المدابل والحدائب
فوزي ناصر
ما أن تقترب من مدخل قرية أو مدينة عربية إلا وتستقبلك أكوام النفايات وقطع الأثاث المكسّرة والصناديق الفارغة وشظايا زجاجات كبيرة، لا حاجة لمعرفة انتماء سكان القرية أو المدينة التي ستدخلها، إن وجدت مثل هذا الاستقبال تعرف أن السكان عرب.
هذه الزهور والأشجار والحدائق والتماثيل والنوافير واللافتات التي نستقبل بها العائدين من زياراتهم ورحلاتهم وأعمالهم والزائرين الوافدين، هذه هي الهوية التي نريد للآخرين أن يعرفونا بها، هذا هو العنوان الرئيسي، هذا هو بابنا، واجهتنا أو ربما شرفة العرض التي نعرض فيها أحسن ما لدينا من بضاعة.
والمثير حقاً انك حين تدخل البيوت تجدها غاية في الأناقة والنظافة، الأمر الذي يجعلك تتساءل بحيرة كبيرة عن أن هؤلاء الناس الذين يسكنون في هذه البيوت والتي يحرصون على نظافتها وأناقتها هم أنفسهم من يلقي بنفاياته في الشارع العام، أمر في غاية الغرابة وكأنه من الأمور التي لا تصدّق.
أضيف إلى الشارع العام الحدائق العامة التي تتحوّل إلى مزبلة للحي الذي أقيمت خصيصاً من أجل راحته ورفاهيته، إذا كانت فيها العاب للأطفال تكسّر وتحرق، وإن كانت فيها مقاعد تكسّر وتحرق وإن غرست فيها الأشجار تكسّر أو تقلع، ويطلق من يكسّر ويلقي النفايات العنان للسانه في شتم السلطة المحلية التي أوصلت هذه الحديقة إلى مثل هذه الصورة، متناسياّ دورة في المحافظة عليها ومساعدة السلطة المحلية في صيانتها.
لا ننفي مسؤولية السلطة المحلية بالمحافظة على الملك العام الذي بذل في تطويره مال وجهد عظيمان، وبالمحافظة على المداخل والشوارع نظيفة الجانبين من النفايات، لكن يجب أن نعرف أن من يقوم بمثل هذه الأعمال التخريبية(منا وفينا) ولا يأتي من كوكب أخر، لكن السلطة قادرة على مراقبة الملك العام وتقديم من يعتدي عليه للقضاء، وحتى يتم ذلك ستبقى حدائقنا خرائب وشوارعنا مزابل.
· المدابل: المداخل – المزابل
· الحدائب: الحدائق- الخرائب