوية للمجاهدين الأبطال الذين سطَّروا أروع البطولات، ونُشر المقال على موقع (إخوان أون لاين) بتاريخ 9/1/2009 وعلى غيره من المواقع بعنوان (ظاهرة الشهادة والاستشهاديين)  فنقل منه العبارات التالية التي أرجو أن يقارن القارئ بينها وبين باقي المكتوب في الوثيقة المزعومة:

(إن الشهيد يقدم روحه فداءً لدينه، وعزةً لأمته، فيموت عزيزًا لتحيا أمتُه عزيزةً، ويبقى دينُه خالدًا مرفوعًا، حتى لا تكون فتنةٌ ويكون الدين كله لله، ولهذا استحق هذا الشهيدُ بجدارة أن يكتب الله له الحياة السعيدة.

لأجل هذا يتسابق العقلاءُ المخلصون في طلب الشهادة، وهم يعلمون معناها ويدركون أين يطلبونها، فيسعَوْن إلى الجهاد غير هيَّابين ولا متردِّدين، فقد صحَّح ابن حبان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رجل: يا رسول الله، أيُّ الجهاد أفضل؟ قال: "أَنْ يُعْقَرَ جَوَادُكَ، وَيُهْرَاقَ دَمُكَ".

وصحَّح ابن حبان أيضًا عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي، فقال حين انتهى إلى الصف: اللهم آتني أفضلَ ما تُؤْتي عبادَك الصالحين، فلما قضى النبي- صلى الله عليه وسلم- الصلاة قال: "مَن المُتَكَلِّمُ آنِفاً؟" قال الرجل: أنا يا رسول الله. قال: "إِذاً يُعْقَرُ جَوَادَُُك، وَتُسْتَشْهَدُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى".

هذا هو السبيل لتحصيل أفضل ما أعطى الله عباده الصالحين، أن يموتوا ليحيا دينهم، ويستشهدوا لتعز أممهم)

 وهذا هو رابط المقال لمن يريد قراءته كاملا:

http://www.ikhwanonline.com/Article.asp?ArtID=44061&SecID=452

هذا كلامٌ كتبتُه لأحلِّل ظاهرة الاستشهاديين من أبناء الياسين والرنتيسي وهنية الذين أرَّقوا مضاجع الصهاينة، وكسروا أنوفهم، وحطَّموا كبرياءَهم، ودوَّخوا ما أسموه ألوية النخبة التي يتفاخرون بها، وأثبتوا أن أمتنا لا تزال قوية بدينها ورجالها الصادقين.

ولما كان الموضوعُ لا علاقة له البتة بالانتخابات، ولما كان الناشرُ المختلِق يتصور أن الناس سُذَّج ويمكن التخليط والتلبيس عليهم، فقد نسج خياله باقي ما ورد من إفك في هذا الموضوع الذي سماه وثيقة، بعد أن نقل بعض الآيات والأحاديث (أو نُقلت له) ليبدو الموضوع كما لو أن كاتبه من علماء الشريعة.

نسي أنه يكذب على أستاذ في علم الحديث:

ولما كانت آرائي منشورةً على الدنيا فقد اختلق حكاية السرية، لعلَّ أحداً يصدقه، وفاته أنني متخصص في الحديث الشريف وعلومه، وأنني اعتدتُ ألا أستشهدَ بالضعيف والمنكر في كتاباتي أو خطبي أو كلامي، فجاء بقصة منكرة ليتخذ من إحدى عباراتها عنوانا لما يأْتَفِكه، فقصة سعد السلمي التي أَوْرَدَها (أو أُورِدَتْ له) قصة منكرة، أخرجها أبو أحمد ابن عدي في كتاب (الكامل في ضعفاء الرجال) 6/209-211 من طريق سويد بن سعيد، عن محمد بن عمر بن صالح الكلاعي، عن الحسن وقتادة. ومحمد بن عمر هذا من أهل حماة، وهو منكر الحديث عن الثقات ، والراوي عنه سُوَيد بن سعيد وهو متكلَّم فيه. وذكر ابن الأثير القصة مختصرة من غير إسناد في كتاب (أسد الغابة) في ترجمة من اسمه سعد الأسود السلمي ثم الذكواني .

وأغلب الظن أنه نقلها (أو نُقلت له) من أحد مواقع (الإنترنت) ولم يكلف نفسه عناء البحث عن صحتها أو سؤال أهل العلم عن ذلك، ونسي أنه يَكْذِب على أستاذٍ في علم الحديث، ولهذا لم يكن كذبه مستويا (كما تقول العامة).

وما كنتُ لأُورِدَ قصةً منكرةً في شيء مما أكتبُه بفضل الله، فلديَّ بحمد الله من العلم بالصحاح والحسان ما يغنيني عن التماس الضعيف المنكر.

منهج الإخوان المسلمين:

أما عن الأفكار التي نسبها هذا الصحفيُّ إليَّ وإلى الإخوان المسلمين زورًا وبهتانا، فإنني أؤكد على الحقائق العشر التالية:

1 -  منهجي ومنهج الإخوان المسلمين هو رفض التكفير لأي مسلم أقرَّ بالشهادتين، إلا أن يعمل عملا أو يَقُول قولاً  لا يحتمل تأويلا غير الكفر، وعندئذ ينبغي أن يراجعه جماعة من أهل العلم ويبينوا له الخطأ والفساد فيما قال أو فعل، ويقيموا عليه الحجة، فإن أصرَّ بعد البيان ولم يمكن تخريجُ قوله أو فعله على أي تأويل محتمل جاز الحكم بكفره.

أما التكفير لمجرد الاختلاف في الرأي أو المنافسة الانتخابية فهذا لا يقول به عاقل، فضلا عن باحث شرعي يعرف أصول استنباط الأحكام الشرعية، فضلا عن أن يكون أخا من الإخوان المسلمين دعاة الفكر الوسطي المعتدل.

2 -  أرفض ويرفض الإخوان المسلمون بكل قوة تسمية الانتخابات بالغزوة، ولا يمكن أن أتفوه بالتبريرات السخيفة الركيكة التي كتبها كاتب الإفك لوصف الانتخابات بالغزوة.

3 - أرفض بكل قوة الفكرة الغبية التي تقول بالاستشهاد على الصندوق، ولم أسمع مطلقا بمثل هذا عن أحد من عموم الإخوان المسلمين، فضلا عن أحد علمائهم. وفي ذات الوقت أدعو جماهير الأمة لحماية أصواتهم بالاحتشاد الحضاري السلمي أمام لجان التصويت ولجان الفرز لردع المتلاعبين عن العبث بإرادة الأمة.

4 - أرى أن مجلس الشعب كله لا يساوي –بل الدنيا كلها لا تساوي-  إراقة قطرة دم واحدة بغير حق، فضلا عن إزهاق روح، وأنا أدرِّس لطلابي  هذا الحديث « لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ » (أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه). وأعلِّمهم (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا)  [المائدة/32]، وأشرح لهم حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ: « اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ » . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: « الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ » (متفق عليه).

ولمن لا يعلم فإن لي كتاباً في (تحريم الدم) شرحتُ فيه جملةً من أحاديث تحريم الدم من سنن الإمام النسائي أدرِّسه لطلابي في الجامعة.

5 - أعتمد -مثل سائر الإخوان المسلمين- النضالَ السلميَّ الدستوريَّ منهاجاً وسبيلاً وحيداً للإصلاح والتغيير، وأمارس مهمتي الدعوية وأنشر رسالتي التعليمية على هذا الأساس، وكتبي ومقالاتي وخطبي منشورة مشهورة.

6 - أرفض العنف بكافة صوره وأشكاله، سواء كان من أفراد لأفراد، أو من أفراد لنظام حاكم (ممثل في الشرطة ونحوها)، أو من نظام حاكم لأفراد. وحتى إذا اعتدى النظام الحاكم على بعض الأفراد فإن عليهم أن يصبروا وألا يخرقوا في الأمة خرقا بالانشقاق أو العنف، حماية للأمة وضمانا لسلامتها من الفوضى، مع مطالبتهم القوية بحقوقهم بصورة قانونية واستمساكهم بها مهما كانت الضغوط والتجاوزات، بلا يأس ولا إحباط.

7 - أعتقد أن المشاركين في الانتخابات من جميع أطياف الشعب المصري وفئاته -وكذلك المقاطعين والرافضين للمشاركة- هم مواطنون مصريون يريدون خدمة وطنهم، كلٌّ بطريقته وأفكاره، وأن الانتخابات هي منافسة بين الجميع لا علاقة لها بالإيمان والكفر على الإطلاق.

8 - أرى جواز ترشيح المواطن غير المسلم –فضلا عن المسلم- للانتخابات، وأدعو جميع المترشحين لجعل مصلحة الأمة أولويتَهم الأولى، وممارسة التنافس لكسب ثقة الناخبين بصورة حضارية راقية، لا تبعث على تفرق القلوب، ولا تكون سببا إثارة الفتن أو للإضرار بالمصلحة العامة، وأدعو عموم الناخبين إلى اختيار الأكفإ والأصلح، بعيدا عن التعصب.  

9 - بل أرى جواز التحالف أو التنسيق في الانتخابات مع غير المسلم –فضلا عن المسلم- أيا كانت توجهاته قومية أو وطنية أو ليبرالية، ما لم يتخذ موقفا معاديا للإسلام وللشريعة الإسلامية التي ينص الدستور المصري في مادته الثانية على أنها المصدر الرئيسي للتشريع.

10 – وأخيراً: أرى أن العبث بأصوات الناخبين وخداعهم والتحايل عليهم وتزوير إرادتهم بأي شكل من أشكال التزوير كبيرة من أعظم الكبائر التي تضر بالأمة ضررا بليغا، والتي يجب أن يقف لها كل مخلص بالمرصاد.

هذا موقفي وموقف الإخوان المسلمين في هذا الموضوع بغاية الوضوح ، لا يحتمل أدنى لبس ولا غموض ولا تأويل.

ومن شاء فليراجع ما كتبتُه تحت عنوان (الانتخابات رؤية شرعية).

لماذا أكتب ذلك الآن؟:

إخواني الأحبة، يعلم الله أنني كنت عازفا تماما عن الرد على هذا الإفك المهترئ، ورافضا تماما للانجرار لمناقشة هذا الصحفي فيما اختلقه، وهو الذي سعى جهده لينال شرف وقوفي مخاصما له أمام القضاء، لكني أرفض ذلك بإصرار، وأكتفي برفع قضيتي إلى الله أحكم الحاكمين وأعدل العادلين، فإن رأى هو أن يرفع باطله إلى القضاء فهذا شأنُه، أما أن أبادر أنا إلى مخاصمته فلن يكون إلا بين يدي الله إن شاء الله.

ووالله لولا حرصي عليكم وعلى المنتدى الكريم (منتدى شباب الإخوان المسلمين) وحبي للمشاركين فيه ما كلَّفتُ خاطري أن أكتب كلمةً واحدة في ردِّ باطلٍ واضح البطلان. فليسامح الله الأخ (حسونة)!

ودعوني أكرر لحضراتكم مرة أخرى: يجب أن نكون أكثر ذكاءً وحرصاً ووعياً حين ننقل موضوعاً ما من أي موقع آخر، حتى لا نسيء لأنفسنا بترديد السفاهات والأباطيل.

هيا إلى العمل الجاد:

في الختام هاأنذا أدعوكم للمشاركة بكل همة ونشاط في العملية الانتخابية بأدب الإسلام الذي تعلمناه وتربينا عليه؛ ليكون ذلك أبلغ رد على الأفاكين ومحترفي ترويج الأباطيل، والأيام القادمة هي أيام عمل لا أيام سفسطة وجدل، فقدِّموا صورة صحيحة عن شباب الإخوان الوطني الناهض الذكي الواعي الجَسور، حتى يكتب الله لكم ولجماعتكم التوفيق والنجاح والفلاح، ويكتب لمصرنا العزيزة بكم وبالمخلصين من كافة القوى الوطنية الحرة التقدم والرقي والإصلاح إن شاء الله.

والله أكبر ولله الحمد ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.