ينتقدون ولأنفسهم لا ينظرون

ينتقدون ولأنفسهم لا ينظرون!

نوره نفافعه – الناصرة

مراقبة من حولهم مهنتهم، تعميم بيانات الانتقاد غايتهم، فهم يترصدون كافة خطواتهم بأنظارهم. ويطورونها عبر عقولهم، وينقلونها بألسنتهم ولا يرحمون أحد فحسب اعتقادهم المعتل أن جميع من حولهم مخطئون وليس هنالك من سواهم من زاد الصواب يأكلون فهذه أرمله ارتدت ثوباً جديداً ما وراءها يصيحون، وذلك اشترى بيت أو مركبه أو أي شيء...من أين لهُ هذا يهتفون،وتلك لأنها سمينه بها يستهزئون،أو لأنها سمراء يجب من مقدارها أ يقللون ، أو لقصر قامتها على إحساسها يسعون أن يدسون ، أنفها كبير ، فستانها قصير ، عطرها رخيص، بيتها صغير، ذهب ، قدم، جلب...ومن هذا القبيل الذي يحطم أحياناً مصير، مصير نفسيه ترجم، شخصيه تُطعن بكلمات تهدم المعنويات أو تهاجم بخنجر كثرت التساؤلات، وتحكم على أحلام مشرقه بالهلاك فإذ وجدوا زوجين متفقين ضمن أجواء عائليه سعيدة مترابطة فيا ويلا على ما سيحصدان من وراءهم، وإذ وجد من هو في عمله أو مجاله ناجح فهيهات ...هيهات من أصحاب قلب قد مات ، وعقل لا يفكر سوى بطرق الإبادة، وتدمير مشاهد الحياة . فلا ينال ثناءهم ذلك، ولن تنطق أفواههم بثناء أو مدحاً. فالحدائق اليانعة بأعينهم يشاهدونها صحراء قاحلة، ويحاسبون الناس على قوت أيامهم وحتى على لون حذاءهم ولا يبالون بعيوبهم وأخطاءهم فهم دائماً ينتقدون ولأنفسهم لا ينظرون وربما بآلاف العلل هم مبتلون ولكنهم بدل من أن يصلحون من كيانهم ، وترميم نفوسهم الشاردة بأدق تفاصيل غيرهم الحياتية يتتبعون لعلهم يجدون ما يقولون ، وينتقدون. فقد قال بعض الحكماء " مُتتبع العيوب: كالذباب لا يقع إلا على الجرح وبعض الناس مصاب ب " ولكن " وكلما ذكرت له شخصاً قال:فيه خير ولكن..." فما بالك ما وراء ولكن سوى ذم بأقبح الصفات، ونعت بأرخص العبارات، حرق بطاقته من سجل الحياة...غير مبالون أن مروحة كلامهم المسموم ستزورهم وربما تمكث طويلاً في ديارهم فما أكثر الأيام التي حملها ويحملها الزمان وسيعلمون أنهم ليس سوى أصفاراً محطمه. فبمقدار نفسك يكون حجم نقدك وترقب خطواتك فالناس لا يرفسون كلباً ميتاً، ولن يسقط الجالس على الأرض أبداً . فقد قال الشاعر:-

" وإذ الفتى بلغ السماء بمجده           كانت كأعداد النجوم عداهُ

ورموه عن قوسِ بكل عظمتةٍ           لا يبالون بما جَنوه مداهُ"