مصر الحديثة بين الخلع وبيت الطاعة

مصر الحديثة بين الخلع وبيت الطاعة

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

من عجائب الامور ان مصر الحديثة وفي عهد الحزب الوطني فان الشعب هناك يقسم الى قسمين ، القسم الاول وهو الذي فرض عليه قانون الخلع باعتباره يتماشى مع تطور العصر وجوهر الاسلام وتنفيذ اوامر اسياد البيت الابيض ، اما القسم الثاني فلم يشمله هذا التطور ابدا ، فما ان تعلن الزوجة عصيانها فان اجهزة الامن المصرية فانها وحفاظا على الروابط العائلية واللحمة الوطنية وتراب الوطن ، فان هذه الاجهزة تتولى تأديب كل من خرج عن طاعة الزوجية وتسليمه الى غبطة البطريرك الانبا شنودة دام ظله الشريف ، وهناك وفي داخل الاديرة تتولى اجهزة غسل العقول اعادة غسل عقل الزوجات المرتدات بمواد غسيل حديثة جدا بعد ان تتعرض لعمليات غسل طويلة جدا ، ثم وبسبب الابتلال من الغسيل فانهم يحتاجون الى اعادة تجفيف وتنشيف وكي وتطهير وتعقيم من اجل اعادة التأهيل لكي تعاد الزوجات الناشزات الى ازواجهن وهن في حالة طاعة عمياء.

عملية اختفاء مواطنات مصريات في داخل الاديرة الكنسية وبعلم الاجهزة الامنية يعطي صورة واضحة عن قوة هذه الاجهزة ، وعن قوة السلطة والدولة والتي تسلم ابنائها الى الاديرة من اجل اعادة الغسيل ، وهذه الصور توضح تماما مدى تهتك النظام السلطوي للدولة ومدى التفريق في المعاملة بين مكونات الشعب الواحد ، حيث ان المحاكم المصرية انشطرت الى شطرين ، فهناك محاكم مدنية لطبقة المسلمين تمارس عليهم سادية الدولة وغطرستها ، وهناك محاكم تفتيش دينية تسلم لها الضحايا وهناك في داخل الاديرة حيث تغيب سلطة الدولة ومراقبتها ، وهي اديرة فاحت رائحة الاشاعات والانتهاكات فيها والتي مازالت تخضع لانظمة القرون الوسطى ، وتهدد فيها الضحايا بالقائها الى الاسود المفترسة من اجل افتراسها .

لايعنيني ابدا هذا الانتهاك الانساني الذي تسيطر عليه الكنيسة وتحجر فيه على المواطنين ، فهناك رضا تام من اتباع الكنيسة على هذا الانتهاك الواضح لحرية المرأة ،ورضا تام على تبعية كنسية تعمل بنظام القرون الوسطى ولاعمل لها الا مهاجمة المسلمين الذين احترموا علاقة الجوار والاخوة في الوطن ، وانما يعنيني هو انتهاك الانبا شنودة نفسه لحقوق المواطنين المسلمين ، فكيف يقبل هو ومعه رعاياه ان ينتهك الحقوق الاسلامية لمواطنين مسلمين ، وكيف تقبل الدولة على نفسها هذا العار الشديد ، ولعل ما هو اقبح من هذا العار واقبح من الانتهاك الاوروبي للعبة الرسوم المسيئة لرسول النور وحرق القرآن الكريم هو تصريح الانبا شنودة نفسه ان المختطفة التي اعلنت اسلامها تتعرض لعملية غسل كنسي بعد اسلامها ، ولم اجد في قواميس الاساءة للاسلام اشد واكبر من هذه الاساءة ، فمتى كان الاسلام دينا قذرا ياصاحب القداسة ليحال اتباعه الى غسيل للمخ ، واكثر عجبي هو السكوت القبيح لعلماء الدين ليس في مصر وحدها وانما في العالم الاسلامي ، وكان من المفروض ان يكون احتجاجا اسلاميا واسعا ليس من اجل المختطفة وحدها وانما من اجل تلك الاهانة الشديدة للاسلام من راعي الكنيسة القبطية في مصر ، وكان من المفروض بابناء الكنيسة القبطية الانتباه الى ان الانبا شنودة يحرض على الفتنة الدينية بوصفه الدين الاسلامي بالقذارة وان هذا الدين الذي قدم الى مصر فحرر الاقباط من عبوديتهم للروم ، فاعجبوا به واسلم غالبية الاقباط في مصر بفضل نورانية هذا الدين وصار وادي النيل بفضل اسلامهم واديا مسلما ورمزا للتعايش بين الاسلام والاقباط على مدى اكثر من الف عام لم تشهد الكنيسة فيه يوما تصريحات كتلك التي يتلفظ بها دجال القبط الانبا شنودة والذي يسوق مصر الى حرب طائفية بين شعب واحد .

ان الدين الاسلامي ليس قذرا ياصاحب القداسة القبطية لكي يحتاج معتنقوه الى غسل دماغي وانما انت وحدك الذي يحتاج الى ذلك الغسل ، وانت ارتكبت جريمة مهلكة بحق الاسلام والمسلمين ، تتجاوز جريمة الخطف والتعذيب الى جريمة اهانة الاسلام والمسلمين ، وانك تستمد قوتك من ضلال السلطة في مصر ونفاقها وخيانتها لمصر ولدينها ولربها ، وبسبب تهاوي شيوخ الازهر الذين سكتوا عن هذه الاهانة الكبيرة جدا ، واطالب شيوخ الاسلام والقبط بمحاسبة هذا الافاك الضال والافراج عن المسلمين الذين يغسل الانبا شنودة عقولهم من اوساخ العقيدة الاسلامية الضالة كما يقول.